لم تكتف – اميركا ترامب – بتوجيه صفعة القرن للعالم الاسلامي ، ولم تكترث لردود الفعل لمليار ونصف مليار مسلم في العالم تجاه القرار الظالم من الادارة الامريكيه ضد العالم الاسلامي والعربي وضد طموحات الشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على جزء من اراضيه المحتلة منذ عام 1947 من قبل الحركة الصهيونية العالمية ، بل قامت باستفزاز العالم الاسلامي والشعب الفلسطيني من خلال – القرار الترامبي – بالاعلان عن نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس واعلان ان مدينة القدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني المحتل .
الان يزداد تطاول اميركا ترامب ضد جمهورية باكستان الاسلامية وذلك من خلال النظرة الى الامور تجاه باكستان بعين واحدة ، وتوجيه سلسلة من الاتهامات تجاه باكستان بدعوى ان باكستان مأوى آمن للارهاب – اميركا بهذه التصريحات الظالمة تجاه باكستان تأتي لكي تبرر فشلها في السيطرة على افغانستان .
ومن باب الانصاف وقول الحقيقة اعلن انا كمراقب ومتابع للشأن الباكستاني عن قرب بان باكستان من الدول الاولى التي تعمل على محاربة التطرف والارهاب مستخدمة كافة الوسائل والاليات العصرية لهذه الغاية – فمنذ ان تولى الرئيس ترامب وهو يتعامل مع الدول بفوقية وعجرفة وبعقلية تاجر ، وكأن العلاقات الدولية تقاد بمثل هذا المنطق الاعوج – الولايات المتحدة فقدت المبادىء التي انشئت من اجلها واصبحت دولة تدور في الفلك الصهيوني ودولة غير محايدة في حل النزاعات الدولية ، لهذا فليس غريبا ان نرى ونسمع تصريحات لهذا الشخص الغريب الاطوار تجاه الدول العربية والاسلامية ولا نسمع همسا تجاه العدو الصهيوني والمجازر التي يقوم بها يوميا ضد الشعب العربي الفلسطيني و امام انظار العالم دون ان يحرك ساكناً ولو بكلمة من خلال بعد انساني او اخلاقي.
باكستان دولة اسلامية تحارب الارهاب بشكل مستمر وعلى عدة جبهات – منه الارهاب القادم من الجارة الهند – والتي تحاول تأجيج الصراعات داخل باكستان ودعم لعمليات مشبوهة في الاقاليم الباكستانية ، وكذلك ارهاب الدولة الهندية ضد الشعب الكشميري وضد منحه حقوقه المشروعة في تقرير المصير والحرية .
لقد قدمت باكستان الاف الشهداء من العسكريين ورجال الامن والمواطنين من الاطفال والنساء والشيوخ لقاء العمليات الارهابية التي تتعرض لها يوميا وتعمل على مكافحتها عسكريا وامنيا وفكريا – وانفقت باكستان ملايين الدولارات على ذلك مما ادى الى تعطيل العديد من برامج التنمية في التعليم والصحة والبنية التحتية لدولة باكستان والتي اثرت على حياة الشعب الباكستاني بل زادت في معاناته وتردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لدى المواطنيين .
التصريحات الامريكية والتهديات ضد دولة لها سيادة جاءت ليس في محلها بل هي تخرج عن اللياقة والدبلوماسية الدولية ولا ترتقي لأبسط مفاهيم العمل الدولى – بل هي تصريحات تستخدمها عصابات البلطجة والابتزاز وعصابات قطاع الطرق .
اميركا منذ التأسيس دولة ارهابية وتغذي الارهاب – جرائم اميركا معروفة للجميع ضد الهنود الحمر السكان الاصلييين لامريكا والتي تشير الاحصائيات التاريخية بأن حوالي 100 مليون شخص تم ابادتهم من الهنود الحمر !!! وكذلك في التاريخ الحديث ملايين من افراد الشعب الفيتنامي راحوا ضحية رعاة البقر اما القنابل النووية المحرمة دوليا فحدث عنها بلا حرج – فلقد جرب هذا السلاح المحرم دوليا على المدن والشعب الياباني !!! امريكا ترامب هي نفسها تعيد اعمالها الارهابية في تدريب الارهابين الجدد – داعش وغيرها من منظمات القتل تحت مسميات مختلفه – هذه الصورة الحقيقية لامريكا وللساسة الامريكيين –امريكا الحاضرة الان في المشهد الدولي هي دولة استعمارية تريد ان تفرض ارادتها وهيمنتها على العالم بالقوة !!! امريكا تريد ثرواتنا وتريد اسواقنا وتريدنا ان نكون عبيدا لارادتها وتناست اننا نعيش في القرن الحادي والعشرون وان زمن العبودية انتهى منذ قرون ؟! كان على – رعاة البقر- الجدد ان يقرؤا التاريخ جيدا وان يتذكروا هزائمهم في فيتنام وبيروت وافغانستان والصومال وان سلاح القوة التي تلوح به تجاه الشعوب سوف يرتد عليهم وعلى سياساتهم الحمقاء وبالا وخسرانا باهضا في السمعة والانفس والنفوذ.
على اميركا كدولة كبرى ان تعزز نفوذها بطرق اكثر تحضرا وذلك من خلال تقديم المساعدات للدول النامية وبناء الشراكات طويلة الامد لتنميتها اقتصاديا واجتماعيا ومساعدتها في التخلص من التحديات التي تهدد كياناتها وليس بتهديد هذه الكيانات تارة والقصاص منها تارة اخرى .
على امريكا ترامب ان تتعقل في تصريحاتها ضد الدول الاخرى وان تفهم ان – اجيال الخنوع – قد ولى زمنهم بغير رجعه، وان هناك اجيال جديدة متحركة تستطيع هذه الاجيال ان توقف امريكا عند حدها مهما بلغت امريكا ترامب – من القوة والغرور- على الادارة الامريكية الجديدة ان تكف عن تصريحاتها الظالمة ضد باكستان وان على الادارة الامريكيه الجديدة ان – تلبس نظارة جديدة لكي ترى الامور بوضوح وبعينين وبمسؤولية كبيرة بصفتها دولة عظمى وليس بنظارة بعين واحدة كما تفعل اليوم !!!