اتصال ابن زايد بالملك يؤكد عمق العلاقة الاردنية- الاماراتية وكذب الشائعات التي تنشرها المراكز الاعلامية الموالية لقطر
تلقى الملك عبدالله الثاني، اتصالاً هاتفياً من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، جرى خلاله تبادل التهاني بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد.
وأكد الملك، خلال الاتصال، عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع الاْردن ودولة الإمارات العربية المتحدة، وحرصه على تعزيز العمل والتعاون المشترك خلال العام 2018، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
ويأتي هذا الاتصال الاخوي الذي بادر به ابن زايد لتبديد شائعات التوتر في العلاقة بين عمان وابو ظبي، جراء مزاعم التدخل الاماراتي في الشأن الداخلي الاردني.
وكانت صحيفة “العرب” اللندنية الموالية لدولة الامارات، قد نقلت عن اوساط اردنية وخليجية قولها: أن أيادي قطرية تعمل على توسيع دائرة الخلاف بين الأردن ودول خليجية بينها السعودية والإمارات عبر افتعال تسريبات متعددة، مستفيدة من اختلاف جزئي لمقاربة عمان عن الرياض وأبوظبي تجاه قضايا إقليمية مختلفة.
وقالت هذه الأوساط إن قطر، والدوائر التي تتحرك في فلكها من جماعات متشددة، هي المستفيدة الوحيدة من توتير العلاقة بين الأردن وحلفائه التقليديين في مجلس التعاون الخليجي، وذلك كردة فعل على نجاح السعودية والإمارات والبحرين ومصر في تحويل المقاطعة إلى أمر واقع.
وكان الديوان الملكي قد حذر من أنه سيتخذ إجراءات قانونية ضد أي شخص ينشر أكاذيب بشأن الأسرة الحاكمة بعد أيام من إحالة الملك عبدالله الثاني شقيقيه إلى التقاعد من الجيش.
وقال بيان للديوان الملكي يوم امس الاول الأحد “سيقوم الديوان الملكي الهاشمي بالملاحقة القانونية لكل من يسيء أو ينشر الأكاذيب والمزاعم الباطلة بحق أصحاب السمو الملكي الأمراء والأسرة الهاشمية”.
وأضاف البيان “ما نشر من أخبار مختلقة أخيرا يهدف إلى الإساءة إلى الأردن والنيل من مؤسساته”.
وصباح السبت الماضي، أكد مصدر رسمي أردني رفيع المستوى، أن قرار الملك عبدالله الثاني، بإحالة ثلاثة أمراء من الخدمة العسكرية إلى التقاعد هو “أمر طبيعي”، وأن “الحديث عن إقصاء وصرف الأمراء عار عن الصحة، فمنهم من في مناصب لا تقل أهمية عن الخدمة العسكرية”.
وقد لاحظ المتابعون للشأن الأردني أن مواقع محسوبة على قطر ركزت على نشر إشاعة تربط بين إقالة الأمراء الثلاثة واتصالات لهم مع السعودية والإمارات، معتبرين أن وقوف الدوحة وراء الإشاعة لا يحتاج إلى الكثير من التفكير.
وقال الباحث والخبير الاستراتيجي عامر السبايلة لـ “العرب”، إنه “وخلال اليومين الماضيين كان هناك حجم كبير من الشائعات والأخبار الساعية لضرب العلاقة الأردنية السعودية في المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية ضرب العلاقة الأردنية الإماراتية”، معتبرا أن الطرف الساعي لترويج الأخبار وتسويقها “له مصلحة في ضرب الأردن مع محوره التاريخي السعودي والإماراتي”.
ومن الواضح أن الأيادي القطرية أرادت أن تربط بين خطوة سيادية أردنية على صلة بخطة لإعادة الهيكلة وتخفيض النفقات، وبين أزمة الدوحة في محيطها الخليجي، وأن هذا لا يمكن أن يتم دون افتعال لقاءات واتصالات وفبركة معركة جانبية.
ويشير المتابعون إلى أن الدوحة تسعى للإيهام بأن اختلاف الرؤى بين عمان والرياض بشأن الموضوع السوري، وهو ملف حيوي للأردن، أفضى إلى خلاف أعمق، وهو ما تفنده التصريحات الأردنية والسعودية.
وفي الاخير كشف مسؤول أردني رسمي عن تفاصيل جديدة، فيما يخص قضية إحالة الأمراء الثلاثة الى التقاعد من الجيش، وقال لصحيفة “رأي اليوم” إن الحكومة الأردنية رصدت عددًا ممن روجوا الأكاذيب والشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والمواقع الإلكترونية، تمهيدًا لإحالتهم إلى القضاء ، لكنه لم يسمِّ الجهات والأشخاص، واكتفى بتأكيد تحويلهم إلى القضاء في القريب العاجل.