روحاني يعيد للاذهان قول ابن سلمان إنه سينقل المعركة لداخل إيران 

 

قلل الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماعه برؤساء اللجان التخصصية في البرلمان من أهمية الأحداث التي تشهدها البلاد وأكد أن إيران ستتجاوز هذه المرحلة.

وقال روحاني في خطاب ألقاه بشأن الاحتجاجات، اليوم الاثنين: “هذه الأحداث لا أهمية لها. والشعب الإيراني شهد الكثير منها وتجاوزها بسهولة”.

وتابع: “المسألة باتت اليوم تمس النظام والثورة والمصالح الوطنية والأمن القومي واستقرار إيران والمنطقة”، مشيرا إلى أن جميع المتظاهرين ليسوا مدعومين من الخارج.

ودعا روحاني لتحويل ما حدث خلال الأيام الماضية في إيران إلى فرصة لحل المشاكل.

أضاف يقول: “العدو غاضب من عظمة الشعب الإيراني ونجاح وتطور إيران. الانتقاد والاحتجاج فرصة وليس تهديدا والشعب بنفسه سيرد على مخترقي القانون ومثيري أعمال الشغب”.

واتهم روحاني الولايات المتحدة وإسرائيل بتحريض بعض المتظاهرين للانتقام من إيران، مشيرا إلى أن “العدو قالها صراحة إنه سينقل المعركة إلى داخل إيران”.

وعبر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة منيت بهزيمة كبرى بشأن الاتفاق النووي أمام حلفائها في أوروبا.

هذا وأكد أن بلاده تعاني من مشاكل لا علاقة لها بالحكومة كالجفاف والتصحر والزلازل والتلوث البيئي، مشددا في الوقت ذاته على أن الوضع الاقتصادي في إيران أفضل من متوسط الأوضاع الاقتصادية في العالم، وأن معدل النمو الاقتصادي في البلاد بلغ هذا العام 6%.

وذكر أن إيران تلعب دورا إيجابيا لأجل السلام في سوريا واستقرار العراق ولبنان والدفاع عن المظلومين.

وتابع أنه من حق المواطنين الاحتجاج لكن يجب أن يكون بالوسائل القانونية، داعيا في الوقت ذاته إلى الوحدة الوطنية بين البرلمان والحكومة والسلطة القضائية والقوات المسلحة.

وكان محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، قد قال إن بلاده تقف بحزم في وجه “نزعة إيران التوسعية” وإن الرياض تعرف أنها هدف للنظام الإيراني متوعدا بأن المعركة ستكون في إيران.

وأضاف في مقابلة مع الإعلامي داوود الشريان بثته القناة السعودية الأولى، “لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لتكون المعركة عندهم في إيران”.

وأشار إلى أن “النظام الإيراني يقوم على فكرة أيديولوجية متطرفة، منصوص عليها في دستورهم وموجودة في وصية الخميني، مفادها أنه يجب أن يسيطروا على العالم الإسلامي من خلال نشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم”.

وعلى صعيد متصل قال أمير حاتمي، وزير الدفاع الإيراني إن أطرافا خارجية وصفها بالأعداء، تسعى لجعل إيران بلدا مضطربا وغير آمن.

وأشار في تصريح أدلى به أمام حشد من المسؤولين في وزارة الدفاع اليوم الاثنين، إلى أن “الأعداء يبذلون قصارى جهدهم لتأجيج مشاعر الشعب الإيراني وتشجيعه على زعزعة الأمن في البلاد”.

ودعا وزير الدفاع الإيراني إلى ضرورة التضامن والوحدة والتكاتف الوطني من أجل إحباط مؤامرات الأجانب ودرء فتنهم.

وقال إنه بالإمكان متابعة المطالب من خلال الاحتفاظ بالهدوء والأمن والنظام، موضحا أن “الشعب الإيراني العظيم دلل خلال العقود الأربعة الماضية أنه ملتزم على الدوام بالأساليب القانونية في متابعة نيل حقوقه المشروعة”.

وأكد وزير الدفاع أن الحكومة وجميع الأجهزة المعنية لا توفر جهدا في إيجاد حلول للمشاكل، إلا أن الحفاظ على الاستقرار والنظام وتنفيذ القوانين والالتزام بالوحدة والتضامن الوطني يعد السبيل الأفضل لإرساء الأمن العام والاستجابة لمطالب الناس.

وتشهد عدة مدن إيرانية مظاهرات لليوم الرابع على التوالي، بدأت بالمطالبة بالتنمية وتحسين الظروف المعيشية، وسرعان ما رفعت شعارات ضد الرئيس حسن روحاني وضد المرشد الأعلى، وتصف نظام الحكم بالدكتاتور.

وقد أسفرت المواجهات مع رجال الأمن عن مقتل 4 مواطنين، وإصابة عدد آخر، بالإضافة إلى اعتقال العشرات.

كما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني،اليوم الاثنين، بمقتل 14 شخصاً في الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ الخميس الماضي.

وكانت وكالات إيرانية رسمية أفادت في وقت سابق اليوم الاثنين بمقتل 4 محتجين في مدينتي إيذه ودورود في احتجاجات إيران التي دخلت يومها الخامس، اثنان منهم في عملية دهس سيارة تابعة للحكومة بحسب ما صرح به محافظ لرستان.

وفي السياق ذاته تداولت وسائل إعلام ايرانية أنباءً عن سيطرة المتظاهرين الإيرانيين على أحد أهم مقار الحرس الثوري في مدينة شاهين شهر بمحافظة أصفهان، فيما قام محتجون بحرق الحوزة العلمية في تركستان بمحافظة قزوين.

وقال مركز أبحاث ستراتفور حول المظاهرات والغضب الشعبي في إيران: المستقبل القريب ربما يحمل مفاجآت تؤدي إلى تطور الأوضاع بشكل خطير وغير مسبوق، فالحكومة الإيرانية ركزت على التدخلات الخارجية، ومنها الحرب في سوريا بدلاً من مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وقال محافظ لرستان، ماشاءالله نعمتي، في حديث لوكالة “إيلنا”، صباح اليوم ، إن “محتجين قاموا بحرق عدد من الممتلكات العامة في مدينة دورود، ليل الأحد، وقامت سيارات الإطفاء بإخماد الحريق في أحد البنوك، وعند عودة إحدى سيارات الإطفاء إلى مقرها هجم عليها بعض المتظاهرين، وانتزعوها من رجال الإطفاء، وداسوا بها بعض المتظاهرين الآخرين، ما أدى إلى مقتل شاب وصبي آخر في الرابعة عشرة من عمره في ميدان وحدت في المدينة”..

وقال المسؤول الإيراني إنه لا يعلم عدد القتلى في اشتباكات ليلة البارحة في المدينة التي تشهد عنفاً من الأمن الإيراني ضد المحتجين أكثر من غيرها في المدن الإيرانية الأخرى.

وكانت السلطات الإيرانية أعلنت عن اعتقال أكثر من 370 شخصاً خلال الأيام الأربعة الماضية، في حين يقول ناشطون إن عدد المعتقلين يفوق ما أعلنه النظام رسمياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى