عام مضى بمئوية الوعد المشؤوم وعام آت حاملا مئوية ميلاد الزعيم

ما بين النكبات والأحلام … طرق فى الغابات وصراع مع الثعالب والحيات، ودروب هى الغيمات وحلكة السواد فى ليل يتعذر فيه ضوء النهار, لكن بالأمل تتحول الأحلام الى ميلاد يشق غبار الضباب ليزيح حُلكةِ الظلام ليتهادى النهارويبقى الأنتظار يطول ..لكان لابد من شروق الشمس لتصنع ميكانيزم الحياة , وأستمرارها بالكفاح والعرق والنضال .

باى .. باى .. 2017 بما حملت من مآسى مازال يجسدها أطفال اليمن , فى صراعهم ضد الطاغوت الذى يواصل قذف اجسادهم النحيلة المتهالكه بالحِمم عبر صواريخ الطيران القابع فوق السحاب على مدار ثلاث اعوام ,دون رحمة ولادين , بعد أن تحول خُدام الحرمين , الى ترس فى آلة الصهيونية والأمبريالية الأمريكية , فمولوا معهم الأرهاب والدمار- قبل الفُرقة- حكام قطر , ومازال حكام الأمارات يمارسون مع التحالف السعودى و الأسرائيلى الذى أعلن مؤخراً أنه يقود بطائراته وطياريه الحرب الملعونه على “بلقيس “اليمنيه فدمروا الزرع والحجر على ربوعها , وحاصروا الأطفال والنساء والشيوخ فى ديارها , وتفشى الطاعون والكوليرا بين أُنَاسِها,وبدى أنه لاخلاص اِلا بأبادة شعبها ,لكن رغم الأنات والدم المُهدر هناك وتشرذم عظام الأطفال جراء صواريخ الدمار السعودية والصهيونية ,”فهدهد سُليمان ” آت من بعيد حاملا بين جناحية كتاب المولى القدير مغرداً ,اليمن لن يلين , فصموده من حديد , وليعلم الجميع أن الحرمين الشريفين فى أم القرى والمدينة المنورة تئِن وأنينها تعبير عن بكاء الرُبى فى الروضة الشريفة المطهرة و الحجر الأسعد والكعبة المُشرفة , ليكون بكائهم نذير أمل فى التغيير مع العام الجديد .

حمل العام الذى سينصرم الآن أو بعد الآن بقليل 2017 مئوية وعد بلفور المشؤم حين نعق البوم والغربان الصهاينة والأنجليز , فساد الظلام أرض فلسطين , وغدت مرتع لقطعان المستوطنين , وبدى التهجير طابور طويل يصطف النازحون المُجبرون فيه على ذلك بفعل دمار بيوتهم ونهب أرضهم , وشن الحرب عليهم ومطاردتهم أما خارج فلسطين , أو بداخلها فى مخيمات بعد هدم البيوت والضيعات بفعل عصابات الهجناه وباقى العصابات الصهيونية الأرهابية المموله والمدعومة من جانب الاستعمار وقواها الغاشمه فى كل مكان , وبدت الحكاية من 1917 الى الآن نهاية 2017 قرن من الزمان على المؤامرة التى دشنها الأستعمار العالمى فى قلب وطننا الكبير “فلسطين” لتحطيم قواة وخلق “أسرائيل” كنواة ذرية تفجر عالمنا العربى فى كل لحظة ليؤب خاضعاً الى هدى الأمبريالية والرأسمالية العالمية والصهيونية , والى صراطهم اللا مستقيم حتى كَمن الشيطان الصهيونى فى كل التفاصيل , فآثر أَلا ينهى عام 2017 اِلا بمحاولة تجسيد الدولة اليهودية العنصرية وعاصمتها “القدس الشريف” فكان قرار “ترامب” اللعين “, ومن أسف أن بعض الحكام ممن لهم سفارات فى تل أبيب وكذا ملوك وأمراء الخليج كانوا لصفقة القرن -التى باعت فلسطين – سند ومعين وآثروا أَلا ينتهى العام الممحون (2017) اِلا وهم على الخيانة ضالعين ومع المومس الشمطاء فى تل أبيب عاشقين , فكان السقوط فى أحتفال أسرائيل بمئوية بلفور اللعين .

وقبل أن تُطوَى الصفحات على عام مضى , بدت ساعات النهاية من العام 2017 تستدعى جذوة النضال الشعبى , وثارت أنتفاضة شعبنا الفلسطينى تجدد شبابها الدائم , وتتحدى كل من حاول طمس هوية القدس , لتؤكد أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين العربية- وتضخ الساعات الباقية من عام قارب على الرحيل الأمل فى تنظيف سورية والعراق من من بقايا الأرهاب

على أمل أن يسود السلام ويتحقق الحلم مع نسمات عام جديد على الأبواب , فالنفتح النوافذ والأبواب لنستقبل عام 2018 بنسماته عسى أَلا تحمل أعاصير و تُنَقَى من رياح الهبوب.

مرحباً …فالعام 2018 حاملا بشاير مئوية ميلاد الزعيم الخالد ” جمال عبد الناصر”, لتبقى رباعيات االميلاد مع البطل الذى آتى به القدر والهمته فلسطين ثورته , حين حوصر فى الفلوجه وهو يخوض غِمار النضال ضد العدو الصهيونى فى العام 1948 ,فأعتصر ألماً وهو يرى خيانة الحكام العرب وتواطئهم مع الأستعمار والصهيونية لتمكين عصابات أسرائيل من فلسطين ,فأثر الثورة ضد الحكام كأولى خطوات الطريق لتحرير فلسطين , فقاد ثورة 23 يوليو 1952 التى غيرت وجه الحياة فى مصر والعالم العربى والعالم الثالث , وقادت حركات التحرير فى العالم ضد الأمبريالية والأستعمار, وغيرت شكل العلاقات الأجتماعية فى مصر فنهضت الطبقة الدُنيا والوسطى تمتلك وسائل الأنتاج وتقود التنمية .

مئوية ميلاد عبد الناصر ,أستدراك لما فات وعبور فوق الأحزان ,وتعويض عن الدماء التى سالت جراء الأرهاب , لتُذكر بأن وهم السلام مع أسرائيل كلف العالم العربى ومصر آلاف الضحايا التى فاقت شهداء العرب فى كل الحروب مع العدو الصهيونى , وتذكير بقيادة عبد الناصر الحكيمة للأمة العربية , التى حلت كل النازعات البينية ,بين العراق والكويت , وبين سوريا ولبنان وبين الجزائر والمغرب , وبوفاته أفتقدت الأمة العربية الزعيم الذى يجهض دسائس الرجعية العربية التى تمثلت اليوم فى حكام الخليج الذين مولوا الأرهاب على سوريا وليبيا ودمروا اليمن , فهل من ناصرى ملهم يولد من رحم الأحداث فى ذكرى مئوية ميلاد عبد الناصر يصنع مع تباشير العام الجديد ثوره ناصرية تعيد اللُحمَة الى أقطارنا العربية وتتعالى على الأحزان وتضمد الجراح لتصل ما بدأه الزعيم على طريق الوحدة العربية .

مئوية الميلاد الناصرى أستدراك ومراحعة للنفس البشرية لجماهير شعبنا العربى , لتطرح على نفسها السؤال , لماذا فرطنا فى المكاسب الناصرية والمبادىء التى أرساها الزعيم ؟ وكان لبُها أن الصراع مع أسرائيل صراع وجودى , مما يستدعى التساؤل من جديد لماذا تركنا حكوماتنا العربية تخون وتُعَبِد الطريق مع الكيان الصهيونى؟.

مئوية ميلاد الزعيم فى بداية العام الجديد وبالتحديد فى 15يناير 2018 لابد تستدعى العقل وتحلل السقوط المهين وتلك مهام ملقاة على عاتق الجمع العقلى للشعب العربى تستدعى التفكير فى الأسباب التى أدت الى بيع الحكام العملاء – لمكتسبات عَمِل عبد الناصر لتكون فى مُكنة قوى الشعب العامل , والتى تمثلت فى القطاع العام والمصانع التى حققت التمنية – لمافيا أصحاب رأس المال الحرام وأذناب الشركات المتعددة الجنسية الصهيونية والأمبريالية ؟

عام 2017 مضى بكل مافيه من مآسى وأنكسارات ونكسات , لكن ولأن جمال عبد الناصر علمنا أن النكسة لابد أن تضيف لتجربتنا عمقا جديدا وتدفعنا الى نظرة فاحصة وشاملة وأمينة على جوانب عملنا ,فنسمات العام الجديد 2018 وهى تهل علينا بمئوية ميلاد عبد الناصر فى 15يناير 2018 لابد أن تهيىء لنا أستكمال الطريق الذى بناه جمال عبد الناصر طريق (الحرية والأشتراكية والوحدة ),ننقى منه الشوائب وننزع عنه سنوات عجاف مرت منذ وفاة عبد الناصر الى الآن ,ونطور الميكانيزم بما يتوافق مع التطور التقنى والعلمى والتكنولوجى والتقدم الهائل فى عالم الأتصالات الذى نعيشة الآن فى القرن ال 21 ,لتضحى الأمة العربية قوة أقليمية تشارك فى صنع التاريخ .

ومع غيوم العام 2017 , تضحى نسمات العام 2018 أكثر أشراقا

وسنة حلوة على جميع شعبنا العربى من المحيط الى الخليج .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى