السلطات الايرانية تتهم امريكا والسعودية والتكفيريين بالوقوف خلف الاحتجاجات الشعبية في طهران والمدن الاخرى

طهران- وكالات

تجددت اليوم وسط العاصمة الإيرانية طهران المظاهرات المعارضة الحاشدة، وسط اتخاذ السلطات إجراءات أمنية مشددة.

ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورا لمئات المحتجين المعتصمين داخل جامعة طهران، حيث نظمت أمس مظاهرة احتجاجية حاشدة، وهم يرددون شعارات معارضة تعبيرا عن تنديدهم بالغلاء والفساد وسياسات الحكومة الداخلية والخارجية.

وأكدت وكالة “ايسنا” المؤيدة للإصلاحات أن هذه التظاهرات نظمت من قبل طلبة تابعين للباسيج في الحرس الثوري، وهم يطلقون شعارات مناهضة لرئيس البلاد حسن روحاني ومؤيدة للمرشد الأعلى علي خامنئي.

في غضون ذلك، حذر محافظ طهران محمد حسين مقيمي في تصريح صحفي من أن أي تجمعات في العاصمة تعتبر غير قانونية، لأن البلدية لم تتسلم أي طلب بإصدار رخصة للتجمر.

وأكدت مصادر محلية انتشار قوات الأمن بكثافة في الميادين والساحات الرئيسية بالعاصمة، حيث ما يزال الوضع هناك متوترا للغاية.

كما شدد وزير الدفاع الإيراني في وقت سابق من اليوم على أن الحكومة سوف تتصدى بكل حزم للذين ينشرون العنف والفوضى، مضيفا أن من يتلف الممتلكات العامة خارج عن القانون وينبغي محاسبته على سلوكه كي يدفع ثمن جريرة تصرفاته.

وجاءت هذه التصريحات بعد ليلة متوترة للغاية حيث كانت المظاهرات تتواصل في مختلف أنحاء البلاد، وكان المحتجون يحرقون أعلاما وطنية ويمزقون لافتات مع صور للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

ونشرت وسائل الإعلام صورا تظهر مصارف ودوائر حكومية تعرضت للتخريب أثناء التظاهرات.

كما أكد حبيب الله خوجاتهبور، نائب محافظ لورستان للشؤون الإنسانية في تصريح صحفي أنباء عن مقتل متظاهرين اثنين ليلة أمس أثناء اشتباكات اندلعت خلال مظاهرة غير مرخص بها في مدينة درود غرب البلاد، مشددا في الوقت نفسه أنهما لم يُقتلا على أيدي عناصر الحرس الثوري، بل بنيران مسلحين مجهولين متواطئين مع “أعداء الثورة الإسلامية” وتنظيمات تكفيرية واستخبارات أجنبية.

وأضاف خوجاتهبور يقول في تصريحات للتلفزيون الرسمي، أنه “للأسف قتل شخصان في المواجهات لكن قوات الأمن لم تطلق النار على الحشد”.

ونقل التلفزيون الإيراني عن هذا المسؤول قوله إن “عملاء أجانب، وليس الشرطة، قد استهدفوا محتجين قتلا في مدينة دورود الليلة الماضية “.

وأضاف يقول: ”لم تطلق الشرطة وقوات الأمن أي أعيرة نارية. عثرنا على أدلة تشير إلى أعداء الثورة وجماعات تكفيرية وعملاء أجانب في هذا الاشتباك“.

وفي السياق ذاته، قال وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي اليوم الأحد، إن “الذين يخربون الأملاك العامة ويثيرون الفوضى ويتصرفون بشكل مخالف للقانون سيحاسبون على أفعالهم ويدفعون الثمن”.

وحذر رحماني فضلي خلال تصريحاته للتلفزيون الرسمي، من أن “الحكومة الإيرانية ستتصدى للعنف والذين يثيرون الفوضى والخوف والرعب”.

هذا وتتواصل الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي في عدة مدن إيرانية ولكنها امتدت إلى العاصمة طهران، بسبب الأوضاع الاقتصادية ، حيث تزامنت مع ذكرى احتجاجات معارضة في كانون الأول عام 2009.

وقد واجهت الحشود الشرطة، وهاجمت بعض المباني الحكومية، وذكر تقرير على وسائل التواصل الاجتماعي أن متظاهرين اثنين قتلا بالرصاص في إحدى المدن غرب إيران.

وكان الحرس الثوري الإيراني علق امس السبت، على الاحتجاجات بقوله إن “من يقف وراءها هم أعداء يريدون قلب نظام الحكم في إيران”، داعيا إلى “تعزيز الوحدة واليقظة والوعي الوطني، لإحباط مؤامرات الأعداء، واستلهام العبر والدروس من فتنة عام 2009” .

ومن جانبه قال حميد رضا آصفي، المتحدث الأسبق باسم الخارجية الإيرانية ، إن الحكومة السعودية والولايات المتحدة تحاولان استغلال أجواء التجمعات والحرية الموجودة في إيران، غير ان ابدى ثقته من أن الشعب الإيراني لن يسمح لهما بفعل ذلك.

ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن حميد رضا آصفي تصريحه أن هذه الاحتجاجات والتجمعات النقابية والاقتصادية الموجودة في بعض المدن الإيرانية تعتبر مؤشراً بارزاً على وجود الحرية في البلاد، وتشير إلى أن أي شخص يمكنه التعبير عن رأيه.

وأضاف، أن هذه التجمعات تتعلق بالقضايا الاقتصادية والمعيشية إذ يجب على المسؤولين الاهتمام بذلك، لكي لا تخرج القضية عن إطارها الرئيسي.

ونوه المتحدث الأسبق بإسم الخارجية الإيرانية، إلى أن هذه التجمعات ليست مقلقة من الناحية السياسية، قائلا: إن “مطالب الشعب من الحكومة والمجلس وباقي المؤسسات لتسوية المشاكل الاقتصادية هي مطالب محقة ويجب الاهتمام بها، كما أن وسائل الإعلام المعادية لايمكنها أن تدعي غير ذلك، لأن مطالب الشعب واضحة وصريحة”.

ولفت آصفي أيضاً إلى أن الحكومتين السعودية والأمريكية تريدان تحويل المطالب الاقتصادية للجماهير إلى توتر، واستغلال هذه الأجواء سياسيا، مشيراً إلى أن “الإيرانيين هم أكثر يقظة من الاستسلام لمؤامرات السعوديين”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى