تنابز بالمظاهرات الشعبية العارمة بين مؤيدي ومعارضي نظام الحكم الايراني
في وقت توسعت نطاق المظاهرات في إيران ضد السياسات الاقتصادية، خرجت مظاهرات ومسيرات مؤيدة للحكومة الإيرانية، اليوم السبت، في العاصمة طهران.
ووفقا لوكالة “تسنيم” الإيرانية، فقد شهدت العديد من المدن بما فيها العاصمة الإيرانية طهران، ومشهد، وأصفهان، وشيراز، وتبريز، وكرمانشاه، وقزوين، ورشت، وأهواز، وخرمشهر، وقم المقدسة، مسيرات ضخمة بهذه المناسبة.
وأفادت الوكالة، أنه المسيرات الشعبية الحاشدة خرجت، بالتزامن مع ذكري الثلاثين من كانون الأول، مؤكدة أن المظاهرات تكريما لهذه المناسبة وتجديداً للعهد والبيعة مع نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية و ولاية الفقيه.
وبث التلفزيون الإيراني الرسمي صوراً مباشرة لعدد من المظاهرات المؤيدة في عدة مدن، وردد المتظاهرون خلالها شعارات تؤكد على التفاهم حول حكم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ورفض الفتنة في البلاد.
وكانت مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة الإيرانية قد جابت مدينة مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية تعبيراً عن احتجاج المواطنين على الأوضاع الاقتصادية، الخميس الماضي، وسرعان ما اتسع نطاق الاحتجاجات لتشمل مدنا أخرى
وامتدت الاحتجاجات على سياسية الحكومة، أمس الجمعة، إلى مدن إيرانية عدة، من بينها قم وقزوين وهمدان وبيرجند ورشت وأصفهان وكرمانشاه وشيراز ومناطق أخرى، ورفع المتظاهرون في كرمانشاه غربي البلاد شعارات “الحرية أو الموت”، “والخبز، والوظيفة، والحرية”.
وقام بعض المشاركين في الاحتجاجات بإحراق صورة المرشد الأعلى علي خامنئي، واصفين إياه بـ”الديكتاتور”، فيما اعتقلت القوات الأمنية 52 مشاركا في احتجاجات مشهد، وحاولت قوات الشرطة تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والعيارات المطاطية.
وعلى خلفية الاحتجاجات، دعا الحرس الثوري، في بيان له، الإيرانيين إلى “تعزيز الوحدة واليقطة والوعي الوطني لإحباط مؤامرات الأعداء”.
وشدد البيان، على أنه “بعد مضي 8 سنوات من فتنة عام 2009، فإن إعادة قراءة الدروس والعبر لهذا الحدث الهام والمؤثر يعد أحد المتطلبات الضرورية في مسيرة تكامل الثورة وتقدم الشعب الإيراني، وفي حالة التغافل عنها يجب توقع ظهور مؤامرات وفتن أكثر تعقيدا ضد النظام والوطن الإسلامي”. ووصف البيان “الظروف الراهنة بأنها خطيرة، رغم استمرار الجبهة المتحدة بالتنوير ضد العناصر المعادية للثورة في الداخل والخارج”.
وحمّل البيان “الثالوث الخبيث” (وهي الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا) بالتعاون مع الأنظمة الرجعية في المنطقة المسؤولية عن انتهاج “استراتيجيات خفية وعلنية” وتشويه الحقائق التاريخية و”تطهير أصحاب الفتنة والبغاة ضد النظام”، وذلك من خلال عمليات نفسية واسعة “لقلب الحقائق والإيحاء بمؤشرات خاطئة ومنحرفة”، مشدداً على أن “اليقظة والنظرة الثاقبة لإفشال مخططات الأعداء المشؤومة” تعتبر من الأولويات الراهنة لمحبي الثورة وكل إيراني يسعى إلى استقلال وعظمة بلاده.
من جانبه، دعا رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى “الوحدة في الحقبة الحالية المحفوفة بالفتن المعقدة”.
وأكد باقري، أن “القوات المسلحة الإيرانية لن تسمح في أن يتحقق حلم دول الاستكبار المشؤوم والشرير لاضعاف والاطاحة بنظام الثورة الإسلامية في إيران”. وقال إن “فتنة 2009 مدعومة من اقطاب نظام الهيمنة والصهيونية وخيانة وحماقة قادة الفتنة ووضعت دروسا وعبرها أمام الشعب الإيراني للأبد للاستعانة بها في التصدي واحباط الفتن المستقبلية لاعداء الجمهورية الاسلامية”.
وفي أول رد خارجي، دعت الولايات المتحدة الأمريكية، كل الدول إلى دعم الشعب الإيراني علنا في مطالبه بحقوقه الأساسية، بعد احتجاجات شهدتها عدة مدن إيرانية تطالب بمكافحة الفساد في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت إن واشنطن: “تدين بحزم اعتقال متظاهرين سلميين”، وتابعت “نحض كل الدول على أن تدعم علنا شعب إيران ومطالبه بحقوقه الأساسية وبإنهاء الفساد”، مضيفة: “إن القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيين، إلى دولة مارقة تصدر العنف وسفك الدماء والفوضى”.
من جهته، غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صفحته الرسمية عبر “تويتر”، مستنكرا الاعتقالات التي طالت المحتجين في إيران، وقال: “هناك العديد من التقارير عن الاحتجاجات السلمية من قبل مواطنين إيرانيين تضرروا من فساد النظام، وإهدار ثروات البلاد لتمويل الإرهاب في الخارج. يجب على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك الحق في التعبير عن نفسها. العالم يراقب!”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرس: “يجب على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك الحق في حرية التعبير”. وكتبت ساندرس في تغريدة على صفحتها في “تويتر”، أن المواطنين الإيرانيين غير راضين “يحتجون سلميا ضد فساد النظام، وتبديد الثروة الوطنية لتمويل الإرهاب في الخارج”.
واندلعت في عام 2009 احتجاجات واسعة في مدن إيرانية مختلفة قادها إصلاحيون، رفضا لفوز الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، وشكك المحتجون في نزاهة الانتخابات.