الاحتفال برأس السنة.. هل هو مناسبة دينية ام اجتماعية ؟

تأتي ليلة رأس السنة الميلادية مساء 31 كانون اول من نهاية كل عام، وهي آخر يوم في التقويم الغريغوري، واليوم الذي يليه هو يوم رأس السنة.

يتم الاحتفال به في الكثير من دول العالم، ولا تحدث الاحتفالات في وقت واحد وإنما تنطلق مع دقات الساعة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، مروراً بأوروبا والشرق الأوسط الذي يضج في جدلية واسعة بخصوص الاحتفال من عدمه.

وفي المدن الشرقية والغربية من العالم تختلف عادات الاحتفال بين مدينة وأخرى، ولكنها تتفق في صيغة واحدة هي الاحتفال عبر عروض الألعاب النارية.

وتشتهر سيدني بأنها أول مدينة كبرى تستقبل العام الجديد، وتنتقل أخبار احتفالاتها وصور ألعابها النارية إلى مدن العالم الأخرى التي تكون على وشك الاحتفال هي الأخرى بنهاية عام وحلول عام جديد.

 المصريون أول من احتفل به

وظهر 1 كانون الثاني كبداية العام في وثائق التقويم اليوناني في روما بسنة 45 قبل الميلاد بأمر من يوليوس قيصر.

وخلال القرن السادس عشر أعلن عن 1 كانون الثاني في معظم بلدان أوروبا الغربية يوم بداية السنة الجديدة الرسمية، وحتى قبل الانتقال إلى التقويم الميلادي الحالي.

وبدأت روسيا، التي كانت تحتفل ببداية السنة في 1 ايلول، باتباع هذا التاريخ بموجب أمر مباشر من بطرس الأكبر في سنة 1700، وذلك 218 سنة قبل اعتماد التقويم الغريغوري.

ويطلق على هذه الليلة في بعض البلدان خصوصاً في أوروبا الوسطى اسم “ليلة القديس سلفستر”، كما أنّ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تعتبر 1 كانون ثاني يوم عيد وذكرى مخصصة لمريم العذراء وهو يوم مقدس في معظم البلدان ذات الغالبية المسيحية، ما يتطلب من جميع الكاثوليك حضور الصلوات الدينية في ذلك اليوم.

وتتحدث مصادر تاريخية عن أن المصريين القدماء كانوا أول من احتفل ببداية العام الجديد، وأقاموا مظاهر عدة للاحتفال ببداية العام الجديد حسب التقويم الفرعوني، منذ أكثر من 7500 سنة.

وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي لوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار المصرية، في حديث لوكالة الأنباء الصينية “أن أقدم تقويم عرفته البشرية هو التقويم المصري القديم الذي كان المصريون القدماء يحتفلون ببدايته”.

جدل ديني

لكن على الرغم من احتفال عدد كبير من الدول الإسلامية برأس السنة الميلادية، كالإمارات وماليزيا والمغرب، فإن هناك جدلاً دينياً حول الاحتفال به.

فالسعودية وإيران وأفغانستان والسودان تحظر الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة لأسباب دينية، وبيع البضائع المتعلقة بالاحتفالات مثل الزهور والدمى هو أيضاً غير قانوني.

ففي حين يعتبر أناس أن الاحتفال برأس السنة مناسبة اجتماعية لا دينية لاجتماع الأسر والعائلات والأقارب والأصدقاء، وتبادل الزيارات والتهاني وتقديم الهدايا للأبناء والأزواج والأحبة، ويمكن لهذا السلوك الاجتماعي أن يرسخ كذلك مشاعر إيجابية، ويقوي ثقافة الانفتاح تجاه بقية الشعوب والثقافات والديانات والتفاعل المنتج معها، هناك من يعارضها بحجة أنها تشبه بالكفار والمشركين، وهو ما جعل القضية حائرة بين دعاة المدنية ورجال الدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى