مبادرات جدية ام مناورات تكتيكية.. تزايد الشواهد والمؤشرات على التقارب السياسي الاردني مع سورية وايران والعراق

 

أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، مشاركة المجلس عبر وفد برلماني، سيترأسه في أعمال الدورة 13 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي سيعقد في طهران مستهل الشهر المقبل.

ولدى تسلمه أمس، دعوة رسمية للمشاركة بأعمال المؤتمر من السفير الإيراني لدى المملكة محبتي فردوس، قال الطراونة إن “الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، سيواصل دعمه للأشقاء الفلسطينيين بما يحقق تطلعاتهم واقامة دولتهم المستقلة”.

واضاف ان “حمل المؤتمر لشعار القدس، بناء على طلب مجلس النواب، هدفه اعادة الزخم والحضور للقضية الفلسطينية”، مؤكدا ثبات الأردن وتمسكه بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

وبين الطراونة، اهمية تعزيز التعاون بين المملكة وايران، مؤكدا للسفير الايراني، اهمية ان تلعب بلاده أدوارا توافقية، وان يكون دعمها للدول في المنطقة وليس لأحزاب أو جهات.

من جهته؛ أكد فردوس دعم بلاده لموقف الأردن تجاه القرار الاميركي بنقل السفارة الى القدس، واصفا اياه بـ”الموقف المشرف والمتميز والمهم جدا، ودعم ايران للوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس”، مطالبا دول المنطقة بالتوحد لمواجهة الغطرسة الاسرائيلية.

وادان فردوس التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وان القدس ليست مجرد مدينة عابرة بل هي قبلة المسلمين والمسيحيين.

وفي وقت سابق التقى الطراونة القائم بأعمال السفارة السورية، أيمن علوش الذي أكد عقب اللقاء أن هناك إرادة سياسية من كلا الطرفين لتحقيق نقلة على مستوى العلاقات الثنائية.

ومعلوم أن العلاقة بين الأردن من جهة وسورية وإيران من جهة ثانية يغلب عليها في السنوات الأخيرة طابع الخصومة ، حيث تتهم عمان سورية وإيران بالسعي لزعزعة استقرارها في المقابل ترى دمشق خاصة أن عمان ضلع رئيسي من أضلاع تحالف يسعى لإسقاطها.

ويرى مراقبون أن لقاء الطراونة بالسفير الإيراني وإعلانه المشاركة في مؤتمر بشأن القدس في طهران يحمل دلالات عميقة، خاصة وأنها تزامنت مع انفتاح أردني على النظام السوري.

وقد سبق ان تبنى الطراونة لهجة مغايرة عن تلك التي اعتمدتها عمان تجاه دمشق طيلة السنوات الماضية، كما كشف عن أن عمان تقدمت باحتجاج لدى الاتحاد البرلماني العربي، على عدم دعوة دمشق إلى اجتماع الاتحاد الطارئ، بشأن القدس في المغرب، الأسبوع الماضي.

وقال الطروانة، إن “الوفد الأردني المشارك بأعمال الاجتماع أكد أهمية دعوة سوريا للاجتماعات العادية والطارئة”.

كما بارك الطراونة انتصارات الجيش السوري على عصابة داعش الإرهابية، واستعادة الأراضي التي كانت تسيطر عليها، مجددا التأكيد على موقف الأردن “الداعي إلى الحل السياسي في سوريا، بما يحفظ أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها”.

ويعتبر الأردن من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية على مختلف الأصعدة، ولا ينفك يدعو إلى ضرورة معالجتها سياسيا، وإن كان قد احتضن “غرفة الموك” التي تدعم فصائل مسلحة من المعارضة في الجنوب السوري.

ورغم أنه سبق للأردن أن أبدى ليونة في التعاطي مع النظام السوري، وهناك تنسيق بينهما في عدد من المسائل الأمنية، إلا أن هذا الانفتاح المفاجئ وبهذا الشكل والذي طال ايضا العلاقة مع إيران يوحي بوجود متغيرات على مستوى السياسة الخارجية الأردنية في التعاطي مع دول المنطقة.

ولا يستبعد بعض المراقبين أن يكون لقاء الطراونة مع السفير الإيراني والقائم بأعمال السفارة السورية، والذي ما كان ليحصل لولا وجود ضوء أخضر من القصر الملكي، يستهدف منه إرسال رسالة لدول عربية بعينها، خاصة وأن الأردن يشعر منذ فترة بأن هناك توجها لتجاوزه في بعض الملفات الحارقة.

ولعل من اهم المؤشرات على هذا التوجه مباركة الطراونة لانتصارات الجيش السوري على تنظيم داعش الارهابي واستعادة الاراضي التي كانت يسيطر عليه هذا التنظيم، ثم تأكيده خلال استقباله القائم بأعمال السفير السوري، تقديم الوفد البرلماني الاردني احتجاجاً لدى الاتحاد البرلماني العربي لعدم دعوة سوريا لاجتماع الاتحاد الطارئ الذي عقد في المغرب الاسبوع الماضي.

واضاف الطراونة الى أن”ما قدمه الاردن للاجئين السوريين طيلة الازمة التي مرت بها سوريا واجب اخلاقي تجاه اشقائهم وليس منة او فضلاً عليهم وأن دماء السوريين غالية على الاردنيين”.

بدوره اعرب المسؤول السوري عن امله في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين ونسج خيوط تطويرها بما يحقق مصلحة البلدين وذلك عبر خطوات فعلية تمكن من تحقيقها مصراً بالوقت ذاته عن رفض سوريا لاي ضغوطات يتعرض لها الاردن سواء اكانت سياسية او اقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى