“رقص شرقي” فيلم سياسي سوري رداً على الفيلم المصري “باب شرقي”
أعلنت المؤسسة العامة للسينما في سورية عن تحضيرها لتصوير فيلم بعنوان “رقص شرقي”، كعمل تختم بإنتاجه موسمها لعام 2017. والعمل من تأليف سامر محمد إسماعيل، في حين سيكون الإخراج فيه جماعياً، إذ سيتشارك في إخراج الفيلم كل من يزن نجدة أنزور وعلي الماغوط وسيمون صفية وكوثر معراوي، تحت إشراف المخرج جود سعيد.
والعمل، بحسب تعبير المؤسسة، هو نتاج لورشة عمل تدريبية، خضع لها أربعة مخرجين من الشباب الهواة، الذين استطاعوا خلال الأربع سنوات السابقة الحصول على منح لأفلامهم من مؤسسة السينما، وأنجزوها وعرضوها ضمن مهرجانات مشروع “دعم سينما الشباب”.
وهو المشروع الذي خصصته المؤسسة من قبل لدعم الشباب الهواة في صناعة أفلامهم. وبسبب عدم وجود أكاديميات متخصصة في السينما، كانت تبدو هذه المبادرة مثالية، إلا أن المشكلة الحقيقية في هذه المنح، التي التمسها جميع الشباب السوريين الذين سبق أن تقدموا لتلك المنح، أنه ليست هناك معايير مهنية أو أكاديمية تقبل على أساسها نصوصهم وأعمالهم، ويبدو أن اختيار المخرجين الأربعة من ضمن مجموعة كبيرة من المخرجين الشباب تم تحديده بناءً على مدى ولائهم السياسي، وبناءً على الأفكار السياسية التي يتم طرحها من خلال أفلامهم. فوقع الاختيار على يزن أنزور، الذي لا يبدو نهجه مختلفاً عن نهج أبيه، كما بدا واضحاً في فيلمه الأول “الله معنا”، الذي طرح قبل أشهر، إذ رصد بفيلمه الوثائقي الحياة العاطفية والأسرية لجنود الجيش العزبي السوري ، أما سيمون صفية فقد سبق أن طرح فيلمه الأول “جوليا”، الذي يوثق حادثة أسر واغتصاب امرأة سورية من قبل “الجماعات المتطرفة”، ويقوم “الجيش العربي السوري” بإنقاذها وتحريرها! وأما فيلم علي الماغوط “البداية”، فكان أقل مباشرة بطرحه السياسي، فقد لجأ إلى طرح قضية إنسانية لطفل فقد والديه خلال الثورة السورية، ما كانت له نتائج سلبية عليه فيما بعد.
ولكن الفيلم لم يخرج عن الإطار المسيس، فنادى بضرورة التخلّي عن الأفكار والثورة والتمرد والنزاعات، وقرن ذلك الاستسلام بالعيش المسالم. أما المخرجة كوثر معراوي، فتجربتها السينمائية لا تبدو بعيدة عن السياسة، على الرغم من أن فيلمها “ضجيج الذاكرة” لم يتطرق إلى الأحداث السورية بشكل مباشر، واكتفى بمحاكاة الواقع المسيس من خلال بعض الصور الشعرية التي تفتقد الاحترافية، وتعاني من بطء الإيقاع. وبالنسبة إلى الفيلم الجديد “رقص شرقي”، فقد تم الترويج له باعتباره فيلماً يروي حكاية شاعر يعمل مذيعاً للأخبار، وولد في حرب 1967 مع نزوح عائلته من الجولان السوري المحتل نحو حي باب شرقي في دمشق القديمة. ليكون بطل الفيلم بمثابة شاهد على حروب لم تتوقف، فعاصر حرب تشرين واجتياح بيروت والحرب الأهلية اللبنانية وحرب الخليج الثانية، مروراً بسقوط بغداد وحرب تموز 2006، ووصولاً إلى الحرب السورية الراهنة. ويتم اختزال هذه المراحل من خلال شخصيات لجأت إلى سورية في الحروب الماضية، وعايشها الشاعر، من فلسطين والعراق ولبنان.
ومن خلال هذا الفيلم، الذي يهدف للتأكيد على دور سورية في عهد الرئيس الأسد في “دعم قضايا الشعوب العربية والحريات”، فإن الفيلم يبدو أشبه بالرد على فيلم “باب شرقي”، للمخرج المصري، أحمد عاطف، الذي يعتبر أول فيلم روائي عربي أنتج للحديث عن الثورة السورية، وساهم في تأليف الفيلم التوأم السوري أحمد ومحمد ملص اللذان لجأ إلى مصر بعد لبنان، إثر تعرضهما للنقد في سورية، على خلفية مشاركتهما في الفيلم.