لتحويل الحبة الى قبة.. الاعلام القطري يجهد لتأزيم العلاقات الاردنية– السعودية ومفاقمة الخلافات السياسية بين الجانبين

نفت مصادر نيابية رافقت رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي، الذي عقد في المغرب الأسبوع الماضي، وجود اي اختلاف أو مواجهة مع الوفد البرلماني السعودي.

ونقلت وكالة الانباء الاردنية “بترا” عن هذه المصادر تأكيدها أن الحديث عن اعتراض الوفد السعودي على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، أمر غير صحيح ولم يحدث أبدا، مؤكدين أن الوفد السعودي بالأصل لم يكن عضوا في لجنة صياغة البيان الختامي للاجتماع، حيث ضمت اللجنة وفود الأردن وفلسطين ومصر والدولة المستضيفة المغرب.

وقالت هذه المصادر إن تأكيدات الوفد البرلماني الاردني على الوصاية الهاشمية على المقدسات وردت في البند الأول من نص البيان الختامي ولاقت اجماعا من وفود الدول المشاركة.

ومن جانب اخر نقل موقع عمون الاخباري عن مصادر اردنية مسؤولة نفيها وجود حشود عسكرية سعودية على الحدود الاردنية، وقولها ان ما نشر عن هذه الحشود العسكرية السعودية على حدودنا لا يعدو محض فبركات اعلامية وضرب من الخيال وانباء ‘عارية عن الصحة تماما’، وتأكيدها

ان مجمل الخبر الذي نشرته صحيفة الديار اللبنانية ‘لا يحتكم الى المنطق’ مؤكدة ان هناك تحالفا عميقا مع الاشقاء في السعودية لا يقف عند هذه السخافات.

وكانت “الديار” قد نقلت عن التلفزيون الاميركي ام. بي. سي اشارته الى ان السعودية حشدت بعض القوات البرية على الحدود مع الاردن.

لكن “الديار” نقلت عن صحيفة التايم البريطانية انه اذا حصلت اي مواجهة عسكرية بين الاردن والسعودية فان الجيش الاردني سيوجه ضربة قوية جدا الى القوات السعودية، ذلك ان الجيش الاردني يتمتع -ولو كان عدده قليلا ويبلغ 120 الف جندي – بتدريبات بريطانية عالية المستوى ودبابات من الطراز الاول، اضافة الى وحدات نخبة من مغاوير الجيش الاردني قادرة على اجتياح وضرب اي قوة سعودية نظرا الى ضعف العنصر البشري في الجيش السعودي.

وبالتوازي مع هذه الانباء، قالت صحيفة “القدس العربي” اللندنية ان وفدا برلمانيا أردنيا رفيع المستوى قد تصدى لمحاولة سعودية مباشرة ونادرة لتجاهل «الوصاية الأردنية والهاشمية» في أدبيات ووثائق لها علاقة بالاجتماع الأخير للمؤتمر البرلماني العربي.

واضافت الصحيفة تقول ان كواليس اجتماع الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في المغرب أمس الأول قد شهد «خلافات» لم يسبق لها أن تصدرت بصورة علنية بين المشاركين الأردنيين ونظرائهم من السعودية.

عنوان الخلاف الأساسي يتعلق بعبارة لها علاقة بتأكيد ولاية ووصاية الأردن على الأوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.

واشارت “القدس العربي” الى ان الوفد السعودي المشارك في الدورة الـ24 للاتحاد قد اعترض بشدة على رغبة الوفد الأردني في التحدث عن تأكيد الوصاية الهاشمية الأردنية على القدس. ولم تعلم بعد السلطات الأردنية أسباب وخلفيات الاعتراض السعودي الذي أظهر، بصورة جلية، وجود خلافات رسمية او علاقات غير طبيعية بين عمان والرياض.

وقد حاول الوفد السعودي في الاجتماع الاعتراض، وبحماس، على فكرة الوصاية الأردنية، مقترحا منح المسألة «بعدا إسلاميا» أوسع.

لكن الوفد الأردني الذي ترأسه رئيس مجلس النواب عاطف طراونة، تصـدى للتوصية السعودية، وحصلت، حسب مصادر مشاركة، ملاسنات ونقاشات حادة.

وإزاء إصرار الوفد الأردني وتشبثه لم يتمكن الوفد السعودي من فرض رأيه وتصوره على الاجتماعات الباطنية للمكتب الدائم للاتحاد البرلماني العربي.

لكن الموقف السعودي أثار انتباه عمان وقلقها، خصوصا وأنها المرة الأولى التي يعلن فيه السعوديون في اجتماعات برلمانية إقليمية اعتراضهم على “الدور الأردني في القدس الشريف”.

وقد وضع الطراونة – حسب “القدس العربي”- سلطات بلاده ومسؤولين كبارا بصورة ما حدث. ولاحظ متابعون بأن الوفد الكويتي في الاجتماعات وقف إلى جانب المقترحات السعودية التي تريد استبعاد النصوص المباشرة حول الوصاية الأردنية على أوقاف القدس لصالح مفهوم مرن يمكن ان يؤثر سلبا مستقبلا على طبيعة الدور الأردني في القدس.

وقد أثارت «المجاملة الكويتية» في المقابل جدلا على المستوى السياسي، خصوصا وأن الكويت بالعادة لا تعتبر نفسها طرفا في نزاعات وخلافات من هذا النوع بين الأشقاء.

وقد جاء هذا التوتر بين الوفدين الأردني والسعودي في اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي، وسط النقاشات المتعددة التي أثارتها في الشارع الأردني حادثة اعتقال الملياردير الأردني السعودي والركن الاقتصــادي، رجل الأعمال صبيح المصري الذي عاد -اخيراً- الى عمان صباح اليوم الثلاثاء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى