البطل إبراهيم أبو ثريا الذي استشهد مرتين

 

تتقاطر قوافل الشهداء يوميا في فلسطين منذ النكبة الأليمة في 15 أيار عام 1948 م ، فشعبنا العربي الفلسطيني قدم ويقدم نماذج مشرفة له وللأمة العربية وكل الإنسانية في البطولة ومعنى الفداء، وأنا على يقين أن  كلمة فدائي لولا فلسطين وشعب فلسطين لتلاشت من التاريخ منذ استعداد الفدائي العربي الأول الإمام علي ابن أبي طالب للاستشهاد، عندما نام في فراش الرسول الكريم  عليه الصلاة والسلام، مفديه بنفسه.

شعبنا العربي الفلسطيني يقدم التضحية والفداء في كل يوم ليس دفاعا عن أرضه وعرضه فحسب ولكن دفاعا عن كل الأمة العربية ومقدساتها الإسلامية و المسيحية على السواء ، ترى ماذا سيكون حال الأمة لولا المقاومة الفلسطينية بالدرجة  الأولى للمشروع الانجلو أمريكي الصهيوني في المنطقة ؟

منذ الانتداب البريطاني والوعد المشؤوم قبل ذلك لبلفور وصولا لاعتراف الصهيوني ترامب  ومقاومة شعبنا وبطولات تصل للمعجزات ليس آخرها البطل العظيم الفدائي إبراهيم أبو ثريا الذي عبّر من مقعده المحرك أن لا عجز الا عجز الإرادة، فهذا البطل والرجل في أمة الذكور أبكى قلوبنا قبل عيوننا وهو يتحدث بعد بتر ساقيه على أثر العدوان الصهيوني الغادر على غزه العزة عام 2008 ، وكانت غاية أحلامه أن يحصل على مقعد كهربائي متحرك لكي يواصل المشوار في الوقت الذي يشتري أحد أمراء النفط لوحة للمخلص المسيح بنصف مليار دولار، ناهيك عن المليارات التي ذهبت لترامب وابنة ترامب وحديقة الحيوانات ودعم الإرهاب والإجرام في سوريا وليبيا والعراق واليمن وافتعال معارك طواحين الهواء مع الجارة إيران  وووووووووالخ .

أحلام شهيدنا العظيم أبو ثريا انحسرت بمقعد كهربائي متحرك ليخدم وطنه وأمته ويواصل المشوار نحو الشهادة .

البطل إبراهيم أبو ثريا استشهد مرتين، الأولى عندما فقد ساقيه في العدوان الصهيوني على غزه عام 2008م ، والشهادة الثانية عندما قدم حياته  وهو على مقعده المتحرك يدافع عن الأمة النائمة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ثائرا على قرار من لا يملك لمن لا يستحق  .

إبراهيم أبو ثريا وقبله الطفلة إيمان حجو والطفل علي دوابشه الذي أحرقه الصهاينة مع والديه أي العائلة كاملة والطفل محمد أبو خضير ومحمد الدره، هذه النماذج وغيرها الكثير الكثير واجهت للأسف تقصير الإعلام العربي قبل غيره،  ولو كان هؤلاء الشهداء الذين ذكرتهم من الصهاينة لقام إعلام العالم ولم يقعد بما في ذلك الإعلام الإعرابي النفطي المتصهين .

فهل من الصدف ما نشرته شبكات التواصل الاجتماعي عن مواطنين مسعدنين وغير مسعدنين من مجلس الأنس الإعرابي تبرأوا علنا من قضية العرب الأولى فلسطين، ناهيك عن غلمان التطبيع من فاقدي الشرف والكرامة وما كان لهم إن يظهروا ويتباهوا بوقاحتهم لولا موافقة أنظمتهم الكرتونية بهدف تهيئة الرأي العام لديهم لما هو أسوأ في القادم، وحتى ما يسمى بالقمة الإسلامية  التي عقدت في تركيا من أجل القدس لم يحضر من (57) دولة إلا (17) حاكما حيث كان تمثيل الباقي أقل من متواضع وهناك (3) دول عربية لم تحضر إلا في مستوى دون الهابط خوفا من سيدهم المجنون في البيت الأسود بواشنطن، مع أن صاحب القمة نفسه مطبع مع الصهاينة ولكن لا ننسى أن القمة من أجل القدس وفلسطين ، قارنوا هذا اللقاء الذي هو الوجه الآخر لقرار ترامب مع اللقاء الذي دعا إليه محمد بن سلمان آل سعود حين حضر رؤساء  (52) دولة أمام ترامب ليكونوا مجرد كومبارس لا قيمة لهم ، فأي أمة هذه ؟ .

إن كرسي شهيدنا العظيم إبراهيم أبو ثريا المتحرك أشرف من أشرفهم وصورته وهو مسجى شهيدا ستبقى ترهب العدو والعملاء من إعراب اللسان ، فهذه أمة المقاومة وهذا شعب الجبارين ، فهذا المجاهد المناضل المقاوم على كرسيه المتحرك أصبح الرمز لأمة 300 مليون عربي  وصرخة في وجه العالم كفى كفى كفى، فأي قوانين وأنظمة تلك التي تنادون بها  ؟

وهذا شهيدنا العظيم إبراهيم أبو ثريا قد أثبت أن لا عجز ولا تقصير حيت تتوفر الإرادة ، لقد طلب الشهادة صادقا وأكرمه الله بها بعد 9 سنوات من بتر ساقيه في العدوان الصهيوني، وبقي يقاوم زحفا وعلى كرسي متحرك ، وستبقى دماؤه الطاهرة ورفاقه وكل الشهداء تشكل المنطلق الاساس لتحرير فلسطين كل فلسطين من بحرها لنهرها، وان هذه التضحيات ستوقظ الضمير العربي والإنساني مهما كانت الظروف  .

 

المجد والخلود للشهداء الأبرار وتحية لجعفر الطيار الفلسطيني إبراهيم أبو ثريا.. ولا نامت أعين الجبناء .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى