الوقت اهم العوامل الحاسمة في معالجة الأزمات القلبية

تعتبر الأمراض القلبية أحد أكثر الأمراض المسببة للوفاة في عصرنا الحالي، ولم يعد انتشار هذه الأمراض يقتصر على كبار السن فقط بل تعدى ذلك ليصيب فئات من الأطفال والشباب كذلك. وتعتبر سرعة التعامل مع هذه الأمراض إلى جانب أمور أخرى مفتاح العلاج والعامل الذي يجنبنا التعرض للوفاة.

وفي هذا الإطار اعتبر الدكتور “رفيق أردم” وهو أخصائي أمراض قلبية في مقابلة صحفية قام بها، أن الأوجاع التي تصيب منطقة الصدر وتستمر لأكثر من 20 دقيقة تعتبر خطيرة جداً، ويجب عند حصولها اللجوء إلى أقرب مركز طبي وخصوصاً عند الأسخاص الذي لديهم سوابق مرضية أو يعانون من مشاكل في القلب.

الطقس البارد ودرجات الحرارة المتدنية تضاعف الخطر

نبّه الدكتور رفيق أردم إلى أن قدوم الفصول الباردة يجب أن يكون جرس إنذار للمصابين بأمراض القلب أو أولئك الذين يعانون من آلام في منطقة الصدر، فلا يجب عليهم التعرض للطقس البارد لا بل يجب عليهم تدفئة أنفسهم جيداً لأن البرودة تزيد من إحتمالية الإصابة بالأزمات القلبية.

إذ أن المعلومات الطبية والعلمية تفيد بأن الأشخاص سريعي التأثر يمكن أن يصابوا بأزمات قلبية وربما بجلطات قلبية قاتلة في ظل طقس بارد وعاصف. ويتم ذلك عن طريق خلق هذه الظروف لتقلصات في الأوعية الدموية، وزيادة ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب.

لذا ينصح الأطباء أولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب من التعرض للبرودة بل عليهم أخذ إحتياطتهم عند الخروج في هكذا ظروف وأن يغيّروا من عاداتهم المعيشية ويولوا إهتماماً أكبر لهذه المسألة.

إستمرار آلام الصدر لأكثر من 20 دقيقة نذير خطر

عن هذه المسألة وغيرها من أعراض شائعة شرح الدكتور أردم طارحاً مجموعة من المعلومات: “عادةً ما يوصف ألم الصدر المرتبط بنوبة قلبية بأنه ألم شديد في شكل ضغط وضيق بمنطقة منتصف الصدر، ويستمر على الأغلب أكثر من 20 دقيقة، ويمكن أن يتم الشعور به على أنه ألم يذهب ويعود، ويمكن أن ينتشر هذا الألم نحو المعدة، والظهر، والرقبة، والفك والذراع.”

ويتابع موضحاً: “ويمكن أن يخلق شعوراً بالتعب الشديد والإغماء، وضيق في التنفس مصاحب مرة أخرى لآلام الصدر، كما يمكن أن توجد عوارض مثل التعرّق البارد، والغثيان والقيء، وألم شديد جداً في الصدر وهذا الوضع لا يمكن تجاهله مطلقاً، ويوجب الذهاب إلى المستشفى بشكل عاجل وسريع.”

الساعتين الأولتين حاسمتين وعلى قدر كبير من الأهمية

في هذا الشأن يوضح الدكتور أردم: “في العادة، تكون الوفيات الناجمة من الأزمات القلبية بسبب التأخر في نقل المرضى إلى المستشفيات لإسعافهم، وأن ما يقرب من 20-30% من المرضى يفقدون حياتهم قبل أن يصلوا إلى المستشفى، ولذلك يجب أن يتم نقل المرضى الذين يعانون من الأزمات القلبية إلى أقرب مؤسسة طبية مجهزة دون دون تأجيل أو إبطاء وذلك بعد بدء الأعراض مباشرة.”

كما ويسلط الضوء قائلاً: “يمكن للضرر الذي يلحق بالقلب أن يكون محدوداً، إذا تم التدخل الطبي في غضون أول ساعتين منذ بدء الشعور بألم في الصدر.”

ويتابع قائلاً: “عكس ذلك، يكون الضرر الذي يلحق بأنسجة القلب عند الأشخاص الذين يتم علاجهم بعد 6-12 ساعة أكثر خطورة، ونتيجة لذلك يمكن أن يسبب الإصابة بقصور في القلب، وحتى يمكن أن يؤدي إلى فقدان المريض حياته.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى