احذروا الموساديات.. هكذا تمكنت امرأة موسادية من اغتيال علي حسن سلامة “الامير الاحمر” عبر سيارة مفخخة في بيروت

في تقرير مطول لصحيفة إسرائيلية، يتحدث رؤساء الموساد السابقين عن المواصفات التي تتمتع بها النساء وتتفوق من خلالها على الرجال في العمليات التجسسية، مثل التخفي بسهولة في أي بيئة، والحفاظ على الهدوء الداخلي في أخطر المواقف.
فقد نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، امس الجمعة تحقيقاً مطولاً حول نساء جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد”، شملت مقابلات مع رؤساء سابقين لهذا الجهاز، ومع نساء خدمن فيه.. وعلاوة على الحديث عن مزايا النساء كعميلات موساد، فقد كشف التحقيق عن عمليات سرية نفذتها نساء، وأخرى نجحت بفضل مساهمتهن.
ومن العمليات البارزة التي كشف عنها الصحفي الإسرائيلي، رونين برغمان، معدّ التحقيق، عملية اغتيال القائد الفلسطيني علي حسن سلامة الملقب بـ “الأمير الأحمر”، والعقل المدبر لمجزرة ميونخ التي سقط فيها 17 رياضيا إسرائيليا، كانت وراء الاغتيال “إيريكا تشيمبرز”، متطوعة بريطانية تعمل في منظمة عون للأطفال، ونشطت في مخيم للاجئين في لبنان.
وجاء في التحقيق أن تشيمبرز التي كانت عميلة موساد خرجت في يوم الاغتيال إلى شرفة الشقة التي كانت نزلت فيها في لبنان، وانشغلت برسمة كانت تشتغل عليها منذ فترة. وفي تمام الساعة الثلاثة والنصف توقفت عن الرسم، فأخرجت جهازا صغيرا ووجهته نحو سيارة ” فولكس فاجن” حمراء تحمل 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وضغطت على الزر لتفجرها في اللحظة التي كانت تمر بجانبها سيارة علي سلامة. وفي نفس اليوم، 22 كانون الثاني 1979، اختفت تشيمبرز من لبنان كأنها لم تكن، ووصلت إلى إسرائيل حيث استقبلت بحفاوة عظيمة وحصلت على شهادة تقدير.
ويقول رئيس الموساد السابق، تمير باردو، في حديثه عن هذه العملية “لقد أمضت تشيمبرز لوحدها شهورا طويلة في لبنان. وكانت صاحبة القرار متى يجب أن تضغط على الزر لاغتيال سلامة”.
ويشير باردو إلى أن واحدة من المزايا التي تملكها النساء وتتفوق بها على الرجال، أنهن لا يشكلن خطرا على البيئة التي يُضعن فيها مثل الرجال، ويضيف قائلا: “النساء يعرفن الوصول إلى الأشياء بطريقة أذكى من الرجال”.
وحول مواصفات النساء التي يرغب فيها الموساد يقول باردو : “لأكثر من 35 عاما، شاركت النساء بعمليات على أعلى المستويات وأظهرن قدرات خارقة لا تقل عن الرجال.. فالنساء متفوقات في المجال التكنولوجي ومجال السايبر ومجال تحليل المعلومات وحتى في مجال العمليات الميدانية حيث أظهرن أنهن مثل الرجال وأكثر”.
ويقول: “في الموساد نشدد على القدرات الذهنية وليس على القدرات الجسمانية، لذلك تبدع النساء في الموساد أكثر من الجيش. لسنا بحاجة إلى شخص يحمل 60 كيلوغراما على ظهره إنما نريد أشخاصا يقدرون على القيام بمهمات عديدة في نفس الوقت، والنساء أثبتن أنهن ممتازات في هذه المهمات”.
“حضور المرأة في المكان يثير شكوكا أقل، ورد الفعل الطبيعي من المحيطين بها هو الرغبة في التعرف إليها والتقرب منها”.. هكذا تقول عميلة سابقة في الموساد”
وتضيف قائلة: “حين كنت اعمل على تجنيد شخص معين، كان من المهم أن يتوجه هو إلي ويطلب صداقتي، وليس العكس. فكنت أظهر في الأماكن التي يكون فيها حتى يحادثني وهكذا أطور العلاقة حتى القبض عليه”.
واحدة من هذه العمليات المشهورة، عملية إغراء جاسوس النووي، مردخاي فعنونو، الذي وقع في شرك عميلة موساد ووافق على السفر معها إلى روما حيث تم خطفه على يد رجال الموساد.
“نحن نبحث عن نساء يقدرن على التخفي في البيئة دون إثارة الشكوك. في الحقيقة، لا نبحث عن نساء جميلات أكثر عن اللزوم، يلتفت الجميع إليهن حينما يمرن. لكن أغلبية النساء اللواتي يعملن في الموساد أنيقات”.. يقول رئيس سابق للموساد.
“وظيفة المرأة في الموساد لا تقتصر على الإغراء”.. هكذا تؤكد عميلة سابقة، وتضيف “بالعكس. المهم أن نتخفى في المكان الذي نرسل إليه لأشهر دون أن يلتفت إلينا أحد. هذا ليس فيلم لجيمس بوند”.
أما عن الجانب السلبي لخدمة النساء في الموساد، فتطرق برغمان إلى حادثة القبض على عملاء موساد في مصر، الذين كانوا يخططون لتفجير مبانٍ تابعة لأمريكا وبريطانيا من أجل توريط مصر مع هاتين الدولتين، وبينهم عميلة الموساد مارسل نينو، يهودية من مواليد القاهرة جُندت في الموساد، وتعرضت للتعذيب أثناء التحقيق معها وحاولت الانتحار مرتين، وحكم عليها بالسجن 15 عاما.
ويكتب برغمان أن هذه الحادثة محفورة في ذاكرة الموساد وبعدها أصبحت مشاركة الموساد تسبب الأرق والقلق لرؤساء الموساد. وعلى هذا يعلق باردو “النساء يتحملن العذاب أكثر من الرجال. والدليل هو أنهن يتحملن آلالام الولادة. فهذا ليس اعتبارا مهما بالنسبة لنا. المشكلة الصعبة مع خدمة النساء هي أنهن في مرحلة معينة يردن أن يتزوجن ويقمن عائلة وهذا ما يحد من استمرارهن في خدمة هذا الجهاز “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى