يا للعار.. قمة القدس حضرها امس ١٦ رئيس دولة بينما حضر القمة الاسلامية – الامريكية بالرياض في ايار الماضي ٣٧ رئيساً
رغم الضجة التي أثارتها قمة القدس الطارئة التي دعت إليها منظمة التعاون الإسلامي في تركيا، غاب العديد من القادة العرب الأمر الذي أثار سيلا من التساؤلات.
وكان لافتا للانتباه غياب معظم زعماء الدول الخليجية، وهي السعودية والإمارات والبحرين إضافة لمصر، في حيث شاركت كل من قطر المتمثلة في شخص أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والكويت المتمثلة في شخص الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
ورجح محللون أن يكون سبب غياب زعماء هذه الدول، هو عدم الرغبة في اتخاذ أي إجراءات ضد الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا أنهم أصدقاء لها.
فيس خافياً أن أول دولة زارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد مائة يوم من توليه الرئاسة كانت السعودية، وهو ما لم يقم به أي رئيس أمريكي سابق.
وقد شارك في أعمال القمة، 16 زعيما، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء، وسط حضور الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بصفته ضيفا يرفض ممارسات “إسرائيل”، وغياب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي اكتفى بإرسال وزير الشؤون الإسلامية صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، في حين أرسلت كل من البحرين والإمارات وزراء دولة لتمثيل بلدانهم.
كذلك غاب رؤساء كل من تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وسوريا عن القمة، فيما شارك ممثلون عن أفغانستان وبنغلادش وإندونيسيا وغينيا وليبيا ولبنان والسودان وتوغو.
وكانت هناك مشاركة على مستوى رؤساء الوزراء من جيبوتي وماليزيا وباكستان، وعلى مستويات مختلفة من دول أخرى.
وقد علّق وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، على ضعف التمثيل العربي في القمة، قائلاً: “بعض الدول العربية أبدت رد فعل ضعيفاً للغاية”، مرجحاً أن ذلك سببه “الخشية من غضب الولايات المتحدة الأميركية “.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن أن الوقت أصبح مناسباً لنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس ولتصبح الأخيرة عاصمةً لإسرائيل.
الكاتبة الصحفية الكويتية إحسان الفقيه اعتبرت مشاركة 16 رئيساً فقط، من أصل 48 دولة إسلامية، في القمة الإسلامية لها دلالة كبيرة على موت العرب والمسلمين.
اما الوزير المصري السابق محمد محسوب، فقد انتقد هو الآخر في تغريدة له، ما آلت إليه حالة الضعف لدى بعض الحكام المسلمين.
وانتقد العديد من الإعلاميين والصحفيين ضعف التمثيل في القمة الاستثنائية وتغيُّب العديد من قادة وزعماء العرب.
وفيما غاب عن هذه القمة قادةُ عدة دول مهمة، في مقدمتها السعودية ومصر والإمارات، فقد حضرها بصفة ضيف، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، كما شارك الرئيس اللبناني المسيحي، ميشال عون، بشكل رسمي؛ باعتبار أن بلاده عضوة في منظمة التعاون الإسلامي ومعنيّة بشدة بالقضية.
وكان متوقَّعاً انخفاضُ مستوى التمثيل المصري؛ نظراً إلى الخلافات بين القاهرة وأنقرة، حيث ترأَّس الوفدَ المصريَّ وزيرُ الخارجية سامح شكري، الأمر الذي يمكن اعتباره تمثيلاً طبيعياً بالنظر إلى العلاقات بين البلدين.
ولكن اللافت لم يكن فقط غياب العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عن هذه القمة رغم حضوره قمة عادية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول عام 2016؛ بل كان الأكثر مدعاةً للانتباه أنه لم يوفد وزير خارجيته عادل الجبير واكتفى بإرسال وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار بن عبيد مدني.
اللافت أيضاً أنه في العام الماضي، عُقدت قمة عادية لمنظمة التعاون الإسلامي في تركيا، حضرها نحو 30 رئيس دولة وحكومة، بينهم 20 قائداً، على رأسهم الملك سلمان، الذي توسط الصورة الخاصة بالزعماء المشاركين في تلك القمة قرب أردوغان.
وكان موضوع التدخلات الإيرانية في شؤون الدول المجاورة هو محور أعمال تلك القمة، حتى قيل قبل القمة آنذاك إن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لن يحضرها.
ولكن القمة الأكثر حظاً، يبدو أنها كانت القمة الإسلامية-الأميركية التي عُقدت بالرياض في 22 أيار 2017، وحضرها إضافة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، 37 من قادة الدول العربية والإسلامية، و5 رؤساء حكومات وأولياء عهود، و13 وزيراً ومسؤولاً ممثِّلين عن دولهم، وهو ما دفع ذلك بعض المغردين للتعليق على ذلك، قائلين: “حضروا لإيفانكا ولم يحضروا للقدس!”.