ترامب الذي لا يملك يهدي القدس عاصمة لاسرائيل التي لا تستحق.. والكرة الآن في مرمى كل العرب والمسلمين

كشف مسؤولون أميركيون أن الرئيس دونالد ترامب سيعترف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل في خطاب مرتقب، في تمام الثامنة من مساء اليوم بتوقيت الاردن، كما سيعلن فيه أيضا نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وأكد هؤلاء المسؤولون أن “ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل”، معتبرا ذلك “حقيقة تاريخية”.

وقالوا : أن اعتراف ترامب بمدينة القدس هو التزام بوعده وبوعد قطعه رؤساء سابقون، إضافة إلى ان هذا الاعتراف يحظى بدعم الحزبين.

وأوضح المسؤولون أن ترامب سيبقي مسألة حدود السيادة الإسرائيلية في القدس لمفاوضات الحل النهائي.

وبحسب المسؤولين، فإن ترامب سيوجه وزارة الخارجية للبدء بعملية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، مشيرين إلى أن هذا النقل قد “يستغرق سنوات”، ولن يضع الرئيس الأميركي جدولا زمنيا لذلك.

وسيعبر ترامب في خطابه أنه لا يزال ملتزما بالتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومتفائل بإمكانية تحقيق ذلك، واستعداده لدعم حل الدولتين إذا كان موافق عليه من قبل الطرفين.

وسيشير الرئيس الأميركي إلى أن “تأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يحقق شيئا لعملية السلام على مدى عقدين”.

وبحسب المسؤولين فإن ترامب سيؤكد على أن موقع السفارة الأميركية “ليس جزءا من أي عملية سلام. لا يؤخرها ولا يسهلها.” كما أنه سيجدد دعمه للوضع القائم في الحرم الإبراهيمي.

وفي معرض ردود الافعال على هذه الجريمة النكراء قال مسؤولون امريكيون إن قوات من مشاة البحرية “المارينز” ستنقل إلى دول في الشرق الأوسط من أجل حماية السفارات الأميركية فيها، على ضوء نية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

اما الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف فقال: إنه من السابق لأوانه التعليق على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعبر بيسكوف في الوقت ذاته عن قلق موسكو من خطر تعقيد الوضع في المنطقة.

ودعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الى اجتماع طارئ في 13 كانون الاول الحالي للتباحث في قرار واشنطن الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.

كما عززت الشرطة الإسرائيلية في محيط مدينة القدس من تواجدها تحسبا لتطورات ميدانية في اعقاب اعلان الرئيس الأمريكي ترامب الليلة اعتراف بلاده بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.

وعليه فقد طلب من قادة الشرطة الإسرائيلية في منطقة القدس الانتقال الى درجة التأهب الثالثة اليوم وغدا.

وجاء في التعليمات الصادرة للشرطة ان هذا يعني نشر حواجز أمنية عند الصباح والمساء وفقا للتعليمات ونشر افراد شرطة ومتطوعين في الأماكن المكتظة بالناس.

وقال صلاح البردويل القيادي في حركة حماس اليوم الأربعاء، “ان قرار الإدارة الامريكية مساس بآية من آيات قراننا، ومساس بتاريخنا ومقدستنا وارضنا”.

وشدد البردويل على قرار نقل السفارة انه على العالم “ان يفهم ان كرة اللهب ستتدحرج في كل مكان من فعاليات شعبية الي انتفاضة ومقاومة الا ان تحترق الأرض في كل مكان”.

ومن جانبه قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء، “إن نية أمريكا نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة علامة على عجزها وفشلها”.

وأضاف خامنئي في تصريحات أوردتها وسائل إعلام إيرانية أن: “فلسطين ستتحرر وسيحقق شعب فلسطين النصر”، مشيرًا إلى “أن أيدي أمريكا مغلولة في قضية فلسطين ولا يمكنها تحقيق أهدافها”.

وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، إن الاعلان الامريكي المرتقب عن القدس “عاصمة لإسرائيل” لن يغير من واقع المدينة المقدسة التي نعتبرها العاصمة الروحية والوطنية للشعب الفلسطيني.

وأضاف حنا في بيان صحفي صادر عنه الأربعاء، “لن نتفاجأ من هذا الاعلان الذي يأتي تأكيدًا على المواقف العدائية للإدارات الأمريكية المتعاقبة ضد شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة”.

اما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فقال : إن العراق يعارض اعتزام الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى هناك، محذرا من أن قرارا كهذا سيؤثر سلبا على استقرار منطقة الشرق الأوسط.

اما سوريا فقد ادانت “بأشد العبارات” عزم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر في وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء قوله : أن هذا الإجراء “يشكل تتويجا لجريمة اغتصاب فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني”.

وقال المصدر إن “هذه الخطوة الخطيرة للإدارة الأمريكية تبين بوضوح استهتار الولايات المتحدة بالقانون الدولي وإنها هي من تغذي الصراعات والفتن في العالم على حساب دماء الشعوب من أجل ضمان استمرار هيمنتها وغطرستها وتهديد السلم الدولي برمته ما يؤكد الحاجة الملحة لنظام عالمي جديد يحترم سيادة الدول ويصون حقوق الشعوب”.

وأكد المسؤول السوري على أن “القضية الفلسطينية ستبقى حية بإرادة الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة العربية وأن تعزيز الموقف العربي المقاوم يشكل الرد الأمثل لإفشال المخططات المعادية للأمة ووضع حد لمهزلة التطبيع المجاني لبعض الأنظمة العربية المتخاذلة التي تصب في خدمة المشروع الصهيوني وحشد الطاقات من أجل الدفاع عن مصالح الأمة وحماية وجودها وتحرير الأراضي المحتلة وضمان حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

وفي القاهرة طالب النائب والاعلامي المصري مصطفى بكري، الدول العربية بطرد السفراء الأمريكيين ومقاطعة البضائع والمصالح الامريكية في أراضيها، ردا على نية الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وأضاف بكري في تصريحات اذاعية صباح اليوم يقول : أنه تقدم بطلب للبرلمان المصري لرفعه للحكومة لطرد السفير الأمريكي من القاهرة، ووقف كافة اشكال التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار عضو البرلمان المصري إلى أن يوم الجمعة القادم سيكون حاسما في العواصم العربية في ظل حالة الغضب التي تسود الشعوب العربية تنديدا بهذه الخطوة.

وفي ستكهولم اعلن السياسي السويسري، حسني عبيدي، أن الحل أمام السلطات الفلسطينية لمواجهة رغبة ترامب في نقل السفارة إلى القدس، هو إعلان حل نفسها وإحراج ترامب والمجتمع الدولي.

وبين “عبيدي”، الذي يشغل رئيس معهد الدراسات العامة بجامعة جنيف، ومدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والبحر المتوسط بجنيف، في سلسلة تغريدات:” أمام رغبة ترامب في إضعاف ما تبقى من السلطة الفلسطينية، فإن الخيار الوحيد الباقي هو استقالة محمود عباس وحل السلطة التي لم تعد سوى هيئة بلدية”.

اما حركة “حماس” فقد دعت قيادة السلطة الفلسطينية إلى التخلّص من “وهم” إمكانية تحصيل الحقوق عبر مسار التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتزم نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالأخيرة عاصمة لدولة الاحتلال.

وطالبت الحركة منظمة التحرير الفلسطينية بسحب اعترافها بدولة الاحتلال الإسرائيلي، بموجب اتفاق أوسلو عام 1993.

وقال المتحدث باسم “حماس”، حازم قاسم، إن قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة يؤكد ما أعلنته حركته مرارًا وتكرارًا، ومفاده بأن “الولايات المتحدة لم ولن تكون وسيطا نزيها في أي قضية تخص الشعب الفلسطيني، بل تقف دوما لجانب الاحتلال”.

وقال قاسم في تصريحات صحفية، أن “مثل هذا الإعلان لن يغير حقائق التاريخ، بأن فلسطين بحدودها التاريخية الكاملة، وعاصمتها القدس، هي حق أصيل  للشعب العربي الفلسطيني”.

هذا وقد اندلعت، صباح اليوم الأربعاء، مواجهات في بيت لحم عند قبة راحيل بين فلسطينيين وعناصر من الجيش الإسرائيلين.

وقالت وسائل الاعلام  إن مجموعة من الشبان قاموا بإغلاق طريق القبة ورشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة، وذلك احتجاجا على اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى