شفيق المطرود من الامارات يكرر “حالة انكار” الحريري لدى احتجازه بالسعودية
خلال 24 ساعة اختلفت الانباء الواردة حول احمد شفيق، رئيس الوزراء المصري الاسبق، بين اختفائه منذ وصل إلى القاهرة مساء امس الاول السبت بعد ترحيله من الإمارات، وبين ظهوره مساء امس الأحد، هاتفياً، منقلباً على رغبته بالترشح للانتخابات الرئاسية، وعلى خطابه الرافض لتدخل الإمارات في الشأن المصري، ونافياً رواية أهله ومحاميته عن احتجازه من قبل السلطات المصرية.
المؤكد أنه تم التحفظ على شفيق في أحد الفنادق الكبرى القريبة من مطار القاهرة، مع انتقال فريق من الشرطة لفرض حراسة مشددة على منزله في ضاحية التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، وعدم تمكينه من لقاء شقيقته ونجلها، وأعضاء حزبه “الحركة الوطنية” الذين توافدوا لاستقباله في المطار، وكذلك فشل جميع وكلائه القانونيين ومحاميه في التواصل معه هاتفياً، أو اللقاء به.
وزاد الوضع غموضاً خروج ابنتي شفيق، أميرة ومي، في تصريحات صحافية متشابهة لوكالات أنباء للتأكيد على فشلهما في التواصل مع والدهما، وأنهما تعتبران أنه “مختطف” وتنويان تقديم بلاغ للنائب العام المصري لإثبات حالة اختفائه قسرياً. ثم أصدرت محامية شفيق، دينا عدلي حسين، أمس الأحد، بياناً ناشدت فيه السلطات المصرية، بصفتها محامية شفيق والموكلة عنه وعن بناته الثلاث، “تمكينها من لقائه للاطمئنان عليه والتثبت من وصوله فعلاً إلى مصر”، وهو ما ينفي محاولات بذلها إعلاميون مصريون موالون لوصف التعامل مع شفيق فور عودته بأنه طبيعي، وأنه يلقى معاملة كريمة، ويتحرك من دون مشاكل، لحد تسريب صورة له في ساحة الفندق الذي يقيم فيه وهو يأكل الفاكهة.
هذه المحاولات تقاطعت مع تصعيد إعلامي رسمي غير مسبوق، عبر الصحف ووسائل الإعلام الرسمية، وكذلك الخاصة القريبة من النظام أو التي استحوذت عليها أجهزة النظام قريباً، لشيطنة شفيق وتصويره كشخصية سياسية غير مرغوب بها ومتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، ومسيء للعلاقات بين مصر والإمارات.
وكررت القناة الفضائية المصرية في نشرات أخبارها نبأ منسوباً إلى “مصادر مقربة من جماعة الإخوان المسلمين” زعمت فيه أن الجماعة أصدرت تعليمات لقواعدها بالتحفظ إزاء الأحداث الجارية بين النظام المصري وشفيق، والبدء في دعم شفيق بعدما يخوض رسمياً انتخابات الرئاسة. ووضعت النشرة عنواناً عريضاً على الشاشة نصه “عاجل: تنظيم الإخوان: لن ندعم شفيق إلا بعد ترشحه رسمياً للرئاسة”. وكانت هذه المرة الأولى التي يبث فيها التلفزيون الرسمي، المتحدث باسم الدولة، خبراً عن شفيق، بالتزامن مع ترحيله من الإمارات، قبل أن يشارك الرجل، ليل امس الأحد، في اتصال هاتفي مع الإعلامي الموالي وائل الإبراشي على قناة “دريم 2” ليقدم رواية لم يصدقها كثيرون لناحية تفسير ما حصل في الساعات الـ24 المليئة بالألغاز.
وقال شفيق إنه ليس مختطفاً أو محتجزاً، وإنه تم استقباله بصورة احتفالية وبحفاوة في المطار فور عودته من الإمارات إلى القاهرة. وبدا أن شفيق يتراجع في ما يتعلق برغبته في خوض الانتخابات الرئاسية عندما اعتبر أن الأمر بحاجة لدراسة متأنية منه. وأكثر ما كان غريباً في رواية شفيق، هو ما يتعلق بالتسجيل الذي أعده لانتقاد الإمارات والذي قال إنه “تم تسجيله لاستخدامه في مرحلة لاحقة، في حالة حدوث وقائع معينة بينه وبين الإمارات”، متهماً قناة الجزيرة بالحصول عليه عن طريق القرصنة على الهواتف.
لكن قبل هذه التوبة السريعة من قبل شفيق، أفردت صحيفة “الجمهورية”، صباح أمس، عنوانها الرئيسي لاتهام شفيق بالتنسيق مع “الإخوان” عبر محاميته دينا عدلي حسين. وربطت بين الطبيعة العائلية لدينا، باعتبارها ابنة المستشار عدلي حسين، محافظ المنوفية والقليوبية سابقاً في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبين تنسيق آخر يجريه شفيق مع قواعد الحزب الوطني المنحل. بل واتهمت عدلي حسين بأنه الذي يقف وراء تلك التحركات. وتكررت هذه الرواية على الموقع الإلكتروني لمؤسسة “الأهرام”، كبرى الصحف القومية المصرية، والموقع الإلكتروني لمؤسسة “الهلال”، وكذلك بعض الصحف الخاصة، وهو ما دفع المحافظ السابق لكتابة تدوينات على صفحته على موقع “فيسبوك” يتوعد فيها تلك الصحف بمقاضاتها أمام المحاكم.