الجنرال فلين مستعد للشهادة بان ترامب كلفه التواصل مع الروس

يبدو أن نيران التحقيقات بملف تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت تقترب من البيت الأبيض.

فقد كشفت وسائل إعلام أميركية، امس الجمعة، أن الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب، سيشهد ضد الرئيس وسيقرّ بأن الأخير طلب منه بشكل مباشر الاتصال بالروس، كما سيشهد ضد أفراد من عائلة ترامب وموظفين آخرين داخل البيت الأبيض، ليكون بذلك قد دحض كل ما سبق وقاله ترامب بشأن التحقيق.

وفلين المتهم بإدلائه بـ”إفادات خاطئة وكاذبة” لمحققي مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، جاهر بهذه الاعترافات الحديثة الأولى من نوعها في القضية التي وُجهت فيها الاتهامات إلى أربعة مستشارين ومساعدين سابقين للرئيس حتى الآن، ليكون بذلك أول موظف يعمل ضمن فريق الرئيس يعترف بالشبهات المنسوبة إليه، ليواجه اتهامات رسمية في التحقيق بالتدخل الروسي والتأثير على نتائج الانتخابات.

ووجهت إلى الجنرال فلين، أمس الاول الخميس، تهمة الكذب حول مضمون اتصالاته مع السفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسلياك، في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما. ومثل فلين أمام قاض، امس الجمعة، وفق وكالة “فرانس برس”.

أما البيت الأبيض، فقد قلل من أهمية ما كشفه فلين، وأكد أن “هذا الأمر لا يورط أي شخص آخر”، معتبرا أن فلين “لم يكن ذا شأن في الإدارة”. وقال محامي البيت الأبيض تي كوب، إثر التطورات المتسارعة في القضية: “لا شيء في الإقرار بالذنب أو التهم الموجهة يورط أي شخص آخر غير فلين”، مؤكدا أن الأخير كان مستشاراً لمدة 25 يوماً فقط داخل البيت الأبيت، واصفاً إياه بأنه من “إدارة أوباما السابقة”.

وكانت وسائل إعلامية أميركية، بينها محطة “إن.بي.سي” الإخبارية، قد ذكرت في وقت سابق نقلاً عن عدة مصادر مطلعة على التحقيق الذي يجريه المحقق الأميركي الخاص روبرت مولر، أنه جمع ما يكفي من الأدلة لتوجيه اتهامات لفلين ونجله. كما أشارت إلى أن مولر زاد من الضغط على فلين، بعد أن وجه اتهامات لبول مانافورت، مدير الحملة الانتخابية لترامب.

وذكرت “إن.بي.سي” أن فريق مولر بحث توجيه اتهامات، بينها “غسل أموال، والكذب على ضباط في أجهزة أمنية اتحادية، ودور محتمل لفلين في خطة لنقل معارض للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من الولايات المتحدة، مقابل ملايين الدولارات”، وهو ما نفاه محامون يمثلون فلين، معتبرين أن “هذه التقارير مشينة ومجحفة جدا إلى الحد الذي جعلنا نخرج على قاعدتنا المعتادة: إنها كاذبة”.

وخدم فلين لمدة 24 يوماً مستشاراً للأمن القومي لترامب، لكنه أقيل بعد الكشف عن تقديمه معلومات مغلوطة لنائب الرئيس، مايكل بنس، عن اتصالاته مع دبلوماسي روسي.

ويأتي ذلك في وقت تتسارع فيه الأحداث في الولايات المتحدة مع دخول ملف التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية في عام 2016 مرحلة جديدة، قد تكون الأخطر بالنسبة للبيت الأبيض، وذلك بعد توجيه اتهامات لثلاثة من مساعدي الرئيس دونالد ترامب في الحملة الرئاسية، بينهم المدير السابق للحملة بول مانافورت.

ومن جانبها قالت قناة (إن.بي.سي) نيوز التلفزيونية امس الجمعة نقلا عن مصدرين اثنين مطلعين إن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه مايكل فلين، مستشار ترامب في ذلك الحين، بالاتصال بالمسؤولين الروس في 22 كانون الأول تقريبا بشأن قرار للأمم المتحدة بخصوص إسرائيل.

وأقر فلين، الذي عمل لفترة قصيرة مستشارا لترامب للأمن القومي، في وقت سابق يوم الجمعة بالكذب على مكتب التحقيقات الاتحادي بخصوص اتصالاته مع السفير الروسي.

وقال ممثلو ادعاء إن فلين تشاور مع مسؤول كبير في فريق ترامب الانتقالي قبل أن يتحدث مع السفير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى