هل وافقت الحكومة الاردنية على حل الازمة مع اسرائيل بمجرد تغيير السفيرة ودون محاكمة حارس السفارة القاتل ؟؟

قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي امس الأربعاء لوكالة رويترز إن إسرائيل ستعيّن قريبا سفيرا جديدا لدى الأردن. لقد أوضح الأردن قبل شهر أنه لن يسمح للسفيرة السابقة، عينات شلاين، بالدخول إلية ثانية بعد الحادث الذي أطلق خلاله حارس أمن إسرائيلي النار على مدنيَين أردنيَين وقتلهما ثم عاد إلى إسرائيل بعد ذلك.

وقد أكدت قنوات التلفزة الإسرائيلية، مساء امس الأربعاء، أن كلاً من الأردن وإسرائيل قد توصل لاتفاق ينهي الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بينهما في أعقاب قيام أحد حراس السفارة الإسرائيلية في عمان بقتل مواطنين أردنيين في تموز الماضي.

ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة عن مصدر إسرائيلي قوله إن الاتفاق لا يستجيب لمطلب الأردن بتقديم الحارس القاتل للمحاكمة والاكتفاء بتعيين سفير جديد بدل السفيرة الحالية عينات شلاين، التي دافعت عما أقدم عليه الحارس.

وأشارت القناة إلى أن رئيس الموساد يوسي كوهين لعب الدور الرئيس في إقناع الأردنيين بإغلاق ملف القضية، من خلال إجراء اتصالات مكثفة مع قادة الأجهزة الأمنية الأردنية.

وأشارت القناة إلى أن أنظار إسرائيل تتجه إلى ردة فعل الجمهور الأردني على الاتفاق، مشيراً إلى أن يوم بعد غد الجمعة سيكون اختباراً لردة الفعل الجماهيرية الأردنية.

وبحسب القناة فإن إسرائيل معنية بإعادة فتح السفارة في عمان، بسبب طابع العلاقات الأمنية المكثفة بين عمان وتل أبيب.

وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي، في وقت سابق، إن تل أبيب تعتزم تعيين سفير جديد في الأردن، سعياً إلى تهدئة غضب عمان بسبب تعامل سفيرة إسرائيل الحالية مع إطلاق أحد حراس الأمن بالسفارة النار في تموز، في حادثة أدت إلى تأزم العلاقات بين البلدين.

لكن إسرائيل لم تُبد أي إشارة على تلبية طلب الأردن فتح تحقيقات جنائية ضد الحارس الذي قتل أردنيين في الحادثة قائلاً إنه تصرّف دفاعاً عن النفس. وجرى ترحيل حارس الأمن بصحبة السفيرة الإسرائيلية، عينات شلاين، بعد يوم من الواقعة.

تقول السلطات الأردنية إنها تعتقد أن إطلاق النار لم يكن له داع، لكنها لم تستطع استجواب الحارس لأنه يتمتع بحصانة دبلوماسية. ونقل التلفزيون لقطات لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الحارس وشلاين بحفاوة، الأمر الذي أثار غضب عمان.

وأبواب السفارة الإسرائيلية في عمان مغلقة منذ مغادرة شلاين في 24 تموز، ما ألقى بظلاله على علاقات إسرائيل بالأردن، وهو شريك إقليمي مدعوم من الولايات المتحدة وإحدى الدولتين العربيتين اللتين تعترفان بشكل رسمي بإسرائيل.

وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه، لوكالة “رويترز”، إن شلاين لن تعود. وأضاف “لا يرغب الأردنيون في عودتها، وكان هذا عقبة في طريق إصلاح الأمور”. وامتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عمانوئيل نحشون، عن التعليق على القضية.

تقول إسرائيل إن الحارس فتح النار بعدما تعرّض للهجوم وأصيب بجروح طفيفة من قبل أحد العمال فقتله وقتل أردنياً آخر من المارة. وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يبحثون إمكانية تعويض أسرة القتيل الثاني.

ويضيف المسؤولون أن من غير المرجّح بشدة أن تحاكم إسرائيل الحارس بناء على طلب الأردن، لكن فرص استئنافه العمل في الأمن الدبلوماسي الإسرائيلي في الخارج موضع شك بعدما نشرت صحيفة أردنية اسمه وصورة له.

وتتولّى القنصلية الإسرائيلية في تركيا النظر في طلبات الأردنيين استصدار تأشيرات سفر لإسرائيل منذ حادثة السفارة.

ويأتي الكشف عن التوصل للاتفاق في أعقاب تهديد إسرائيل للأردن بالانسحاب من مشروع قناة البحرين في حال لم تتم إعادة فتح السفارة في عمان.

وكشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى قبل أسبوعين النقاب عن أن مجلس الأمن القومي التابع لديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أوصى بالانسحاب من مشروع قناة البحرين في حال أصر الأردن على شروطه لإنهاء القضية، لا سيما تقديم الحارس للمحاكمة.

وبحسب القناة فقد كان الافتراض السائد في تل أبيب أن حاجة عمان لعوائد مشروع قناة البحرين سيدفعها إلى طي صفحة القضية.

ويذكر أن نتنياهو قد استفز مشاعر الشارع الأردني عندما استقبل بشكل تظاهري الحارس القاتل، وهو ما أثار انتقادات داخل إسرائيل نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى