رحيل المطربة المصرية الدلوعة شادية التي اسعدت باغانيها الرشيقة وافلامها الممتعة ملايين العرب على مدى نصف قرن

أصدرت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكى، بيانًا صحفيًا تنعى فيه النجمة الكبيرة شادية، والتى وافتها المنية امس الثلاثاء بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 86 عامًا.

وجاء فى نص البيان: “ينعى مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، الممثل لجموع الفنانين المصريين بمزيد الحزن والآسى، فقيدة الفن العربى الفنانة الكبيرة شادية إحدى الشموع المضيئة فى تاريخ الفن المصرى والعربى، القامة الفنية الكبيرة فى مصر والوطن العربى، حيث كانت فنانة من طراز خاص، وصاحبة مدرسة فى الأداء التمثيلى، ومن أبرز فنانات الزمن الجميل، ومن أبرز الفنانات فى تاريخ السينما المصرية والعربية، نسأل المولى عز وجل أن يسكنها فسيح جناته، وللأسرة خالص العزاء”.

ولدت الفنانة الراحلة شادية فى 8 تشرين الثاني 1931 ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، واسمها الحقيقى فاطمة أحمد شاكر، قدمت خلال مسيرتها الفنية التى قاربت 40 عاماً، حوالى 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً فى الأفلام العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربى.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة حرمه، زارا الفنانة شادية بالمستشفى، يوم الجمعة العاشر من تشرين الجارى.

يذكر أن الفنانة شادية قد أصيبت بجلطة فى المخ، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.

كما نعى حلمى النمنم، وزير الثقافة الفنانة شادية قائلا : أن شادية متعددة المواهب الفنية فهى مطربة وممثلة متميزة فى المسرح والسينما.

واشار النمنم، الى أن شادية سيدة شديدة الإنسانية فهى عبرت عن صورة المرأة المصرية، وكانت الفتيات فى جيلنا تقلد تسريحتها، لأنها أيقونة الجمال فى الخمسينات والستينات.

وأكد وزير الثقافة، أننا لا نستطيع أن نغفل دور أغنية يا حبيبتى يا مصر كانت ولا تزال تحس الناس على أن يتمسكوا بوطنيتهم.

اما الفنان هانى شاكر، نقيب الموسيقيين فقال : إن رحيل الفنانة العظيمة شادية، بمثابة فقدان ركن هام من أركان الفن المصرى والعربى، برغم بعدها عن الفن منذ فترة طويلة.

وأضاف شاكر، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “آخر النهار” عبر فضائية النهار، أن وجود الفنانة شادية كان يشعر الجميع بالدفئ بشكل كبير، وتابع: “كنت على قد ما أقدر من فترة بحاول أتواصل معاها.. وهى كانت غايبة بقالها فترة طويلة، لكن هنعيش على هذه الثروة الفنية لسنين طويلة قادمة بإذن الله”.

وأوضح نقيب الموسيقيين، أنه لم يوجد أحدا متمكن فى الأداء مثل الفنانة الراحلة، وأضاف: “أنت بتتكلم على حالة من الصوت الرقيق الناعم اللى يخش قلبك بدون استئذان واللى لا يمكن إنك تسمعه ومتقولش دى فنانتنا العظيمة شادية”.

كما نعها الفنان الكبير، عادل إمام، حيث قال فى مداخلة هاتفية لبرنامج “الحياة اليوم” المذاع عبر فضائية الحياة، إنه كان يناديها دائما بـ”فطوش” باللغة التركية، إلى أن شعر أن لسانها أصبح ثقيلا ومنذ هذه اللحظة شعر بفراقها خلال فترة معاناتها بالمرض، وتابع: “كنت على طول بسأل عليها.. لأنها شادية وكفى”.

وأضاف إمام يقول : أنه اشترك مع الفنانة الراحلة فى الكثير من الأعمال الفنية، ومن أوائل الأفلام التى اشترك معها وقدمته للجمهور “مراتى مدير عام”، وتابع: “شادية برعت فى التمثيل والغناء.. دى حبيبة مصر.. سيدة عظيمة وقامة كبيرة وكانت لطيفة وعظيمة وكانت بتحبنى وأنا كنت بعبدها.. ست محترمة واعتزالها كان محترم.. ويكفى إنها غنت يا حبيبتى يا مصر فى قلب كل مصرى.. ومرة سألت أيام الهوجة – أى فترة حكم الإخوان – وقالت مصر مالها.. قالتها بطريقة وجعت قلبى”.

اما الفنان محمد هنيدي،  فقد نعها بنشر صورة لها، عبر حسابه على موقع «تويتر»، مساء امس الثلاثاء، معلقًا: «غاب القمر.. البقاء لله».

ومن جهتها قالت الفنانة يسرا : أن مصر بحاجة لـ 100 عام حتى تتكرر فنانة أخرى مثل الراحلة شادية، لافتة إلى أنها لم تكن فقط سيدة لا تعوض على المستوى الفنى، ولكن على المستوى الإنسانى كانت سيدة “شرحة” ودمها خفيف، وسيدة عظيمة وقفت بجانبها وبجانب إلهام شاهين، ولو لم نعرف قيمتها نكون مخطئين فى حق أنفسنا.

وتابعت يسرا، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدى ببرنامجها هنا العاصمة، المذاع عبر فضائية CBC، أنه لم يمر لحظة تحتاجها فيها إلا وجدتها بجانبها.

من جانبها قالت الفنانة إلهام شاهين فى مداخلة هاتفية بنفس البرنامج، إنها كانت تمر بظروف امتحانات وكانت تمثل مع الفنانة شادية في فيلم، ولو لم يتم تغيير موعد التصوير كانت ستعيد السنة، وأخبرتها شادية ألا تخبر المخرج، وأخبرته هي أنه لديها ظرفا ما ويجب تأجيل التصوير.

وأضافت إلهام شاهين أنهم يهدون مهرجان القاهرة السينمائي للفنانة شادية، وسيقفون اليوم دقيقة حداد على روح الفنانة القديرة، وسيرتدون جميعا الملابس السوداء لفقدان تلك الفنانة الكبيرة.

اما الفنان حسن يوسف فقد قال : إن شادية رحمة الله عليها، سألت فى مكالمة تليفونية زوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودى، كيف استطعتى الاعتزال عن الفن وما فيه من شهرة ومجد ومال، والتقرب إلى الله، وجاءت هذه المكالمة بناءً على ترشيح من الشيخ محمد متولى الشعراوى.

وذكر حسن يوسف، فى حواره مع الإعلامى أحمد موسى، ببرنامجه “على مسؤوليتى”، أن الشيخ الشعراوى، قال لشادية، إن عليها البحث عن صُحبة طيبة صالحة، ونصحها بأن تكلم شمس”.

وذكر حسن يوسف أن شادية، باعت كل ما تملك، وطلبت من الشعراوى التبرع بكل ما باعته، فقال الشيخ: ” تتبرعى بكل مالك، وتشحتى لأ طبعا، حطى جزء من هذه الأموال فى شهادات، لتعينك على المعيشة، وتبرعى بباقى الأموال، ففعلت الراحلة شادية، وبنت مسجدا مكان فيلا كانت تملكها بمنطقة الهرم، ما زال موجودا حتى الآن، ليدعو لها كل من يصلى به”.

واختتم حسن يوسف، حديثه بأن الراحلة اختارت الآخرة الصالحة لها، بالصلاة، وقراءة القرآن، والعبادة، وذكر المولى عز وجل، مطالبا لها، بالمغفرة والرحمة الواسعة.

كما تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى صورة نادرة للفنانة الراحلة شادية مع الأديب الراحل نجيب محفوظ من كواليس فيلم زقاق المدق.

فقد علق الصحفى محمد شعير على الصورة عبر حسابه الشخصى على فيس بوك: “شادية ..غاب القمر، صورة نادرة تجمعها بالروائى نجيب محفوظ من كواليس زقاق المدق”.

وأوضح شعير، أن الأديب الراحل نجيب محفوظ قال عنها :”لقد كنت أشعر بكل خلجة من خلجات حميدة متجسدة أمامى، على الرغم من تخوفى الشديد من قدرتها على تجسيد الدور عند ترشيحها له”.

اما ياسمين الخيام فقد قالت : إن صلاة الجنازة على الفنانة شادية، ستقام اليوم الأربعاء، بمسجد السيدة نفيسة، ثم دفنها بمقابر الأسرة.

وأضافت ياسمين تقول، عبر برنامج “صدى البلد”، المذاع عبر فضائية “صدى البلد”، أن الراحلة شادية، نحتسبها إن شاء الله فى جنة المولى عز وجل، قائلة: “مغفور لها بإذنه لصبرها وإيمانها”.

وأكدت ياسمين، أن شادية كانت محبة لآل البيت، وأنها هى من أوصت بالصلاة عليها بمسجد السيدة نفيسة، وطالبت من كل من يحبها، أن يدعو لها بالرحمة، وقراءة سورة يس، مغفرةً ورحمةً لها.

جدير بالذكر ان الفنانة شادية قد تزوجت في بداية حياتها من الفنان عماد حمدي الذي كان يكبرها بحوالي 20 عاماً ولكن لم يستمر زواجهما أكثر من 3 سنوات، ثم تزوجت من المهندس “عزيز فتحي” عام 1957 والذي انفصلت عنه أيضاً بعد 3 سنوات.

وفي عام 1965 تزوجت “شادية” من الفنان “صلاح ذو الفقار” بعد قصة حب ملتهبة ولكنهما قررا الطلاق عام 1972، وعلى الرغم من تعدد زيجاتها إلا أنه لم يكتب لها الإنجاب بينما ظلت الأم الروحية لابن زوجها السابق “نادر عماد حمدي” من زوجته الأولى “فتحية شريف”.

جاءت فرصة عمرها كما تقول في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار وذلك في العام 1959 وهو من الأدوار التي أثبتت موهبتها المبكرة وسلطت الاضواء عليها وكانت تبلغ من العمر 25 عاماً.

النقلة الأخرى في حياتها الفنية تمثلت في أفلامها مع الراحل صلاح ذو الفقار ومنها فيلم مراتي مدير عام وذلك في العام 1966 و كرامة زوجتي عام 1967 وفيلم عفريت مراتي عام 1968 وقدما أيضًا فيلم أغلى من حياتي في عام 1965، وهذا الفيلم يعد من روائع الفنان محمود ذوالفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتي أحمد ومنى كأشهر عاشقين في السينما المصرية.

كانت قد سبقت هذه الأفلام بفيلم يعد من أفضل أفلامها وكانت بداية انطلاقتها في مجال الدراما وهي لم تزل في عمر الورود من خلال فيلم أنا الحب في العام 1954 وتوالت روائعها التي حفرت اسمها في تاريخ السينما المصرية.

ثم عرفت من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ مثل فيلم اللص والكلاب وزقاق المدق والطريق وميرامار وشيء من الخوف، ثم توجت ذلك برائعتها فيلم نحن لا نزرع الشوك عام 1970.

كان الثنائي الرومانسي الذي أبهر الجمهور في ذلك الوقت قد تمثل أيضا بشادية وعبدالحليم حافظ حيث ربطتهما علاقة صداقة قوية نتج عنها أن أصبحت شادية الصوت النسائي الوحيد الذي غنى معه العندليب أكثر من دويتو.

بالإضافة إلى كونها صاحبة النصيب الأكبر من أفلام العندليب، حيث شاركته في بطولة أفلام ”لحن الوفاء” و”دليلة”، و”معبودة الجماهير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى