ياسر أبو هلالة يحمّل ضاحي خلفان مسؤولية أي ايذاء لموظفي “الجزيرة”

طالب مدير قناة الجزيرة الإخبارية ياسر أبو هلالة من السلطات الإماراتية ضرورة محاسبة ضاحي خلفان القائد السابق لشرطة دبي ومحاكمته بتهمة “التحريض العلني ضد الجزيرة ومطالبة قوات التحالف بتوجيه ضربة عسكرية لها”.

وقال أبو هلالة في تصريح لـ”القدس العربي” إن تصريحات ضاحي خلفان هي “الإرهاب بعينه”، محّملا إياها “مسؤولية أي عمل إجرامي قد يستهدف موظفي الجزيرة جراء التحريض الصادر من ضاحي خلفان”؛ ومؤكدا في الوقت ذاته احتفاظ الشبكة بما قد تتخذه من إجراءات ضد ضاحي خلفان، من قبيل رفع شكاوى ضده لدى منظمات دولية، بما قد يجعله عرضة للاعتقال والمحاسبة في حال سفره إلى دول غربية.

وجاءت تصريحات المدير العام لقناة الجزيرة الإخبارية في سياق ردود الفعل “الغاضبة” و”المنددة” التي أثارتها تغريدة لضاحي خلفان عبر حسابه في “تويتر”، دعى خلالها قوات التحالف إلى توجيه ضربة عسكرية لقناة الجزيرة، بذريعة تغطيتها للمجزرة التي استهدفت المصلين بسيناء المصرية.

وقال خلفان في تغريدته: “على التحالف أن يقصف الآلة الداعية للإرهاب… قناة داعش والقاعدة والنصرة… جزيرة الإرهاب”.

وشن خلفان هجوما لاذعا ضد قطر، محملا إياها مسؤولية مجزرة سيناء، على رغم الموقف الرسمي لدولة قطر الذي أدان بشدة العملية الإرهابية، وأرسل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية تعزية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقال خلفان في سلسلة تغريدات له: “تغمد الله شهداء مسجد الروضة بالعريش واسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون، تحيا مصر، والموت والهلاك لقناة الإرهاب”.

وأضاف: “حرضت الجزيرة الإرهابيين ضد مصر وساعدتهم للإخلال بأمن أم الدنيا.. ولكن هيهات.. هذه مصر.. خالدة ما بقيت الأرض دولة عظيمة بشعبها وقادتها.. وتبًا لقناة الإرهاب”.

وتابع في تغريدة أخرى: “حسبنا الله ونعم الوكيل على تنظيم الحمدين وعلى قرضاوي الإرهاب وقناة الجزيرة وعبود العذبة عميل الإخوان، تبا لفيصل القاسم المحرض الأكبر على الإخلال بأمن مصر واستقرارها، تجمع خونة الأمة العربية فى قناة الإرهاب لقتل الأبرياء”.

وختم سلسلة تغريداته، قائلاً: “دماء شهداء مسجد الروضة يا عرب يجب ألا تذهب هدرا.. تتحمل قطر ما تعمله من تحريض ومساعدة لتقويض الأمن المصرى، حسبنا الله ونعم الوكيل على تنظيم الحمدين”.

وفي تعليقه على تغريدات قائد شرطة دبي سابقا، صرح مدير قناة الجزيرة لـ”القدس العربي”، قائلا: “مثل هذا التصريح يتطلب رداً من حكومة الإمارات العربية المتحدة، فهو ليس مجرد مواطن إماراتي بل مسؤول في الحكومة الاماراتية، وسواء كان مواطناً أو مسؤولاً، فإن ما صدر عن ضاحي خلفان هو تحريض وإرهاب، لأن الإرهاب لا يقتصر على ارتكاب الجريمة، بل أي فعل أو تصريح يمهد لعمل إرهابي أو يحرض على ارتكابه، والتحريض على الإرهاب هو إرهاب بحدّ ذاته”.

وأضاف أبو هلالة: “لو حدث أي استهداف من شخص ما ضد قناة الجزيرة أو موظفيها، فإن ضاحي خلفان يتحمل المسؤولية الكاملة عليه؛ لأنه يستغل لحظة الغضب والحزن على الجريمة النكراء والمروعة بسيناء لتوجيه أحقاده ضد الجزيرة. وهذا بحدّ ذاته فعل دنيئ ومتاجرة بدماء الضحايا وشرعنة للإرهاب”.

وتابع أبو هلالة متسائلاً “لا ادري ماذا لم يعجبه في تغطية الجزيرة للجريمة المروعة التي استهدفت المصلين في سيناء؟ لقد كانت تغطية الجزيرة متوازنة، واعتبرنا ما حدث في سيناء جريمة نكراء ومروعة استهدفت المصلين، لا خلاف بشأنها. وإن كان هناك خلاف في الرأي؛ فسيكون بشأن آليات التعامل مع الجريمة؛ وكيفية محاربة الإرهاب..وهذا نقاش مشروع، يطرح في كل القنوات الإعلامية العالمية، كما حدث بعد جريمة برشلونة مثلا”.

واستطرد قائلاً “من حق خلفان أن لا تعجبه تغطية الجزيرة، أو يقول إننا لم نمنح الحدث ما يستحقه من تغطية مناسبة، لكننا لم نصف العمل الإرهابي بأنه عمل بطولي أو بررنا الجريمة! بل كان النقاش حول الاجراءات التي ستتخذها الحكومة المصرية سياسية وعسكريا، فأين الجرم في هذا؟!”.

وأضاف: “كل الدول التي تعرضت للإرهاب كان فيها نقاش أكثر جرأة من الجزيرة، مثلما حدث في اعتداء برشلونة مثلا حول أفضل الاجراءات وسبل وقف منابع التطرف والإرهاب. وقضية سيناء المصرية تحديداً شاسعة ومعقدة. والجزيرة تقوم بعمل مهني بشهادة مؤسسات دولية. كما أن كل العاملين بقناة الجزيرة نددوا وأدانوا المجزرة عبر تغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، لأنها جريمة مروعة تستهدف أي شخص”.

واعتبر أبو هلالة أن “ما قام به ضاحي خلفان هو الإرهاب بعينه.. فإن كان من حقه إبداء رأيه في تغطية الجزيرة، فإنه لا يجوز له التحريض على قتل العاملين بالقناة..وما صرح به يأتي في إطار هوسه بالإعلام الاجتماعي، فهو يحاول اللعب بغرائز الناس واستغلال اللحظة استغلالاً دنيئاً، لكسب مزيد من “الريتويت” على حساب الاخلاق والمبادئ والقيم”.

وأضاف: “ضاحي خلفان عار على بلده وعلى الانسانية ..ويفترض بحكم منصبه، أنه أول من يحرص على تطبيق القانون، فكيف يجرؤ على المطالبة والتحريض على قتل موظفي الجزيرة!”.

وطالب أبو هلالة السلطات الإماراتية بتحمل مسؤولياتها؛ قائلاً “المأمول من الحكومة الاإماراتية بمعزل عن خلافها مع قطر أن تقوم بمحاسبة ضاحي خلفان وتقديمه للمحاكمة”.

وأضاف “دول الحصار طالبت بإغلاق الجزيرة وقدمت دعاوى ضدها، ونحن نؤمن أن الجزيرة ليست فوق المساءلة… ومن حقهم أن يشتكونا في الأمم المتحدة، ولكن لا أحد يأخذهم بجدية. لكن لم تصل الأمور بدول الحصار حد الدعوة إلى قتل موظفي الجزيرة كما فعلها ضاحي خلفان”.

وعن الإجراءات التي تنوي شبكة الجزيرة اتخاذها تعقيبا على تصريحات قائد شرطة دبي سابقا، قال أبو هلالة: “الجزيرة كشبكة لديها من الأدوات من يمكنها من الدفاع عن نفسها ومحاسبة الأشخاص الذي يحرضون ضدها. وحاليا، لا أعلم إن كان يمكن محاسبة الشخص أمام المحاكم الإماراتية، ولكننا في شبكة الجزيرة قادرون على ايجاد الوسيلة المثلى للتعامل مع الشخص، وقد يتم تجاهله وازدراؤه، أو قد نلجأ إلى تقديم شكوى لدى مؤسسات ومنظمات لها سلطة قانونية في دول غربية، بحيث لو سافر يمكن أن يقاضى ويحاسب على تصريحاته الخطيرة والمحرضة على قتل موظفي الجزيرة”؟

وقد أثارت تصريحات قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان ردود فعل دولية، حيث نددت مؤسسة “سكاي لاين” الدولية بما اعتبرته “تحريض المسؤول الإماراتي على قناة الجزيرة الفضائية التي تبث من قطر والدعوة إلى قصف مقرها، مطالبة بموقف حقوقي ودولي إزاء ذلك”.

واستهجنت المؤسسة التي تتخذ من ستوكهولم مقرا لها، دعوة خلفان دول التحالف في الحرب على اليمن إلى قصف قناة الجزيرة ووصفها ب”جزيرة الإرهاب”.

وتابع بيان مؤسسة سكاي لاين: “سبق أن كشفت وثيقة مسربة عبر موقع “ويكليكس″ الشهير طلب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان من الولايات المتحدة الأمريكية قصف قناة الجزيرة إبان الحرب الأمريكية على أفغانستان في العام 2001″.

وشددت مؤسسة “سكاي لاين” الدولية على أن “التحريض الإماراتي المستمر على قناة الجزيرة يمثل سياستها العامة في تقييد حرية الرأي والتعبير وانزعاجها من مساحات الحرية التي تمنحها القناة في معالجة مخلف القضايا”.

وأشارت المؤسسة إلى أن قناة الجزيرة تجابه بمواقف عدائية تاريخيا من أنظمة غالبية دول المنطقة وفي مقدمتهم الإمارات بسبب نقلها للحقائق ورفعها شعار الرأي والرأي الأخر.

وأكدت المؤسسة الحقوقية أن التحريض بقصف قناة الجزيرة ومن قبل ذلك مطالبة قطر بإغلاق القناة ضمن شروط لرفع الحصار الخليجي على الدوحة يمثل عقابا لملايين العرب في المنطقة بحرمانهم من تغطية إعلامية مهمة ومنبر مؤثر.

وطالبت “سكاي لاين” الدولية المنظمات الحقوقية الدولية واتحادات الصحافة والإعلام العالمية بموقف جدي إزاء التحريض الإماراتي المستمر على قناة الجزيرة واتخاذ إجراءات تكفل عدم تنفيذ التهديدات المعلنة بحق القناة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى