صدور عدد جديد من مجلة «عود الند»
صدر العــدد الفصلي السابع من مجلة «عــود الـنـد» الثقافية، التي يرأس تحريرها الزميل د. عدلي الهواري. ناقشت الافتتاحية ظاهرة استغلال الشهرة والثروة والسلطة، التي لا تزال تفاعلاتها مستمرة في الولايات المتحدة وبريطانيا. تعزو الافتتاحية استمرار هذه الظاهرة رغم وجود قوانين تمنعها إلى التمييز المؤسساتي.
وجاء في الافتتاحية: “عندما تشتكي النساء من التحرش الجنسي، يتكاتف المسؤولون في المؤسسة لنفي وجود تحرش، أو اتهام الضحايا بالحساسية المفرطة، أو عدم اتخاذ إجراءات ضد المتحرش/ين … مثل هذا الموقف الجماعي الذي يتخذه المسؤولون في هيئة ما يسمى التمييز المؤسساتي، أو العنصرية المؤسساتية، وهذا يعني وجود سياسة وموقف عامين على كل المستويات اعتُمدا عن وعي، أو نتيجة تشابه في العقلية لوجود شبه كبير في خلفيات المسؤولين الاجتماعية والتعليمية”.
تتناول د. فاطمة حقوق مسألة التقمص في أدب جبران خليل جبران، وتقدم الأدلة على ذلك الواردة في مؤلفاته، وتقول: “إن سعي جبران إلى التحرر من حدود الزمان والمكان ومن كل القيود الاجتماعية التي أعاقت تحركه، جعلته يؤمن بعقيدة التقمص إيمانه بالمسيحية، فقربته الأولى إلى التصوف ومكنته من الارتفاع من كاتب عربي إلى كاتب عالمي خُلق ليقول كلمة لم يتمكن من لفظها كاملة”.
ويستذكر العدد الأديبة المغربية، زهرة زيراوي، التي وافتها المنية في شهر تشرين الأول بإعادة نشر تقرير عن حفل تكريم أقيم لها في المغرب في عام 2013، وقراءة في روايتها “الفردوس المفقود” كتبتها الشاعرة المغربية لطيفة السليماني الغراس.
وتذكّر معلمة التربية الخاصة، دلال بحيص، بالتحديات التي تواجه ذوي الإعاقات الجسدية والذهنية الصغار وأهاليهم، وتشير إلى أن “أن المجتمع بشكل عام لا يتقبل هؤلاء الأطفال، وأن أسرهم أيضا تتحفظ على ذكر مشاكل أبنائها من هذه الفئة للحد الذي يدفع بعض الأسر إلى إنكار وجود “الإعاقة” من حيث المبدأ بين أفراد العائلة، وذلك بدافع الحفاظ على صورة الأسرة الاجتماعية. وقد يترتب على هذا السلوك قيام بعض العائلات بحبس أبنائها المعاقين”.
يشارك في العدد أيضا كل من طه بونيني بمقالة عن دور الطابع البريدي كسفير للثقافة والفن، وزهرة يبرم ومحمد أفضل عبد السلام بقصتين قصيرتين. وتعبر “عود الند” عن دعمها لمبادرة تشجيع القراءة “خطوات نحو التميز” التي انطلقت في جامعة سيدي بلعباس الجزائرية بنشر ملخصات لثلاثة كتب أعدها فيصل موساوي ومحمد صديق بوهند وعبد الرحمن بردادي.
وفي العدد مقتطفات من إصدارات جديدة أو قيد الطبع من بينها مقتطف من كتاب د. سلمى زكي الناشف عن رحلاتها في العالم، ورواية للكاتب نازك ضمرة. وهناك مقتطف من بحث نشر في مجلة “الكرمل” عام 1981، يناقش فيه الروائي غالب هلسا رد فعل الروائي إميل حبيبي على الآراء النقدية التي لا تمجد أعماله.
وخصص العدد ملفا لشؤون ذات علاقة بالقضية الفلسطينية تضمن موضوعات عن مئوية وعد بلفور، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال الفن، وذكرى المناضل ماجد أبو شرار، ومناقشة لمسألة الطريق المسدود الذي دخلته القضية الفلسطينية وللتصورات بشأن الخروج منه. الباحث سليمان جابر تناول مئوية وعد بلفور، ومما قال: “تطرح ذكرى مئوية وعد بلفور وبإلحاح ضرورة مراجعة التجربة الفلسطينية، وخاصة منذ توقيع اتفاق أوسلو، من أجل صياغة استراتيجية كفاحية للحركة الوطنية الفلسطينية تنطلق من المحددات التاريخية للصراع”.
وناقش أوس يعقوب الجدل الذي دار حول فيلم “القضية 23” للمخرج اللبناني زياد الدويري، وهو الفيلم الذي شهد اعتراضات على عرضه في بيروت ورام الله بسبب زيارة المخرج لإسرائيل وإقامته فيها نحو عام لتصوير فيلم آخر. يقول الكاتب: “التطبيع من منظور وطني فلسطيني في بلد تحت الاحتلال، وبعيدا عن لغة التخوين، هو القبول والاعتراف بالسرديات الصهيونية عن الفلسطينيين أرضا وشعبا”. وبناء على ذلك، يعتبر الكاتب أن المخرج مارس التطبيع.
واستذكر الملف المناضل الفلسطيني ماجد أبو شرار في الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لاغتياله في روما. وقد كتبت عنه وذكراه المناضلة جهان حلو، وقالت: “ميزت المناضل أبو سلام صفات عدة أهمها الثقافة الواسعة والفكر التنويري التقدمي وخطاب ثوري علمي بعيدا عن الفذلكة والأستذة. كما امتاز بتواضع شديد ودفء إنساني أكسبه شعبية واسعة واحترام ومحبة كل من عرفه”.
وبالنسبة للموضوع عن الطريق المسدود الذي دخلته القضية الفلسطينية والنضال من أجلها فهو لرئيس التحرير، وجاء فيه: “الشعب الفلسطيني بحاجة هذه الأيام إلى صيغة جديدة تمكنه من مواصلة النضال. قد تكون صيغة النضال ضد نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا مناسبة، فالمؤتمر الوطني الأفريقي كان تجمعا لقوى مختلفة، وكان للمؤتمر جناح عسكري، واعتمد النضال أيضا على مقاطعة نظام التفرقة العنصرية، حيث أفلحت حركة سحب الاستثمارات من جنوب أفريقيا في حمل النظام العنصري على التفاوض مع القائد السجين، نيلسون مانديلا، على نظام جديد قائم على المساواة”.
وفي العدد مواد أخرى متفرقة، إضافة إلى أبواب ثابتة عن أساسيات الكتابة وتوثيق البحوث. لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية البحرينية كادي مطر. عنوان موقع المجلة: www.oudnad.net.