اجتماعات الفصائل الفلسطينية بالقاهرة تسفر عن اتفاق بلا معنى ولا آليات تنفيذ ولكنه قد شكل بديلاً عن الفشل

أكد جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن اتفاق الفصائل في القاهرة لم يكن على المستوى المطلوب.

وقال مزهر خلال تصريحات صحفية اذاعية: “الاتفاق لم يكن على المستوى المطلوب ولم يكن على مستوى أمل وطموحات الشعب الفلسطيني”.

وأوضح أن الاتفاق جاء من الفصائل كخطوة بديلة للفشل، مشيرا الى أنه ناقش العديد من الملفات دون وضع جداول زمنية لتحقيقها.

وكانت  الفصائل الفلسطينية أكدت في ختام اجتماعاتها في العاصمة المصرية مساء امس الأربعاء على ضرورة ممارسة حكومة الوفاق لصلاحياتها في قطاع غزة والقيام بمسئولياتها تنفيذ اتفاق 12 تشرين الاول الماضي بين حركتي “فتح” و”حماس” بهذا الخصوص ومناقشة تعزيز وضعها.

وكان صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” وعضو وفدها إلى حوار القاهرة قد قال : اننا خرجنا باتفاق بلا معنى وبلا آليات تطبيق، وهذا بيان غامض وغير قابل للتطبيق في المدى المنظور.

وأضاف البردويل في تصريحات صحفية في أعقاب البيان الختامي للحوار الوطني في القاهرة، أن الضغوط الكبيرة حالت دون أن نصل لاتفاق، وواضح أن هناك تنكر لما تم التوافق عليه، وهروب ووصلنا لهذه النتيجة الباهتة التي لا تلبي طموحات شعبنا.

وكشف البردويل، أن ماجد فرج أبلغنا أن هناك ضغوطات أمريكية، ولا نستطيع أن نتقدم وإلا فقدنا الكثير من الأشياء، وقال هناك حملات أميركية ضدنا وتهديدات إسرائيلية بقطع أموال المقاصة، هذا كله كانت نتائجه ماثلة اليوم.

وتابع، أقول لشعبنا عملنا بكل ما لدينا من قوة من أجل أن نعود إليكم بنتائج عملية تحقق ما تصبون إليه من رفع للعقوبات، وفتح للمعابر، والتقدم في مجالات المصالحة، للأسف لم نستطيع أن نحقق ذلك، ولكن لم نقطع الطريق ولم نشأ أن نقطع الحبال.

ولاحقا، تراجع صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس عن تصريحاته التي انتقد فيها بشدة البيان الذي صدر عن اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة .

وقال البردويل في تسجيل فيديو “اعتذر عن تصريحاتي والحديث الانفعالي عن البيان كان يعبر عن بيان اولي وليس بيان ختامي،  وكان حديث عاطفي بعيدا عن اللغة الديبلوماسية والسياسية”.

ومن جانبها قالت مصادر مطلعة على مجريات هذه الحوارات، أن حركة فتح تصرّ على عدم رفع العقوبات عن قطاع غزة قبل “تمكين” حكومة السلطة الفلسطينية برئاسة د. رامي الحمدالله من تسلم زمام الأمور في قطاع غزة بالكامل.

ووفقا  لهذه المصادر العربية والفلسطينية فإن لقاءات المصالحة الفلسطينية التي تستضيفها القاهرة، تمخضت عن البدء في إعداد نص البيان الختامي للمحادثات، التي وصلت نهايتها دون أن يكون هناك أي اختراق في المفاوضات أو تقدم يذكر، في ظل تحصن كل من الفصائل الفلسطينية في مواقفها وإصرار فتح على عدم رفع العقوبات عن غزة.

وتشير هذه المصادر الى أن الجولة الأولى من المحادثات التي استمرت 11 ساعة متواصلة، بوساطة ضباط مخابرات مصريين، وصلت الى نهايتها ومن المتوقع ان تغادر بعثة حركة فتح القاهرة اليوم لتعود الى رام الله.

وبحسب ما يتضح الى الآن لا تزال هناك تباينات كبيرة في المواقف، بين حركتي فتح وحماس على وجه الخصوص، في بعض المواضيع، حيث تؤكد المصادر أنه حتى الآن تم التداول بخمس ملفات مركزية هي: إقامة حكومة وحدة وطنية، إجراء انتخابات عامة، منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها السياسي، المصالحة المجتمعية، والشؤون الأمنية شتىف ي قطاع غزة إنا كان السيطرة على المعابر ومسألة السلاح وغيرها.

وكان مسؤولون من 13 فصيلا فلسطينيا رئيسيا قد وصلوا يوم الاثنين الماضي الى العاصمة المصرية للمشاركة في هذه المحادثات، حيث ضم وفد حماس الذي يرأسه صالح العاروري نائب رئيس الحركة كل من، يحيى السنوار نائب رئيس حماس في قطاع غزة ونائبه خليل الحية وصلاح البردويل من غزة وحسام بدران عضو المكتب السياسي.

اما وفد حركة فتح الذي يرأسه عزام الاحمد، فيضم روحي فتوح وحسين الشيخ ومدير المخابرات العامة ماجد فرج الذين غادروا من الضفة الغربية عبر جسر الاردن.

اما لجان المقاومة في فلسطين فقد اكدت أن البيان الختامي لجلسات الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة جاء مخيبا لآمال الشعب الفلسطيني في الداخل والمنافي، مؤكدة أنه ويعكس حالة من التفرد والإقصاء لا تستقيم مع شعارات الوحدة أو إدعاءات الحرص على المصالحة الفلسطينية.

وأوضحت لجان المقاومة في بيان صحفي، بأنها ترفض ما جاء في البيان الختامي والذي يحصر المشروع الوطني الفلسطيني في دولة على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، وهو ما يشكل الإعتراف الضمني بالكيان الصهيوني والقبول بصفقات التسوية التي تستهدف القضية الفلسطينية.

وجددت اللجان تمسكها بفلسطين كاملة دون تفريط أو تجزئة في مواجهة محاولات إستلاب الوطن وتضييع معالمه في دويلة الوهم والخديعة.

واعتبرت أن رفض رفع العقوبات عن قطاع غزة يشكل طعنة في ظهر أهالي القطاع الصامدين، مضيفة” جريمة العقوبات يجب أن تتوقف فوراً مع تحريم استخدامها في مواضيع الخلافات والتجاذبات السياسية الداخلية، وأن الإستمرار بهذه العقوبات تشكل وصمة عار بحق من يفرضها على أهلنا ويلوح فيها ضدهم”.

وشكرت لجان المقاومة القيادة المصرية وخاصة جهاز المخابرات المصرية على محاولاته تعزيز الوحدة ولملمة الصف الفلسطيني، داعياً القيادة المصرية إلى ضرورة تخفيف معاناة أهالي القطاع بفتح معبر رفح بشكل دائم حيث هناك آلاف الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى السفر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى