ممثلون مصريون استبقوا موتهم الحقيقي بموت مشابه على الشاشة

من الصعب تخيل تجسيد ممثل لدور ما في فيلم سينمائي، ثم يتحقق هذا المشهد فعلياً على أرض الواقع.

عدة مفاجآت حدثت لعدد من الفنانين المصريين الذين تشابهت طريقة مفارقتهم للحياة مع مشاهد جسدوها في أفلامهم.

مؤكد ان هذا الأمر غير مرتب، ولكن لأنّ السينما عودتنا دائمًا أن نطلق العنان لخيالن، فتخيلت كأنّ قلم بعض المؤلفين أطلق خياله ليوافق القدر، ووافقت نهايته ما كتبه الله على الفنانين المصريين في الأفلام.

حادثة سعاد حسني

كانت سعاد حسني تقود سيارتها، في أحد الأفلام، وهي في منتهى الحزن، وفجأةً وجدت جمعاً من الناس يلتف حول إحدى العمارات السكنية، حيث كانت هناك خادمة تكاد أن تسقط من إحد الأدوار العليا، فتخيلت سعاد نفسها مكان تلك الخادمة وتواجه نفس المصير، بحسب موقع «أراجيك».

وبالفعل حدث مع سعاد حسني ما تحقق في هذا المشهد من فيلم «موعد على العشاء»، فسقطت من إحدى العمارات السكنية في لندن، وكان هذا الحدث بمثابة صدمة كبرى لكل عشاق الراحلة التي كانت دائمًا كالفراشة، ولم يتخيل أحد أنّ تلك الفراشة الجميلة ستواجه ذلك المصير المؤلم.

ورغم أن كل المؤشرات تقول بأنّها لم تنتحر؛ لأنّها كانت تريد أن تعود مرة أخرى الى مصر، الا ان هذا الأمر لم يتحقق .. وبقي السؤال حائراً.. من قتلها؟

جدير بالذكر ان كل من أحمد زكي، وحسين فهمي قد شاركا بطولة الفيلم مع سعاد حسني، و«موعد على العشاء» الذي هو من تأليف وإخراج الراحل محمد خان.

أحمد زكي وعبدالحليم حافظ

“ميهمنيش (لا يهمني) أموت دلوقتي (الآن) ميهمنيش أموت بعد 100 سنة أنا يهمني لما أموت أفضل محافظ على مكانتي (إبداعي الفني)”..  بهذه الكلمات اختتم أحمد زكي حياته الفنية في نهاية فيلم «حليم»، وكأنّه يختم حياته الفعلية، فقد تشابهت نهاية حياة أحمد زكي مع حياة عبدالحليم حتى في الختام.

وبرغم اختلاف نوعية المرض بينهما، لكن طريقة الموت كانت واحدةً، حيث جلس كل منهما يستقبل ملك الموت على فراشه، ثم أُسدل الستار على حياتيهما.

عبدالحليم حافظ لم يكن شخصيةً عابرةً في حياة احمد زكي، فمن الواضح أنّه منذ بداية دراسته في معهد الفنون المسرحية، وهو يعرف تفاصيل شخصية عبد الحليم جيدًا لدرجة قدرته على تقمصه، وهو يغني بشكل آثار إعجاب زملائه خاصةً الفنانة عفاف شعيب التي كانت صديقته المقربة في المعهد، وهذا ما جعل زكي يُجسد سيرة عبد الحليم الذاتية في الفيلم الذي كانت شعيب ترى أنّ نهاية زكي ستكون من خلال نهاية «حليم»، فعندما أبلغها «زكي» ذات مرة بأنّه يريد أن يجسد شخصية عبدالحليم، قالت بصوت مليء بالحزن والخوف «أنا حاسة إن ديه نهايتك»، وذلك على حسب ما ذكرت خلال الحلقة التي تناولت حياة زكي من برنامج «حكاية وطن» على إحدى الفضائيات.

وقد صدق حدس عفاف شعيب وبالفعل لم يكن عبدالحليم مجرد فيلم قام به زكي، بل كان نهايته التي أحزنت كثيرين.

محمود المليجي والدنيا

أخذ الممثل الراحل محمود المليجي فنجان قهوته وبدأ يقول: «يا أخي الحياة ديه (هذه) غريبة جدًا الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام» ثم استغرق في نومه للأبد.. فقد توفاه الله.

كان هذا حوار لـ«المليجي» مع الممثل الراحل عمر الشريف في كواليس فيلم «أيوب»، وهذا الحوار الذي كان يدور حول الحياة والموت كان من المفترض أن يقوم المليجي بتصويره داخل الفيلم، ولكنه فارق الحياة.

ويصف مخرج الفيلم هاني لاشين هذا الأمر الذي أفزع جميع من في الأستديو بأنّ «المليجي» قد «مات» وهو يؤدي مشهد الموت، هذا الفيلم هو من تأليف الأديب نجيب محفوظ.

ويعتبر المليجي من النجوم المتميزين بتجسيد أدوار الشر، ولكن بجانب ذلك جسد شخصية الفلاح الطيب في فيلم «الأرض»، ولا أحد ينسى جملته الشهيرة في هذا الفيلم «عشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة (في تعبير عن النجاح في التصدي للظلمة)»، وقال العارفون بشخصية المليجي ومنهم الناقد محمود قاسم بأنه كان من أرق الناس وأطيبهم قلبًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى