اليوم تحل الذكرى الاربعون لزيارة السادات المشؤومة للقدس المحتلة
في مثل هذا اليوم 19 تشرين الثاني 1977، هبطت طائرة الرئيس المصري الخائن، أنور السادات، في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، في لحظة مأساوية طوت صفحة الحروب بين مصر وإسرائيل. ومن ثم قام بزيارة الكنيست الإسرائيلي وخاطب نوابه مداعياً أن السلام في الشرق الأوسط ممكن، لكنه بحاجة إلى زعماء اقوياء.
وكان السادات قد فجّر في 9 تشرين الثاني 1977، قنبلة دبلوماسية حين كان يخطب أمام أعضاء مجلس الشعب المصري: ”ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم”. وبالفعل، دُهشت إسرائيل والعالم كلّه من استعداد الرئيس المصري للذهاب إلى إسرائيل. بين الذين أصيبوا بالذهول، كان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، الذي كان يجلس في القاعة وقت الخطاب، واستصعب تصديق ما سمعته أذناه.
ولم تتأخر الدعوة الرسمية من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية حينذاك، مناحم بيجن. وفي الـ-19 من تشرين الثاني، هبطت طائرة السادات في إسرائيل، حيث قال : “قد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن، لكي نبني حياة جديدة، لكي نُقِيم السلام”.
وقال السادات ايضا حين وقف أمام أعضاء الكنيست : “قد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع، حاولتم أن تبنُوه على مدى ربع قرن من الزمان. ولكنه تحطم في عام 1973”. يُفترَض أنّ الإسرائيليين لم يستحسنوا سماع هذه الأقوال، إذ كانوا لا يزالون يعانون من مخلّفات الحرب.
واعلن السادات إنه يعترف بوجود دولة إسرائيل كواقع، ولذلك فهو مستعدّ لعقد تسوية معها، قائلا : “لقد أعلنت أكثر من مرة، أن إسرائيل أصبحت حقيقة واقعة، اعترف بها العالم، وحملت القوَّتان العُظميان مسؤولية أمنها وحماية وجودها. ولما كنّا نريد السلام، فعلاً وحقًّا، فإننا نرحب بأن تعيشوا بيننا، في أمن وسلام، فعلاً وحقًّا”.