كيري يكشف استعداد الاردن لاستضافة قوات اسرائيلية لحل القضية الفلسطينية

ألقى وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري اللوم في المساس في احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام على مقاومة الحكومة الإسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية، محذرا في الوقت نفسه من أن إسرائيل قد تواجه انتفاضة فلسطينية عنيفة في حال لم يتم تحقيق تقدم في محادثات السلام.

وفي تسجيلات نشرتها القناة العاشرة الاسرائيلية امس الثلاثاء، بالإمكان سماع كبير الدبلوماسيين الأمريكيين السابق يشيد بالتزام السلطة الفلسطينية باللاعنف بعد موجة من الهجمات التي بدأت في خريف عام 2015، والذي تجاهله الإسرائيليون كما قال بسبب التشكيلة اليمينية للحكومة الحالية.

وسُمع كيري وهو يقول في التسجيل الصوتي إن “الفلسطينيين قاموا بعمل إستثنائي في البقاء ملتزمين باللاعنف. وفي الواقع عندما وقعت انتفاضة [السكاكين] حافظوا على اللاعنف في الضفة الغربية”.

وأضاف “هذا ما يغفله [المواطنون] الإسرائيليون لأن هذا ليس موضوعا للنقاش. لماذا؟ لأن غالبية الوزراء حاليا في الحكومة الحالية أعلنوا رفضهم التام للدولة الفلسطينية”.

وذكرت القناة العاشرة أنه تم تسجيل هذه التصريحات في مؤتمر عُقد في دبي في العام الماضي حضره قادة من الشرق الأوسط ورئيس “القائمة (العربية) المشتركة” في إسرائيل عضو الكنيست أيمن عودة. القناة العاشرة أفادت أيضا أن زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ (المعسكر الصهيوني) ألقى كلمة في المؤتمر عبر الفيديو.

ولم يتضح ما إذا كان كيري على علم بأنه يجري تسجيله أو ما إذا كانت المقاطع التي تم نشرها هي تصريحاته الكاملة.

وحذر كيري في التسجيل من أن الإحباط في صفوف الفلسطينيين قد ينفجر ويتحول إلى عنف وأن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر.

وقال “اذا رايتم 40,000 شاب يسيرون نحو الجدار في كل يوم مع لافتات تقول’أعطونا حقوقنا’، فلا تستغربوا ذلك، لانني لا أعتقد أن اسرائيل ستكون في مأمن إلى الأبد من حركات الحقوق المدنية التي اجتاحت بلدانا أخرى في العالم”.

على الرغم من ذلك، راى كيري أن إسرائيل تتجاهل التهديد الذي يشكله الجمود الدبلوماسي، وقال إن “هذه ليست بقيادة”.

وأضاف “إذا لم يكن لديكم قادة يريدون السلام، إذا لم تتغير المعادلة، سأكون مندهشا إذا لم نر في غضون السنوات العشر القادمة ظهور قائد شاب فلسطيني سيقول أننا حاولنا اللاعنف في السنوات الثلاثين الأخيرة وانظروا، لم نحقق شيئا”.

مع انعدام آفاق السلام، قال كيري في التسجيل إن هرتسوغ قد يمثل أفضل أمل لإسرائيل في التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. وأشاد أيضا بعدد من القادة الإسرائيليين السابقين، وقال إنه يتعين اتباع أمثلتهم في مواصلة المفاوضات. تجدر الإشارة إلى أن هرتسوغ خسر منذ ذلك الحين قيادة حزبه لآفي غباي.

كما شرح كيري عددا من الخطوات التي تم اتخاذها لضمان أمن إسرائيل بعد إقامة الدولة الفلسطينية، والتي شملت كما قال موافقة ملك الأردن عبد الله على استضافة قوات إسرائيلية في مطار بالمملكة و”نشر الأسلحة مسبقا” في الضفة الغربية. وقال أيضا في التسجيل أنه كان سيكون لإسرائيل الحق في الرد على تهديدات في الضفة الغربية في غضون دقائق في حال فشل الفلسطينيون في منع هذه التهديدات.

ردا على هذه التسجيلات، قال مكتب رئيس الوزراء للقناة العاشرة إن نتنياهو سيواصل حماية أمن إسرائيل ومصالحها القومية، بغض النظر عن أي ضغوط من “جانب الذين حاولوا دفع إسرائيل إلى تقديم تنازلات خطيرة وفشلوا”.

وحمّل مكتب رئيس الوزراء أيضا الفلسطينيين مسؤولية الجمود في محادثات السلام ل”رفضهم الاعتراف بإسرائيل داخل أي حدود”.

وقال مكتب رئيس الوزراء “من المؤسف أن جون كيري لا يزال غير مدرك لذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى