قطر تتشفى بالانقسامات السعودية لانها تشغل ابن سلمان عنها

تسود قناعات في قطر بأن الحملة السعودية غير المسبوقة على الفساد فرصة يمكن استثمارها في تأجيج مشاعر معادية للحكم السعودي، بهدف إغراق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تشابكات داخلية تصرف نظره عن متابعة ملف المقاطعة لقطر وتعزيزه.

وعكست تقارير نشرتها صحف ووسائل إعلام قطرية عقلية الحكم في الدوحة، التي وجهت اتهامات لاذعة للأمير محمد بن سلمان واتخذت هذه التقارير أحيانا لهجة تحريضية لحث أمراء ورجال أعمال نافذين ومرتبطين بالمحتجزين على إبداء مقاومة.

كما ادعت تقارير أخرى بمشاركة الولايات المتحدة للملك سلمان بن عبدالعزيز فيما اسمته “انقلابا” في السعودية.

وتطمح قطر، عبر هذه اللغة التحريضية، إلى إحداث انقسامات كبرى في الأسرة الحاكمة وبين صفوف المجتمع السعودي، بهدف إغراق الحكم في مشكلات أخرى تبعد قطر مؤقتا عن دائرة الضوء، وتخفف قليلا من الاتهامات الموجهة إليها بدعم الجماعات المتطرفة، وحماية الإخوان المسلمين والتدخل في شؤون دول المنطقة.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن قطر ترى في إجراءات السعودية منفذا للهرب من الحصار الخانق الذي تحيطها به دول المقاطعة الاربع، وهو ما حفز الصحف القطرية على الحديث عن تفاصيل علاقة المحتجزين بالعرش، إلى جانب صلات نسب وصفقات قديمة وقصص فساد في مشاريع كبرى، دون الاستناد إلى دليل تقدمه الجهات القضائية السعودية.

ومن قبيل الازدواجية والنفاق فقد سارعت قطر امس الاول الأحد إلى إدانة إطلاق ميليشيات الحوثي في اليمن صاروخا باليستيا كان يستهدف مطار الرياض. وحاولت مغازلة السعودية، بعد مرور أيام قليلة على اتهام الشيخ تميم بن حمد للسعودية ومعها مصر والإمارات والبحرين بـ”محاولة تغيير النظام” في قطر.

لكن قطر اليوم تحاول على ما يبدو اختبار الساحة عبر سياسة مزدوجة كالعادة. فرسميا تبدي استعدادا للوقوف خلف الإجراءات السعودية بشكل غير مباشر، لكن إعلاميا تحاول الصحف والقنوات الفضائية، المملوكة أو المدعومة من قبل الدوحة، تصوير محاربة الفساد في السعودية باعتبارها “تعبيد الطريق أمام الأمير محمد بن سلمان نحو السلطة”.

وهكذا تكرر قطر نفس سياستها الدائمة والقائمة على “الاصطياد في الماء العكر” بهدف الوصول في نهاية المطاف الى الانشغال وصرف الأنظار عنها ولو لوقت قليل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى