رحل المخرج الفلسطيني “جندية” قبل اكمال فيلمه “الوهم المتبدد”  

كان المخرج السينمائي الفلسطيني ماجد جندية يسابق الزمن من اجل أن يرى النور فيلمه السينمائي “الوهم المتبدد – فقدان الجندي شاليط” ؛ إلا انه توفي امس الأحد قبل أن يحقق حلمه.

ولد جندية في أيلول من عام 1967م في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أي بعد أتمام الجيش الإسرائيلي احتلال بقية الأراضي الفلسطينية في حزيران من هذا العام، وأتم دراسته الثانوية هناك، ثم انتقل لدراسة الإخراج السينمائي في جامعة “ايتاجو” في برلين الألمانية عام 1995، وعاد إلى قطاع غزة.

أشرف جندية خلال مسيرته السينمائية على إخراج العديد من الأفلام والمسلسلات وكتابة سيناريوهاتها؛ كان من أبرزها فيلم روائي حول حياة الشهيد عماد عقل، أحد أبرز قادة “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة “حماس”، والذي اغتالته القوات الإسرائيلية الخاصة في تشرين ثاني من عام 1993 في مدينة غزة، والذي تم عرض عام 2009.

وبدأ جندية نهاية عام 2013 بتصوير المشهد الأول من فيلمه السينمائي الجديد الذي كتب السيناريو الخاص به بعنوان: “الوهم المتبدد – فقدان الجندي شاليط” مدته 90 دقيقة، حيث يسلط الضوء فيه على العملية الفدائية لخطف الجندي شاليط  والتي تحمل نفس الاسم “الوهم المتبدد” والاحتفاظ به لمدة 5 سنوات في قطاع غزة وتحرير الأسرى عام 2011، وكذلك على وضع الأسرى في سجون الاحتلال.

ويشارك في الفيلم 40 ممثلا فلسطينيا بينهم 12 ممثلة من غزة، ويسلط  الضوء على ألوان التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وعلى أهمية أسر الجنود من أجل تحريرهم بعدما عجزت مفاوضات التسوية في ذلك.

واعتبر أنور البرعاوي وكيل وزارة الثقافة في غزة رحيل جندية بانه “يمثل خسارة كبيرة للفن الفلسطيني “.

واضاف البرعاوي يقول : “ان المخرج جندية يعتبر واحدا من أبرز المخرجين السينمائيين في قطاع غزة، وساهم بشكل واضح من خلال أعماله الفنية الإبداعية في تعزيز ثقافة المقاومة، وإظهار معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني الويلات بسبب الاحتلال وسياساته الإجرامية”.

ومن جهته اعتبر عاطف عسقول مدير الفنون في وزارة الثقافة أن الوزارة قدمت لجندية الكثير من الخدمات من أجل تسهيل مهام العمل في فيلم “الوهم المتبدد”.

وقال عسقول : إنه “في ظل الصعوبات المالية التي واجهت جندية في إنتاج الفيلم فإنه تعاون مع وزارة الثقافة من أجل أن تفتح له أفاق في التعاون مع بعض المؤسسات الرسمية وشركة إنتاج فني وقدمت له الكثير من التسهيلات والخدمات في هذا الأمر”.

وأوضح أن وزارة الثقافة ستقوم بتشكيل لجنة مختصة كي تفحص إلى أين وصل العمل في الفيلم من أجل إنتاجه بشكل نهائي كي يرى النور “إكراما لروح جندية لأنه لطالما حلم بان يرى هذا الفيلم النور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى