اين البغدادي .. هل قتل ام مختبئ في صحراء دير الزور ؟
نشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الهزائم المتتالية التي تكبدتها جماعة “داعش” الوهابية، في ظل تواصل غياب زعيمه المعروف بـ “أبي بكر البغدادي”.
ويطرح هذا الوضع عدة تساؤلات حول المكان الذي يمكن أن يختبئ فيه هذا الشخص، حيث يرجح المحللون أن يكون في المنطقة الغربية من صحراء دير الزور، في سوريا.
وقالت الصحيفة، إن جماعة “داعش” الوهابية منذ صعودها القوي والمفاجئ في صيف سنة 2014، ظلت تتكبد الهزائم الواحدة تلو الأخرى.
وفي غضون حوالي ثلاثة أشهر، خسرت هذه الجماعة الارهابية اثنين من أكبر معاقلها، وهما الموصل في العراق والرقة في سوريا. وهذا يدل على أنها بدأت تنهار مثل أحجار الدومينو، حيث خسرت مواقعها بشكل متتال خاصة على ضفة نهر الفرات. ويظل السؤال المطروح حول الوجهة التي هرب نحوها زعيمها.
وأوردت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت بتاريخ 17 حزيران الماضي أنها تحقق في تفاصيل إحدى الغارات التي شنتها قواتها الجوية على مدينة الرقة. ومن المرجح أن هذه العملية قد أدت لتصفية البغدادي، ولكن وزارة الدفاع الروسية لم تؤكد بعد خبر موت زعيم هذه الجماعة الارهابية.
وأضافت الصحيفة أن “المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي تعتمد عليه وسائل الإعلام الدولية كثيرا للحصول على معلومات موثوقة، قد أعلن بدوره مقتل البغدادي في 11 تموز الماضي. ولكن، فند تسجيل بصوت أبي بكر البغدادي تم نشره على شبكة الإنترنت بتاريخ 29 أيلول، كل هذه الروايات والتخمينات. كما ينطبق الأمر نفسه على مصير العشرات من الأخبار والتقارير الخاطئة التي ادعت سابقا أن البغدادي أصيب، أو يرقد في حالة غيبوبة أو فارق الحياة”.
واعتبرت الصحيفة أن “هذه التطورات عمقت من الغموض المحيط بهذا الشخص، والهالة التي حولته لأسطورة. وعلى عكس زعماء التنظيمات المسلحة الآخرين مثل أسامة بن لادن، لم يظهر أبو بكر البغدادي كثيرا في مقاطع الفيديو أو التسجيلات الصوتية، على الرغم من كثافة المواد الدعائية التي ينشرها تنظيم داعش باستمرار”.
وقالت الصحيفة إن “كيان تنظيم داعش الدولة بات الآن (خلافة دون خليفة)، ولعل هذا ما جعل الكثيرين يتساءلون عن مصير البغدادي”. وتضيف “في الواقع، يعتقد عمر أبو ليلى، الخبير العسكري السوري من مدينة دير الزور، أن البغدادي وبقية القيادات الأخرى يختبئون في الصحراء الغربية في دير الزور، ولكن لا أحد يعرف بالضبط مكانهم”.
وأضاف أبو ليلى أن “ما يدعم هذه الفرضية، حقيقة أنه لم يعد بإمكان قادة التنظيم الذهاب نحو العراق الذي تسيطر عليه القوات الحكومية، خلافا للصحراء الشاسعة في شرق سوريا، التي تمتد على محافظتي دير الزور وحمص وتصل إلى مناطق أخرى مثل حدود الأردن، وبالتالي تسهل فيها التحركات السرية”.
ونقلت الصحيفة قولا رجح فيه عمر أبو ليلى أن “البغدادي فقد نفوذه وقدرته على التواصل مع مقاتلي التنظيم، بعد خسارة العديد من القيادات الوسطى، وبالتالي لم يعد من الممكن الاعتماد عليه للمحافظة على قوة داعش وتواصل عملياته”.