في مئوية وعد بلفور المشؤوم تحضر مقولة جمال عبدالناصر : “لقد اعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق”
100 عام على “وعد بلفور” المشؤوم.. “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”.. 100 عام على تسليم بريطانيا فلسطين لعصابات الصهاينة التي اغتصبت الأرض، وارتكبت بحق أهلها أشنع المجازر في مخالفة صارخة للقوانين والأعراف الدولية، بغطاء من “صاحب الوعد” “آرثر جيمس بلفور”، وكل الحكومات البريطانية المتعاقبة التي غضت الطرف عن حماقات كيان الاحتلال قرناً كاملاً!!
ومن هنا، فانه مما يهم مؤسسة القدس الدولية أن تؤكد على الآتي..
أولاً: إن فلسطين حقٌّ حصريّ للأمة العربية والإسلامية وكل الإجراءات والوعود التي تنتقص من هذا الحق باطلة بموازين التاريخ والقانون الدولي، وفي هذا السياق نؤكد أن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة فلسطين هي مسؤولية كل الأمة التي زُرع الكيان الصهيوني في جسدها؛ لتفتيتها خدمةً لمشاريع الدول الاستعمارية الكبرى.
ثانياً: تتحمل بريطانيا المسؤولية الكاملة لاحتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية، وهي المسؤولة عن نكبة الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه وأرضه ومقدساته من قبل الاحتلال الإسرائيلي؛ لأن فترة “الانتداب” البريطاني جاءت لتمهيد الطريق للعصابات الصهيونية لاحتلال فلسطين وطرد جزء كبير من الشعب الفلسطيني وسرقة أرضه وحقوقه وممتلكاته.
ثالثاً: نطالب بريطانيا بوصفها الدولة التي سلّمت فلسطينَ للعصابات الصهيونية ومعها الدول الغربية التي رعت ودعمت هذا الكيان الصهيوني بعد تأسيسه، بتصحيح الخطأ التاريخي الذي نجم عنه تشريد الشعب الفلسطيني وسلب أرضه وممتلكاته وانتهاك حقوقه.
رابعاً: نطالب المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام بكشف السجل الإجرامي للاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية خلال فترة “الانتداب”؛ لتظهر الحقائق التي غُيبت على مدار العقود الماضية، وليرى العالم أن الكيان الصهيوني أُقيم على أشلاء الفلسطينيين الأبرياء وأنقاض ممتلكاتهم، وأن كل ما نراه اليوم من معاناة مستمرة للشعب الفلسطيني هي امتداد لجريمة احتلال فلسطين بتواطؤ بريطاني ودولي وإجرام صهيوني.
خامساً: نثمّن تضحيات الشعب الفلسطيني ونضاله منذ الاحتلال البريطاني حتى يومنا هذا، والتي أكدت أن المقاومة حق مشروع متأصل بالشعب الفلسطيني الذي يأبى الظلم والاحتلال وانتهاك العرض والأرض، ونحثّ الشعب الفلسطيني على استمرار نضاله المشرف حتى استعادة كامل حقوقه.
سادساً: ندعو الجماهير الفلسطينية والإسلامية وأحرار العالم إلى حراك إعلامي وشعبي وقانوني في الذكرى المئوية لـ”وعد بلفور”؛ لتجريم بريطانيا والدول التي تدعم الكيان الغاصب، وإبراز الآثار الكارثية التي نتجت عن اغتصاب فلسطين وحقوق شعبها، وندعوهم إلى مساندة مستمرة لقضية فلسطين العادلة، ودعم الشعب الفلسطيني لتعزيز صموده، وتكثيف الجهود لمقاطعة الاحتلال وعزله ومحاكمته وكشف جرائمه.
سابعاً: تتحمّل الحكومات العربية والإسلامية مسؤولية تاريخية أمام الاستهداف الذي طال القضية الفلسطينية منذ “وعد بلفور” حتى يومنا هذا؛ بسبب ضعف الموقف العربي والإسلامي الرسمي، وندعوها إلى مراجعة شاملة لسياستها واستراتيجياتها السياسية والتراجع عن أي خطوة تؤدي إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والانسجام مع تطلعات شعوبها المتمسكة بفلسطين وفي القلب منها القدس عاصمة العرب والمسلمين.