عملية ارهابية في قلب نيويورك تعيد تذكيرها بكابوس 11 سبتمبر وتجندل ثمانية اشخاص وتصيب 11 آخرين بجراح

أعلن الرئيس دونالد ترامب مساء امس الثلاثاء أنه أمر بتشديد إجراءات التدقيق في هويات الوافدين إلى الولايات المتحدة، بعد الاعتداء الإرهابي الذي أوقع ثمانية قتلى و11 جريحا في مانهاتن بنيويورك حين دهس سائق شاحنة صغيرة حشدا من المارة وسائقي الدراجات الهوائية.

وقال ترامب في تغريدة “أمرت للتو وزارة الأمن الداخلي بتعزيز برنامج إجراءات التدقيق الصارمة أصلا”، دون أن يوضح أي برنامج يقصده بكلامه.

وأضاف أن “اللياقة السياسية لا بأس بها ولكنها لا تتناسب مع هذا الوضع!”.

وكان ترامب قد شدد في تغريدة سابقة على وجوب منع عناصر تنظيم داعش من “العودة أو الدخول” إلى الولايات المتحدة “بعدما دحروا من الشرق الأوسط وأماكن أخرى”.

وفي السياق نفسه، أصدر ترامب بيانا وصف فيه الاعتداء بأنه “إرهابي”، مؤكدا أن الإدارة الأميركية “ستقدم دعمها الكامل لقسم الشرطة في مدينة نيويورك، بما يتضمن تحقيقا مشتركا يجري مع مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)”.

وكان ثمانية أشخاص قد لقوا مصرعهم فيما اصيب 11 آخرون بجروح في جنوب مانهاتن بنيويورك امس الثلاثاء جراء عمل ارهابي نفّذه سائق شاحنة صغيرة دهس حشدا من المارة وسائقي الدراجات الهوائية، وصدم حافلة مدرسية، قبل ان تطلق الشرطة النار عليه وتعتقله.

وتعتبر هذه هي المرة الاولى منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي يسقط فيها قتلى وجرحى في هجوم ارهابي بمدينة نيويورك.

ولدى خروجه من الشاحنة الصغيرة التي تبيّن انها مستأجرة صاح منفذ الهجوم “الله أكبر” وبحسب وسائل اعلام عديدة بينها نيويورك بوست وديلي نيوز، إلا ان هذه المعلومة لم يؤكدها اي مسؤول او مصدر رسمي.

وقالت مصادر أمريكية ان منفذ العملية هو شاب يبلغ من العمر 29 عاما وكان يسكن في ولاية فلوريدا منذ عام 2010 وهو مسلم مهاجر من اوزباكستان ويدعى سيف الله سايبوف.

وقال رئيس بلدية المدينة بيل دي بلاسيو، خلال مؤتمر صحافي عقده في موقع الهجوم في جنوب غرب مانهاتن وشارك فيه كل من حاكم الولاية اندرو كومو وقائد الشرطة جيمس اونيل : “استنادا الى المعلومات الفورية المتوفرة، فان هذا عمل ارهابي”.

واضاف رئيس البلدية الديموقراطي “هذا يوم عصيب جدا على نيويورك”، مطالبا سكان المدينة بتوخي اليقظة اكثر من العادة والإبلاغ عن اي امر مريب.

من جهته وصف الرئيس دونالد ترامب منفّذ الهجوم بأنه “شخص مختل ومريض جدا”.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر انه “في مدينة نيويورك يبدو ان هناك هجوما آخر نفذه شخص مختل ومريض جدا. قوات الأمن تتابع هذا الامر عن كثب “.

ولاحقا ربط ترامب بين هجوم نيويورك وتنظيم داعش مع ان الهجوم لم تتبنه في الحال اي جهة كما لم تنسبه السلطات الى اي تنظيم.

هذا الهجوم وقع بعيد الساعة 15,00 (19,00 ت غ) على جادة هيوستن ستريت الرئيسية التي كانت مكتظة في هذا اليوم المشمس بمتنزهين ومتسوّقين كانوا يستعدون لقضاء عيد الهالوين.

وقد خرج منفذ الهجوم من الشاحنة الصغيرة شاهرا مسدسا وبندقية تبيّن لاحقا انهما وهميان، فاطلق عليه عناصر الشرطة النار واعتقلوه، فيما تبين ان الشاحنة مستأجرة من شركة “هوم ديبو” لتأجير السيارات، كما اعلنت الاخيرة.

وقد بدأ المنفذ هجومه بأن اجتاح اولا الطريق المخصصة لسير الدراجات الهوائية، فسار على هذه الطريق لمسافة كيلومتر واحد تقريبا مطيحا بالدراجين الذين كانوا يسلكونها وبعدد من المارة، قبل ان يصطدم بحافلة مدرسية ويضطر للتوقف، كما اعلن قائد الشرطة في مؤتمره الصحافي.

واضاف انه بعد توقف شاحنته خرج السائق شاهرا مسدسا يعمل بالضغط الهوائي وبندقية كرات الطلاء، فاطلق عناصر الشرطة النار عليه واعتقلوه وحينها تبين لهم انه اصيب بالرصاص في بطنه. واوضح قائد الشرطة ان المهاجم نقل الى المستشفى حيث يتعالج حاليا، من دون ان يوضح مدى خطورة اصابته.

من جهته قال جهاز الاطفاء في نيويورك ان حصيلة الهجوم بلغت ثمانية قتلى و11 جريحا، مشيرا الى ان الاصابات “بالغة” لكنها لا تهدد حياة اي من الجرحى.

ويعود آخر هجوم مماثل في نيويورك الى 22 أيار حين دهس عسكري سابق حشدا من المارة على رصيف في ميدان تايمز سكوير مما اسفر عن مقتل شابة واصابة 22 شخصا بجروح. ولاحقا بيّنت التحقيقات ان العسكري السابق منفذ الهجوم يعاني من اضطرابات عقلية.

وميدان تايمز سكوير معلم سياحي اول في نيويورك كان هدفا لهجوم احبط في 2010 ويخضع لمراقبة امنية مشددة منذ اعتداءات 11 ايلول 2001.

هذا وقد اعلنت وزارة الخارجية الارجنتينية في بيان ان خمسة قتلى من ضحايا الهجوم “هم من مدينة روزاريو الارجنتينية وهم مجموعة اصدقاء كانوا يحتفلون بالذكرى الثلاثين لانتهاء دراستهم في مدرسة البوليتكنيك” في روزاريو، المدينة الواقعة على بعد 300 كلم شمال العاصمة بوينوس ايرس.

واضافت ان ارجنتينيا سادسا كان من ضمن مجموعة الاصدقاء هذه اصيب بجروح في الاعتداء.

وفي بيانها اعربت الخارجية الارجنتينية عن “عميق حزنها” لمقتل الرعايا الخمسة، مؤكدة انها “تعمل على مساعدة اقارب الضحايا واصدقائهم”.

واضاف البيان ان “الارجنتين تجدد ادانتها بأشد العبارات الاعمال الارهابية والعنف بكل اشكاله، وتؤكد مجددا على ضرورة تعزيز مكافحة هذه الآفة”.

وكانت بروكسل قد اعلنت مقتل امرأة بلجيكية واصابة ثلاثة بلجيكيين آخرين في هذا الهجوم الارهابي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى