غضبة شعبية عارمة في غزة جراء قيام طيران العدو بتدمير نفق حدودي وقتل سبعة فدائيين من حركتي الجهاد وحماس
شيّع آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، ظهر اليوم الثلاثاء، جثامين الشهداء الذين ارتقوا إثر استهداف قصفٍ صهيوني غادر، أثناء عملية الإعداد والتجهيز في أحد الأنفاق شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
وخيم الحزن على وجوه الجماهير الغفيرة التي جاءت لتشييع جثامين الشهداء بعد ما غرقوا في باطن الارض جراء انهيار نفق شرق محافظة خانيونس.
وعلت أصوات المشاركين في مسيرة التشييع التي تؤكد التفافهم حول المقاومة، ومواصلة طريق الجهاد في سبيل حتى تحرير كامل فلسطين من دنس الاحتلال الاسرائيلي.
ومن جانبه أكد اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اليوم الثلاثاء، ان الاحتلال الإسرائيلي واهم ان كان يعتقد انه بالمجزرة التي اقترفها في نفق خانيونس قادر على فرض قواعد اللعبة وخلق الأوراق وتبديل الأولويات.
وقال هنية خلال الكلمة التي ألقاها في صلاة الجنازة بالجامع الكبير في البريج “يدنا أعلى وسيفنا بتار” وسلاح المقاومة شرفنا ومن يقترب من سلاح المقاومة فهو خائن للوطن وللشعب والأمة .
ووجه هنية كلمته للأخوة في حركة الجهاد” اذا ضربنا ارتفعنا واذا ضُربنا ارتفعنا فلا تهنوا ولا تحزنوا , فرجال المقاومة كانوا يُصيبون انفاقهم صوب القدس ويعرفون ما يصنعون ولماذا يرابطون , فهي ليست من اجل مناصب الدنيا بل من اجل شرف هذه الامة لتحرير الاسرى والمسرى.
وتابع : “شاءت الاقدار في الذكرى الـ22 لإغتيال قائدهم الدكتور فتحي الشقاقي ان يرتقوا وفاءً لرسالته بتحرير الأرض ليكونوا نفقا ينير الضوء نحو ارض فلسطين.
وشدد هنية على ان سلاح المقاومة خط احمر والمقاومة وسلاحها غير مسموح الاقتراب منه, معتبراً ان الرد على المجزرة ان نمضي قدماً بالوحدة الوطنية لأن العدو يعلم ان قوتنا في وحدتنا ولا يمكن لأي شعب ان يكون تحت الاحتلال الا ان يكون موحداً على أسس واستراتيجيات واضحة لا تمس بالثوابت.
وأكد هنية على ضرورة الإسراع في تطبيق خطوات المصالحة والرد على الجريمة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال , منتقداً السلطة في عودتها للتنسيق الأمني في ظل المجازر .
اما نافذ عزام ، عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فقال : “إن حركة الجهاد الإسلامي كانت حاضرة دومًا في ميادين الشهادة والجهاد، وهي رأس الحربة في مشروع المقاومة على هذه الأرض”.
وأوضح الشيخ عزام في كلمةٍ له أثناء تشييع جثامين الشهداء “أن مشروع الجهاد والمقاومة هو المشروع الوحيد الكفيل برد الحقوق لأصحابها والرد على جرائم الاحتلال (..) لقد فقدت الجهاد الإسلامي ثلة طاهرة من أبنائها الأطهار بالتزامن مع ذكرى استشهاد المؤسس فتحي الشقاقي، وهذا ثمن ندفعه مع اخوتنا في كتائب القسام على طريق استرداد حقوقنا”.
وأضاف: ما جرى أمس الإثنين من جريمة إسرائيلية نكراء تأكيد على ما يجري منذ 100 عاماً، ودليل جديد على تمسك شعبنا بحقوقه، وأنه منزرع في ارضه ويدافع عن كرامته وكرامة الامة.
وتابع: إن اللوحة التي جسدتها كتائب القسام وسرايا القدس في نفق خانيونس يطبقون قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ.
وشدد عزام على أن دماء الشهداء الأطهار في نفق خانيونس ترسل رسالة إلى أصحاب “صفقة القرن” أن تلك الصفقة وهم كبير، وهي رسالة إلى كل من يفكر في الاقتراب من سلاح المقاومة.
وكان سبعة مقاومين قد استشهدوا بينهم قائد لواء المنطقة الوسطى في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بينهم اثنان من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وأصيب 11 آخرين بجراح مختلفة، جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لنفق للسرايا شرق دير البلح وسط قطاع غزة بخمسة صواريخ.
فقد اجرى رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل وعضو المكتب السياسي لحماس الدكتور موسى أبو مرزوق اتصالاً هاتفياً بالدكتور رمضان شلّح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، للتضامن مع الحركة في مواجهة الاستهداف الصهيوني لمجاهدي سرايا القدس وقادتها الأبطال.
وأكد مشعل وأبو مرزوق للأمين العام على وحدة الدم والشهادة التي تجسدت بشهداء سرايا القدس وكتائب القسام ، وأنه دليل على وحدة الطريق والهدف.
كما بحث القادة الثلاثة تداعيات وانعكاسات العدوان الصهيوني على الساحة الفلسطينية وخيارات المقاومة في الرد على هذا العدوان.
كما أجرت القيادة المصرية، حتى فجر الثلاثاء، اتصالات مع الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال لعدم اندلاع مواجهة جديدة في قطاع غزة اثر استهداف قوات الاحتلال نفقًا للمقاومة على حدود قطاع غزة.
وأكدت مصادر مصرية أن القيادة المصرية واصلت طوال الليلة الماضية الاتصال مع كافة الفصائل الفلسطينية وطالبتها بضبط النفس وعدم الانجرار لمعركة تخطط لها دولة الاحتلال من أجل تخريب جهود المصالحة الوطنية.
وأكد انه تم كذلك التواصل مع دولة الاحتلال؛ حيث طالبت القاهرة تل أبيب بعدم التصعيد ضد قطاع غزة.
وكان الاتصال الهاتفي الذي جرى الليلة الماضية بين هنية و الدكتور شلّح قد تطرق إلى الاتصالات التي تلقتها الحركتين دون تحديدها.
ومن جانبه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن تفجير نفق للمقاومة الفلسطينية على الحدود الشرقية الجنوبية لقطاع غزة.
وادعى الاحتلال في بيانه، بأن التفجير تم في منطقة الجدار الأمني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بإشراف القيادة الجنوبية العسكرية للجيش.
كما ادانت الفصائل الفلسطينية كافة، الجريمة الصهيونية البشعة التي ارتكبتها بحق كوكبة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في قصف لنفق للمقاومة على الحدود شرق خانيونس، مؤكدة على حق المقاومة في الرد على الجريمة النكراء.
فحركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، أكدوا على أن كل الخيارات مفتوحة للرد على الجريمة البشعة.
وقالت الحركة في بيان لها إن هذه الانفاق هي جزء من سياسة الردع للدفاع عن الشعب الفلسطيني، والحركة لن تتهاون في الدفاع عن أرضنا وشعبنا.
وأضافت أن القصف الصهيوني الذي استهدف مجموعة من المجاهدين والمواطنين هو تصعيد خطير وعدوان إرهابي وانتهاك واضح ومحاولة جديدة لخلط الأوراق.
وأكدت أنها ستدرس كل الخيارات بما لا يفقدها خيار الرد على هذا العدوان، وأن على حكومة الإرهاب الصهيوني أن تدرك أنها لن تتهاون في الدفاع عن أبناء شعبنا وحمايتهم وأنها ستواصل العمل ليل نهار من أجل تعزيز قدراتنا للتصدي للعدوان والإرهاب الصهيوني.
فيما أكدت سرايا القدس الجناح العسكري للحركة في بيان عسكري، أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا؛ وأن جميع خيارات الرد ستكون أمامنا مفتوحة.
ومن جهتها، أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، محملة الاحتلال “الإسرائيلي” مسؤولية وتبعات هذا التصعيد العدواني.
وشددت الكتائب في بيان لها أن محاولات الاحتلال فرض قواعد جديدة للاشتباك عبر ارتكاب جرائم واعتداءات على أرضنا ومجاهدينا وشعبنا هي محاولاتٌ بائسة تعيها المقاومة جيداً وستبوء بالفشل”.
وفي بيان صادر عن الحركة قالت :”إن هذه الجريمة الصهيونية الجديدة هي تصعيد خطير ضد شعبنا ومقاومته يهدف للنيل من صموده ووحدته، ومحاولة يائسة لتخريب جهود استعادة الوحدة الفلسطينية وإبقاء حالة الانقسام.
وأكدت الحركة أن مقاومة الاحتلال بأشكالها كافة وامتلاك أدواتها المختلفة حق طبيعي ومكفول لشعبنا، وإن استمرار العدو الصهيوني في تصعيده وارتكاب جرائمه لن يزيدنا إلا مضيا في طريق الوحدة وخيار المقاومة، بل سيرفع تكلفة فاتورة الحساب معه.
وأوضحت أن اختلاط دماء الشهداء الزكية من كتائب القسام وسرايا القدس في هذا الحادث دليل جديد وواضح على هذه الأخوة الصادقة؛ فنحن أخوة في الجهاد ورفقاء في الشهادة، متحدون على ثوابت شعبنا ومقاومته.
اما رئيس حكومة الوفاق الوطني د.رامي الحمدالله فقد اكد على التمسك بالوحدة الوطنية وارتقاء الجميع إلى مستوى المسؤولية الوطنية، بتقوية الجبهة الداخلية واستكمال المصالحة في ظلّ استمرار الجرائم “الإسرائيلية”.
ووصف الحمدالله في تعليق له على صفحته الرسميّة في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ما حدث بالأمس في غزة بالعدوان الآثم.
وطالب الحمدالله في الوقت ذاته المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية ولجم العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وبدوره أكد فايز أبو عيطة نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أن الجريمة الصهيونية الأخيرة التي استهدفت نفقاً لسرايا القدس شرق خانيونس، تأتي في سياق العمل الإجرامي للاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني، وأنها تهدف لخلط الأوراق وتخريب المصالحة الفلسطينية.
وشدد أبو عيطة في تصريحات صحفية ان شعبنا لن تثنيه هذه الجرائم عن مواصلة طريقه لنيل الحرية والتحرر من الاحتلال واستعادة أرضه وحقوقه.
وأوضح، أن هذه الجريمة في هذا التوقيت تأتي في إطار خلط الأوراق وجر المنطقة لمرحلة جديدة من التوت، لتخريب المصالحة. مؤكداً أن هذا التصعيد الإسرائيلي موجه للمصالحة الوطنية التي لا تريد لهذا الانقسام الفلسطيني أن ينتهي، لأنه لا يصب في مصلحتها.
وأكد على أن الرد الحقيق على هذه الجريمة هو تحقيق المصالحة والوحدة حتى نتمكن من إنهاء الانقسام البغيض والتوحد لمواجهة هذا الاحتلال.
ومن جانبه أكد عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، ضرورة إجراء لقاء عاجل للفصائل الفلسطينية لتدارس الأحداث الجارية.
وأوضح مزهر أن اللقاء يجب أن يتدارس الأمر وآليات الرد والخطوات المطلوبة للتصدي لتصعيد الاحتلال.
وبدورها نعت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، شهداء الإعداد والتجهيز الذين قضوا في غارة إسرائيلية على نفق للمقاومة وسط قطاع غزة. وأكدت الكتائب أن هذا التصعيد الخطير يفتح كل الخيارات أمام المقاومة، وأنه لن يمر دون عقاب.
وشددت أنها لن تتهاون في الدفاع عن شعبنا وأرضه، وعلى الاحتلال وقادته أن يتحملوا تبعات هذا التصعيد الخطير، والذي يأتي لخلط الأوراق في ظل أجواء المصالحة، ولكننا ندرك هذه الوسائل وسنرد على الاحتلال بالطريقة التي نختارها ووفي الوقت المناسب، ونؤكد جهوزيتنا وكافة الأجنحة العسكرية للرد على هذا التصعيد الخطير وهذه الجريمة النكراء.
ودعت الكتائب لضرورة عقد اجتماع عاجل وفوري لجميع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة لبحث سبل الرد المناسبة على التصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة.
ومن جانبه نفى محمد الميدنة مدير الإعلام بجهاز الدفاع المدني، ظهر اليوم الثلاثاء، الأنباء التي تحدثت عن انتشال عدد آخر من الشهداء المفقودين في نفق المقاومة الذي قصف أمس في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأوضح الميدنة، في تصريح صحفية، أن اثنين من رجال الدفاع المدني، كانا قد احتجزا قبل ساعتين في النفق، ولكن تم انقاذهما، نافياً بذلك الأنباء حول استشهادهما خلال تأدية واجبهما.
وحول الصعوبة في عمل رجال الإنقاذ في البحث عن المفقودين، عزا الميدنة سبب ذلك كبر المساحة التي يتم البحث فيها وأن المكان المتواجد فيها المفقودين غير محدد.
يذكر، أن عمليات البحث عن المفقودين قد توقفت ليلاً وقد أوضح ذلك الميدنة عازياً ذلك لسبب صعوبة العمل وخطورته على رجال الإنقاذ خلال فترة الليل.
يُشار، إلى أن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، قد استأنف صباح اليوم الثلاثاء، استمرار أعمال البحث عن عدد من المفقودين في النفق الذي جرى قصفه في نفق شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.