الزواج والصداقة والرياضة والنحاقة تحول دون الاصابة بالخرف

ترتبط الإصابة ببعض الأمراض السائدة كثيراً في مجتمعنا بالحالة النفسية والمجتمعية للمريض، كما أن العلاقة بين علاج هذه الأمراض وحالة الفرد النفسية وثيقة جداً، وتم توثيق دراسات عديدة تثبت هذه المسألة، لا بل طورت الكثير من الطرق العلاجية التي بنيت على هذا المبدأ.

وفي الشأن نفسه توصل عدد من المختصين العاملين في جامعة “لافبورا” في لندن إلى أن العلاقة الزوجية وبناء علاقات صداقة متينة تساهم بشكل مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الخرف.

شملت الدراسة ما يقارب الـ7000 حالة لأشخاص بالغين، وتُبِعَت حالتهم لمدة قاربت السبعة أعوام ومن ثم نُشرت في مجلة علم الشيخوخة، وصبّت نتائج الدراسة في أن كمية الأشخاص الذين يحيطون بالفرد أثناء مرضه لا تعادل أهمية نوعية هؤلاء الأشخاص.

وفي إحدى النصائح التي قدمتها جمعية مرضى الزهايمر ذكر أنه يجب تأمين أو الحفاظ على محيط وعلاقات مفيدة وذات معنى لمرضى الألزهايمر، وهنا نشير إلى أن الحالات الـ 7000 لم يكن يعاني أي منها من الخرف في بداية الدراسة، ولكن فيما بعد تم ملاحظة ما يقارب الـ220 حالة.

وبناءاً على ما تقدم، قام الباحثون بمقارنة حالة الذين أصيبو بالمرض بأولئك الذين لم  يصابوا به طوال مدة الدراسة، ليتم ملاحظة أدلة ترتبط بالحياة الإجتماعية للمريض وتأثير ذلك على إحتمالية إصابته بالمرض، لذا لوحظ أن إحتمالية إصابة الشخص الذي لديه أصدقاء أوفياء ومرحون أقل من تلك لدى الأشخاص الذين لديهم أصدقاء كثيرون ولكن ليسوا ممتعين، فالنوعية أهم من الكمية.

وعن هذه النقطة علّقت البروفيسورة “إيف هوجيرفورست” قائلة: “يمكن للمرء أن يكون محاطاً بالناس، لكن العامل المؤثر في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف هو العلاقات الوثيقة التي تربطه بالأشخاص، لا يتعلق الأمر بكمية أو عدد الأشخاص. وأعتقد أن وجود أصدقاء مقربين يعمل بمثابة حاجز ضد التوتر، وهو العامل الأساسي المؤدي عادة لسوء الحالة الصحية.”

وعليه سنعرض لكم العوامل التي خلصت إليها الدراسة على أنها تزيد من إحتمالية الإصابة بالخرف:

فقدان السمع في عمر مبكرة

يؤثر فقدان السمع في منتصف العمر بما نسبته 9 في المئة من زيادة إحتمالية الإصابة بالخرف، وطبعاً إذا ما ربطنا ذلك بالحالة الإجتماعية للفرد فإنه من البديهي أن يؤثر فقدان السمع على علاقة الفرد بالمحيط.

الفشل في إتمام الدراسة الثانوية

يؤثر هذا العامل بنسبة 8 بالمئة من زيادة إحتمالية الإصابة بالمرض، وطبعاً نوعية التعليم ودرجته تؤثر على محيط الفرد وأصدقائه ونوعيتهم.

التدخين

يؤثر التدخين إلى زيادة نسبة الإصابة بالمرض بـ 5 بالمئة. وعن هذه المسألة جرت أبحاث ودراسات عديدة.

ترك علاج المشاكل النفسية والإكتئاب

يعتبر هذا العامل من أكثر العوامل إنتشاراً حول العالم وخصوصاً في الدول النامية والفقيرة التي لا تعطي الصحة النفسية حيزاّ كبيراً، ويزيد هذا العامل نسبة إحتمالية الإصابة بالمرض بـ4 %.

الخمول البدني 

تؤثر قلة النشاط البدني بشكل كبير على الحالة النفسية والذهنية للشخص. إذ يساهم الخمول بما نسبته 3% في إحتمالية الإصابة بالخرف.

العزلة الاجتماعية

كثير من العوامل التي سبق وذكرناها أعلاه تساهم في العزلة الإجتماعية، إلا أن العزلة بحد ذاتها عامل آخر يساهم بزيادة إحتمالية الاصابة بالخرف بنسبة 2%.

ارتفاع ضغط الدم

يرتبط ارتفاع ضغط الدم بالحالة النفسية للفرد وكذلك بنشاط الدماغ، ويساهم بإحتمالية الإصابة بالخرف بنسبة 2%.

السمنة وداء السكري

السمنة وداء السكري عاملان آخران يزيدان من إحتمالية الإصابة بالخرف بنسبة متساوية لكل منهما وهي 1%.

وبجمع نسبة مساهمة هذه العوامل في الاصابة بالخرف سنحصل على نسبة 35%، وهي نسبة يمكننا التحكم بها من خلال العلاج والوقاية، فيما النسبة المتبقية (65%) لا يمكن التحكم بها وفقاً للباحثين.

هذا وتوصلت الدراسة إلى أن الأشخاص غير المرتبطين تقل لديهم إحتمالية الإصابة بالخرف مقارنة مع أولئك المتزوجين، وعلّق الدكتور دوغ براون على هذه النتيجة قائلاً: ” تصل النسبة إلى تشخيص واحد في كل 100 شخص غير متزوج.”

هنا نشير إلى أن النتائج والمسببات التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة ليست قطعية وحاسمة، إذ رافقت الدراسة المتطوعين على مدى فترة زمنية محددة وليس طوال عمرهم. كما نذكر أن الخرف يظهر في الدماغ قبل أن يُعرف أو يشخص بسنين.

هذا وعلق الدكتور براون مستنتجاً: “الشعور بالوحدة، في مطلق الأحوال، هو مشكلة حقيقية من حيث احتمالات الإصابة بالخرف، وإذا لم يتلقى الشخص الدعم المناسب، فيمكن أن يكون الخرف تجربة مريرة من العزلة، لذلك من الضروري جداً دعم المصابين بالخرف، في الحفاظ على علاقات اجتماعية ذات مغزى لمواصلة حياتهم بالطريقة التي يحبون.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى