عليّ وعلى اعدائي.. حمد بن جاسم يفضح تواطؤ السعودية وتركيا وقطر وامريكا مع جبهة النصرة لاسقاط النظام السوري
وفقاً لمقولة “عليّ وعلى اعدائي”، وفي تصريحات مثيرة حول الدور القطري والسعودي والامريكي والتركي في الأحداث التي تعصف بالعالم العربي لاسيما الحرب على سوريا، كشف رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم ، أن بلاده قدمت الدعم للجماعات الارهابية في سوريا ومن بينها جبهة النصرة، بالتنسيق مع تركيا وأمريكا والسعودية.
وأكد ابن جاسم، في لقاء بثه تلفزیون قطر عبر برنامج “الحقیقة”، أن الدوحة أمسكت بملف الأزمة السورية بتفويض من السعودية، مشددا على أن بلاده لديها “أدلة كاملة على الاستلام”.
كما أقر هذا المسؤول القطري السابق، بأن الدعم العسكري الذي قدمته بلاده للجماعات المسلحة في سوريا، كان يذهب إلى تركيا بالتنسيق مع واشنطن، و”كل شيء يرسل يتم توزيعه عن طريق القوات الأمريكية والأتراك والسعوديين”، معترفاً بوصول مساعدات إلى جبهة النصرة، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه “حين قيل إن النصرة غير مقبولة توقف هذا الدعم للنصرة، وكان التركيز على تحرير سوريا”.
واشار ابن جاسم، الى إن السعودية قد غيرت موقفها بشأن بقاء الأسد، ووجه اللوم إليها لأنها لم تبلغ الدوحة بذلك، مخاطبا الرياض بقوله “كنتم معنا في خندق واحد”، إلا أن أهم ما ورد في هذه التصريحات تمثل في تقييم حمد بن جاسم اللافت لطبيعة العلاقات مع السعودية بشأن الملف السوري حيث قال: “احنا تهاوشنا على الصيدة، وفلتت الصيدة واحنا قاعدين نتهاوش عليها”.
وبخصوص التسجيلات المسربة المنسوبة للزعيم الليبي معمر القذافي وأمير قطر السابق، أقر حمد بن جاسم بأن قسما من تلك التسريبات، التي استخدمت مرارا خلال الأزمة كان صحيحا، مشيرا إلى أن القذافي سلم بلاده في إحدى المناسبات أشرطة ضد السعودية وطلب بثها عبر قناة الجزيرة، إلا أن الدوحة ماطلت في ذلك.
وقال ابن جاسم، أن بلاده أبلغت السعودية حينها بهذا الموضوع، وأنه سافر إلى الرياض، وقابل الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وأكد له أنه تم إبلاغ مسؤولين سعوديين سابقا بالقضية، وأغلقت المسألة حينها.
كما أشار إلى أن القذافي، كان قد أسر لهم حين ذهبوا إليه، بأنه يحضر لمؤامرة لتغيير نظام الحكم في السعودية، مضيفا “كنا نضحك أنا والأمير الوالد حين نركب الطائرة..كان يجلس ويوضح بالعصا والرمل انه سيرسل 50 سيارة كما لو كانت الرياض أو المملكة، نيامي أو تشاد “، وشدد حمد بن جاسم على أن الدوحة أبلغت الرياض بخطط القذافي ضدها، وقال بالخصوص: “أخبرناهم بأننا مضطرون لمسايرته؛ لأن هناك موضوعا ماليا معه”.
وفيما يتعلق بالأوضاع في مصر، اعتبر حمد بن جاسم أن جماعة الإخوان المسلمين قد ارتكبت “خطأ استراتيجيا” حين قدمت مرشحا للرئاسة في مصر، وأضاف أن الامير الوالد حمد كان أول من هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية.
كما اعترف ابن جاسم بعلاقات بلاده مع الكيان الإسرائیلي، وقال أنھا بدأت بعد مؤتمر مدرید، مضیفاً: ” كنا نسعى ونشجع على تحقيق بين الفلسطینیین وإسرائیل”.
وحول قناة الجزيرة، اعترف ابن جاسم بعدم اهتمام القناة بعرض الأحداث التي تقع في الدوحة بقدر تركيزها على الأزمات الداخلية في الوطن العربي بذريعة حرية الإعلام والتعبير، معترفاً بان موقف الجزيرة في دول الربيع العربي والسياسة التحريرية لها جاء بتعليمات من حمد بن خليفة، معترفاً بتسبب الجزيرة في حدوث أزمات كبيرة بين الدول العربية والدوحة، كما اعترف بأخطاء وقعت بها قناة “الجزيرة” والفوضى في بعض البرامج والضيوف وتسببها في وقوع عدد من الأزمات، معترفاً بمشاركته في تأسيس قناة الجزيرة بناء على تعليمات حمد بن خليفة، معترفاً بدورها في اتخاذها خطاً تحريرياً تسبب في عدة أزمات للدوحة.
وأشار ابن جاسم، إلى أن قناة الجزيرة لم تقدم خبرًا واحدًا عن قطر، بل اهتمت بالدول العربية الأخرى، وهو ما كان مصدر إزعاج بالنسبة لهم.
الى ذلك أكد المسؤول القطري أن ايران دولة كبرى، وأشاد بالعلاقات القوية التي تجمعها مع قطر في العديد من المجالات، مؤكداً أن علاقة الدوحة مع طهران طبيعية بحكم أننا جيران، مضيفاً: “لدينا كثير من القضايا نختلف فيها مع إيران، لكن يجب أن نبحثها وجهاً لوجه”.
وتعقيبا على حديث ابن جاسم، قال خالد الهيل، المتحدث باسم المعارضة القطرية، إن حديث حمد بن جاسم مع التلفزيون القطري الرسمي، قد كشف الغطاء عن علاقات الدوحة المشبوهة بالتنظيمات الإرهابية، مثل “جبهة النصرة” ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
وأضاف الهيل، عبر حسابه بموقع “تويتر” يقول: إن “حمد بن جاسم اعترف بدعم نظام قطر لجبهة النصرة التي ولد منها تنظيم داعش، حيث فضحوا أنفسهم بأنفسهم”، مرفقًا ذلك بمقطع فيديو يتضمن جزءا من تصريحات ابن جاسم بشأن الأزمة السورية، واحتمالية وجود علاقات تربط الدوحة بجبهة النصرة الإرهابية.