مصر تشهد حالة حرب بعد الاشتباكات الضارية بين قواتها الامنية والعصابات الارهابية في صحراء الواحات قرب الجيزة
أعلنت حركة “حسم” المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، امس السبت، مسؤوليتها عن الهجوم على قوة أمنية كانت في مهمة لملاحقة مجموعة مسلحة في منطقة الواحات، التابعة لمحافظة الجيزة.
وزعمت الحركة، في بيان لها، نشرته وكالة الأنباء الألمانية، أنها استدرجت القوة الأمنية وقتلت 60 من أفرادها، وادعت هروب الباقين.
وقالت الوكالة الألمانية إنها لم تستطع التحقق من صحة هذا البيان.
وأفادت الحركة في بيانها بأنها مستمرة في عملياتها ضد قوات الأمن والقوات المسلحة.
وعلى هذا الصعيد تشهد مصر حالة من الصدمة على خلفية أكبر هجوم على عناصر قوات الأمن في البلاد منذ سنوات، تم تنفيذه مساء امس الاول الجمعة وأودى، بحياة العشرات بين قتيل وجريح ومفقود.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر غير رسمية من الداخلية المصرية عن مقتل 23 ضابطا و35 مجندا من الشرطة، قالت الوزارة، في بيان رسمي صدر منذ وقت قليل، إن عدد ضحايا الهجوم بين قوات الأمن هو 16 ضابطاً ومجنداً واصابة 13 آخرين.
وعلى الرغم من عدم تأكيد سلطات البلاد الأنباء الأولية حول عدد ضحايا العملية، إلا أن وسائل إعلام عدة وصفتها بأكبر هجوم على الشرطة المصرية منذ سنوات، بل على مدى تاريخها.
وأكدت الداخلية المصرية أن الهجوم نجم عن كمين وقعت فيه وحدات من قوات الأمن في منطقة الواحات بمحافظة الجيزة على بعد 150 كيلومترا من القاهرة، حيث توجهت العناصر الأمنية إلى هناك، مساء الجمعة، بعد تلقيهم معلومات عن وجود بؤر إرهابية في الموقع.
وقالت بعض المصادر إن القوات الأمنية تعرضت لاستهدافات جرى تنفيذها من قبل حوالي 100 مسلح.
ولم توجه الحكومة حتى الآن أصابيع الاتهام رسميا إلى أي جهة، لكن حركة “حسم”، التي تعتبرها القاهرة جناحا مسلحا لجماعة “الإخوان المسلمين”، أعلنت مسؤوليتها عن هذه العملية.
وعلى الرغم من أن القاهرة لم تعلن بعد حدادا عاما في البلاد، إلا أن السلطات المصرية اتخذت قرارا بإلغاء عدد من الفعاليات الترفيهية، فيما أجلت لمدة غير محددة المراسم الرسمية لوضع حجر الأساس للمدينة الجديدة في العلمين والتي كان من المخطط أن تجري بمشاركة الرئيس، عبد الفتاح السيسي.
كما أمرت السلطات بإلغاء كل مظاهر الاحتفالات بتعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني والاكتفاء بمشاهدة ظاهرة التعامد بالمعبد الكبير، قدس الأقداس، وذلك حدادا على أرواح القتلى في حادث الواحات الإرهابي.
وقد وضعت الكثير من الصحف والفضائيات المصرية أشرطة حداد بينما أعرب المواطنون المصريون عن تعازيهم لذوي ضحايا الهجوم.
وقد نفت وزارة الداخلية المصرية، اليوم الأحد، صحة تسجيل منسوب لضابط أصيب بهجوم “الواحات” غربي البلاد، بعدما كان الإعلامي المصري أحمد موسى قد نشر تسجيلا صوتيا مساء امس، عبر برنامجه “على مسؤوليتي” قال إنه لأحد الضباط المصابين بالهجوم، يروي فيه تفاصيل جديدة، تداولته بعد ذلك مواقع صحفية على نطاق واسع.
وردًا على ذلك، نفت الداخلية المصرية تلك المعلومات، وقالت إن “ما تم تداوله من تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعي وتناولته بعض البرامج على القنوات الفضائية مجهولة المصدر”.
وشدَّدت في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، على أن التسجيلات “تحمل في طياتها تفاصيل غير واقعية، لا تمت لحقيقة الأحداث التي شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة”.
وحذَّرت الداخلية المصرية من أن “تلك التسجيلات وتداولها على هذا النحو يهدف لإحداث حالة من البلبلة والإحباط في أوساط وقطاعات الرأي العام ويعكس عدم مسؤولية مهنية”، مطالبة بـ”عدم الالتفات لمثل تلك التسجيلات أو الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات” .