على ذمة وكالة الصحافة الفرنسية.. ابن سلمان زار إسرائيل سراً
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية امس الجمعة عن مسؤول اسرائيلي، رفض الكشف عنه اسمه، قوله إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الأمير السعودي الذي تحدثت تقارير إعلامية عن زيارته إلى إسرائيل سرا.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية قالت في السابع من أيلول الماضي إن “أميرا من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سرا، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”.
وتعليقا على هذا الخبر، نقلت الوكالة عن المتخصص في الشؤون السعودية، وابرزهم المحاضر بجامعة تل أبيب عوزي رابي قوله: “منذ تولي الرئيس ترامب السلطة، وزيارته إلى الرياض في أيار حصل دفع لعلاقات ولقاءات بين الإسرائيليين والسعوديين وعمل على التعاون”.
ويضيف البروفيسور رابي: “هناك الآن سعوديون يلتقون إسرائيليين في كل مكان، هناك علاقات وظائفية مبنية على مصالح مشتركة بين إسرائيل والسعودية مثل العداء المشترك لإيران وداعش”.
بدوره، يشير المتخصص بموضوع الحكومات والعلاقات الدولية في جامعة سيدني غيل ميروم إلى أن العلاقات السعودية الإسرائيلية “تعود إلى مطلع الثمانينات، إذ كانت تربط الملياردير السعودي عدنان الخاشقجي علاقات جيدة مع وزير الدفاع أرييل شارون آنذاك”.
ويضيف: “لكن في المرحلة الحالية، يقتصر الحديث عن هذه العلاقات والاتصالات على الجانب الإسرائيلي الذي لطالما وجد مصلحة له في الترويج لتقارب مع العرب لأسباب عديدة، أبرزها إضعاف موقف الفلسطينيين في التفاوض مع الدولة العبرية”.
من جانبه، يؤكد وزير الاتصالات في حكومة نتنياهو أيوب قرا أن هناك عددا كبيرا من الدول العربية “تربطها علاقات بإسرائيل بشكل آو بآخر، تبدأ من مصر والأردن، وتشمل السعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا وقسما من العراق.. وتشترك هذه الدول مع إسرائيل في الخشية من إيران”.
ويضيف قرا للوكالة: “أغلب دول الخليج مهيأة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة مع إسرائيل، لأنها تشعر أنها مهددة من إيران وليس من إسرائيل”، مستدركا: “العلاقات بين الائتلاف السعودي السني وإسرائيل تحت الرادار، ليست علنية، بسبب ثقافة شرق أوسطية حساسة” في هذا الموضوع”.
يذكر أن نتنياهو أعلن في السادس من أيلول أن “هناك تعاونا على مختلف المستويات مع دول عربية لا توجد بينها وبين إسرائيل اتفاقات سلام”، موضحا أن هذه الاتصالات “تجري بصورة غير معلنة، وهي أوسع نطاقا من تلك التي جرت في أي حقبة سابقة من تاريخ إسرائيل”.
غير ان الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة، قد استبعد مثل هذه الأخبار، واكد أنها “أثيرت من قبل، وادعت أنني رزت إسرائيل بصحبة ولي العهد السعودي لكنّ هذا كله كذب ولم يحدث”.
وأضاف عشقي ” خبر الوكالة الفرنسية افتراءات لا تصح، والمملكة لا تقوم بمثل هذه الأعمال في السر”، متابعا : “المملكة إذا أرادت شيئا فعلته في العلن، لأنها لا تخشى إلا الله”.
في المقابل قال المعارض السعودي البارز الدكتور سعد الفقيه إن العلاقات الإسرائيلية السعودية موجودة منذ أيام الملك فيصل، ولكنها كانت حذرة وغير مباشرة لحساسية الوضع أمام العرب وأمام المسلمين.
وأضاف الفقيه يقول في تصريحات صحفية : “آل سعود يقودون دولة ملتزمة دينيا، ولذلك فهم يتحاشون أن يعلنوا عن هذه العلاقة، ولكن هناك تنسيق غير مباشر وخاصة في الخمسة عشر سنة الأخيرة، عندما سبق الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذه العلاقة كل القوى الأخرى، وقُدمت فيها تنازلات كبيرة حتى عن حق العودة”.
وأوضح الفقيه “منذ أن صار لمحمد بن سلمان شأن في المملكة، تحولت القضية إلى ترتيب لتطبيع كبير، من محمد بن سلمان، والسيسي، ومحمد بن زايد، والبحرين، ليس فقط تطبيعا سياسيا، ولكن تطبيع شامل على كل المستويات”.
من جانبه قال الباحث أحمد أبو علي، المتخصص في العلاقات الدولية إن الزيارة سواء كانت سرية أو غير سرية “فهي أمر غير مستغرب من الرياض التي اتاحت خلال سنوات خلت الفرصة للأمريكيين بقواعد عسكرية في الخليج، ومنح مالية للقوات الأمريكية في أفغانستان، وتمويل الانقلابات والثورات المضادة في المنطقة”.
ولفت أبو علي إلى أن الزيارة ربما كانت “طمأنة لإسرائيل بخصوص وصول “بن سلمان” للسلطة باعتباره شابا، كما أن السعودية متوجسة من الأمريكان في الفترة الأخيرة فيما يخص حماية المملكة تجاه التهديدات الإيرانية، وبالتالي فإن إسرائيل هي المفتاح لأي دولة تريد علاقات جيدة، وممتازة مع الأمريكان”.
وأكد أن السعودية أصبحت “لا تعتبر إسرائيل عدوا تقليديا، حيث لا يوجد أي تهديدات واضحة أو عداء معلن بين الطرفين، وبالتالي فان ما يجمع الطرفين هو التصدي لإيران، ولتيارات الإسلام السياسي في المنطقة السياسية منها والجهادية”.