شركة المانية تنتج دماء مزورة بمختلف ألوانها لاستخدامها بافلام الرعب
دأبت شركة كريولان الالمانية، منذ جملة اعوام، على صناعة الدم الزائف الذي يستخدم في الافلام السينمائية والمشاهد المسرحية والمسلسلات التلفزيونية، وسواء كانت المشاهد في مذبحة من فيلم هوليوود أو عرض لإحدى مسرحيات شكسبير حيث يسيل الدم بغزارة، فمن المرجح أن تكون الشركة التي يقع مقرها في برلين هي التي وفرت السائل الأحمر الذي يشبه الدم ويباع في عبوات من جميع الأحجام، بداية من الزجاجات الصغيرة وحتى الخزانات بسعة 1000 لتر.
وقد صرح لورنز كوخ، مدير الشركة، إن هناك شرطا واحدا وهو “ألا تكون لها رائحة الدم”، مضيفا أن الشركة تنتج المادة الشبيهة بالدم بأنواع لا حصر لها، ولا بد أن تلبي كافة المتطلبات.
وأوضح أنه بالنسبة للمسرحيات، لا ينبغي أن يكون الدم شفافا للغاية، كما لا ينبغي أن يكون غليظ القوام للغاية في الأفلام.
وهناك “دم داخلي” مثل ذلك الذي يسيل من فم ضحية، كما أن هناك “دما خارجيا” كالذي ينفجر من كيس عندما يتم إطلاق الرصاص على شخص. وتصنع كريولان أيضا الدم الشرياني اللامع والدم الوريدي الأحمر الداكن في حالات خاصة.
وأكد أنه من المهم أيضا أن يكون الدم الصناعي قابلا للغسل، لأن معطف الطبيب لا بد أن يكون أبيض مجددا في الغد في العروض المسرحية.
وهناك أنواع أخرى كذلك مثل الدم الأزرق الذي يسيل من المخلوقات الفضائية والدم البني الداكن المستخدم في أفلام الرعب المقززة. ويشير الملصق الذي تحمله النوعية الأخيرة إلى ملاءمة استخدامه كبديل لزيت الماكينات القديم.
وأشار كوخ إلى أن الطلب على الدم لم يتراجع رغم إمكانية تقليده باستخدام تقنيات الحاسب الآلي، مضيفا أن الدم المصنوع في كريولان تدفق وتناثر بالفعل في الكثير من الأفلام.
ويحاول المخرجون هذه الأيام أن يتفوقوا مع بعضهم البعض على كمية الدم التي تراق في أفلامهم العنيفة، حيث لا يعتبر استخدام عدة مئات من اللترات في الفيلم الواحد أمرا غير مألوف، باتت الصورة الآن بعيدة كل البعد عن أول كمية صغيرة من الدماء ظهرت في فيلم فرانكستاين عام 1957.
وأوضح رولف جيزه وهو رجل مولع بتاريخ الأفلام ومتخصص في أفلام الرعب “آنذاك، كان هناك صراع مستمر مع مسؤولي رقابة الأفلام بطبيعة الحال”.
وتحدد حاليا في ألمانيا هيئة تسمى “إف إس كيه” ما إذا كان هذا الفيلم أو ذاك مناسبا للمشاهدين الصغار. وقالت سابين زايفرت، التي تمثل شؤون الشباب في هذه الهيئة “بالنسبة لنا، ينصب الاهتمام على الرسالة الإجمالية للفيلم”. وطالما أن هذا هو الحال، يبدو أن مستقبل صانعي الدم في برلين آمن.