الذكرى السنوية الثانية لرحيل الروائي المصري جمال الغيطاني

صادف يوم امس الاربعاء الذكرى الثانية لرحيل الأديب جمال الغيطاني، الذي توفى في 18 تشرين اول 2015 بعد رحلة مع المرض، تاركا العديد من المؤلفات التي أثرت الحياة الأدبية، لعل أبرزها ما تناول حرب أكتوبر، لاسيما أنه عايش أحداثها بنفسه.

ولد جمال الغيطاني علي، في 9 ايار عام 1945، بقرية “جرجا” التابعة لمحافظة سوهاج، انتقل بعدها للعيش في منطقة الجمالية بحي الحسين ومكث فيها نحو 30 عامًا، درس فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان في مدرسة “العباسية” الثانوية الفنية، وتخرج فيها عام 1962، ثم عمل رسامًا للسجاد الشرقي في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي.

علاقته بالصحافة بدأت بعد دعوة محمود أمين، المفكر الماركسي، له بالعمل معه في جريدة أخبار اليوم التي كان رئيس تحريرها، ولمهارته في تغطية أخبار الحروب، أصبح محررًا عسكريًا للجريدة حتى عام 1976، شهد خلالها حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية.

وأصبح محررًا أدبيًا منذ عام 1985، وصدرت أول قصة له في تموز 1963 بعنوان “زيارة” في مجلة الأديب اللبنانية، كما ألّف عشرات الكتب بين الرواية والقصة القصيرة، أبرزها “الزيني بركات”، التي ناقشت فترة حكم المماليك، وتحولت فيما بعد إلى مسلسل تليفزيوني من بطولة أحمد بدير ونبيل الحلفاوي، وكذلك “أوراق شاب عمره ألف عام” و”هاتف المغيب” و”كتاب التجليات”.

وقد عمل الغيطاني خلال فترة حرب أكتوبر مراسلا حربيا لجريدة الأخبار، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على إنتاجه عن الحرب، وأبرز ما كتب عن تلك الفترة “الرفاعي” التي تناولت حياة العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي، مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال، حيث أتيحت فرصة كبيرة للراحل للاقتراب من هذه المجموعة ورصد واقعهم.

أيضا، “حكايات الغريب” التي تناولت قصة مواطن مصري اسمه “عبد الرحمن” اختفى خلال الفترة ما بين نكسة 1967 وحرب أكتوبر 1973، واستمر أهله في البحث عنه في أماكن مختلفة، ليظهر لهم في كل مرة من يقول إنه كان موجود لكن باسم مختلف، وتحولت القصة إلى فيلم من بطولة محمود الجندي وإخراج أنعام محمد علي.

ورصد الغيطاني في كتابه “المصريون والحرب – من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر”، ما تعرض له الجندي المصري بعد هزيمة 1967 ودور حرب الاستنزاف التي أطلق عليها اسم مرحلة البعث وفيها استعاد الجندي المصري إرادته من جديد، إضافة إلى رصده قصص وحكايات من مدينة السويس الباسلة في الكتاب.

وكان الراحل على علاقة وطيدة بالأديب العالمي نجيب محفوظ، فقد واظب وبشكل دائم على حضور “الجلسات المحفوظية” لأعوام طويلة، كما أنه ألف كتابا عنه بعنوان “نجيب محفوظ يتذكر”، وفيه سجل الغيطانى جميع اللقاءات التي جمعته بنجيب محفوظ.

وتناول الغيطاني في كتابه المجالس العامة لأديب نوبل والتي اعتاد على حضورها الأديب يوسف القعيد، والمهندس عماد العبودي، والدكتور ذكي سالم، والروائي نعيم صبري وغيرهم، والمجالس الخاصة التي جمعت محفوظ والغيطاني فقط، التي صنفت كسيرة ذايتة لمحفوظ، وقال عنها الأخير إن هذا الجزء من الكتاب أغناه عن كتابة سيرة ذاتية، حيث نجح الغيطاني في تقسيم مراحل حياة محفوظ المهمة، وكأن صاحبها من يرويها بالترتيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى