السعودية تفضل تأجيل القمة الخليجية على تفجر الخلافات لدى انعقادها
اعلنت مصادر خليجية مطّلعة إن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سعى خلال زيارته امس الاثنين إلى الرياض لإقناع الملك سلمان بن عبدالعزيز بحضور القمة الخليجية المقررة في الكويت لإنقاذ مجلس التعاون الخليجي والحيلولة دون انهياره بسبب الأزمة مع قطر.
وأضافت هذه المصادر أن الموقف السعودي كان واضحا بالتأكيد أنه لا يمكن عقد قمة في مثل هذه الظروف، وفي ظل تمسك قطر بالعمل من خارج دول المجلس والرهان على دول أجنبية مثل إيران وتركيا، واستضافة مجموعات متشددة مصنفة في دول الخليج كمجموعات إرهابية.
وأشارت إلى أن السعودية لا تعتقد بأن مجلس التعاون يمكن أن يتفكك لو تأجلت القمة إلى حين حسم الأمر في قطر سواء من خلال استجابة السلطات الحالية لقائمة المطالب الـ13 أو حصول تغيير داخلي يعيد الدوحة إلى عمقها الخليجي، لافتة إلى أن الرياض لا ترى فائدة من قمة تكرس الخلافات أو تحضرها دول وتغيب عنها أخرى لمجرد الاستجابة لتقليد دورية القمة أو عدم إحراج البلد المضيف.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إنه تم خلال لقاء العاهل السعودي وأمير الكويت استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة، ومجمل الأحداث في المنطقة بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ويقود أمير الكويت جهود وساطة لحل الأزمة الخليجية المتواصلة، منذ 5 يونيو الماضي، عندما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية بسبب تمويلها للإرهاب.
وتقول أوساط دبلوماسية خليجية إن أمير الكويت يسعى لإقناع دول مجلس التعاون بأن بقاء المجلس موحدا هدف أهم من الخلافات التي يمكن تجاوزها في الوقت الحالي أو بعد فترة، لكنها ترى أن الكويت تعمل حسابا لمكاسبها وسمعتها بإنجاح الوساطة دون أن تراعي الشروط الموضوعية لتلك الوساطة، وأن أزمة بهذا الحجم لا يمكن حلها بالنوايا الطيبة.
وكان آخر تحرك كويتي معلن في إطار الوساطة لحل الأزمة الخليجية في النصف الأول من أغسطس الماضي، عندما أرسل أمير الكويت برسائل إلى قادة السعودية ومصر وعُمان والإمارات والبحرين والكويت، قيل وقتها إنها تحمل مبادرة جديدة لحل الأزمة الخليجية.
وترى مراجع خليجية أن الكويت تريد استضافة القمة التي يفترض أن تحتضنها في ديسمبر المقبل، وأن تنجح من خلالها في تحقيق مصالحة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين، معتمدة على وعود قطرية توحي بأن الدوحة مستعدة لتقديم التنازلات، لكن سرعان ما تتراجع وتترك الكويت في إحراج.
ولفتت المصادر إلى تسريبات أخيرة عن أن أمير الكويت وقبل زيارة الرياض للقاء العاهل السعودي تلقى إشارات من الدوحة عن استعداد قطر لإعادة النظر في موقفها من الأزمة ودراسة مطالب الرباعي العربي بقيادة السعودية بجدية بما في ذلك الموقف من إيران.
وقالت إن الشيخ صباح الأحمد تلقى ردا سعوديا واضحا بأن الرياض لا تتعامل مع الوعود والتطمينات، وأنها تنتظر مواقف رسمية معلنة على الملأ والتزاما بكامل الشروط وليس بعنصر وحيد سرعان ما يتم التراجع عنه بالحديث عن سوء الفهم أو الاختراق والتلبيس على موقف الدوحة.
واضافت تقول : إن “الدول الأربع المقاطعة لقطر وبالأخص السعودية لن تقبل نهائيا بالحلول الوسط مع قطر… فليس هنالك لون رمادي في المسألة”، مشيرا إلى أن ما تسببت به قطر من مؤامرات استخباراتية وأيديولوجية ضد محيطها الخليجي والعربي يجعل المصالحة معها غير ممكنة إلا إذا طبقت كافة المطالب وبشكل علني وواضح، وبوجود ضامن دولي.
وتطالب دول المقاطعة التزام قطر خطيا بتنفيذ البنود الثلاثة عشر، التي تتضمن مكافحة الإرهاب والتطرف وعدم توفير تمويل وملاذ آمن للجمعات المتطرفة، وكذلك وقف الحملات الاستفزازية والتحريضية ضد الجيران الخليجيين ومصر.