القوات العراقية تدحر البيشمركة وتعلن السيطرة على جنوبي كركوك
قال بيان عسكري عراقي اليوم الاثنين إن القوات الحكومية قد انتزعت السيطرة على عدد من المواقع جنوبي كركوك من أيدي القوات الكردية بما في ذلك “منشأة غاز الشمال… ومصفى بجانب منشأة الغاز” وكذلك على الحي الصناعي جنوبي المدينة.
وأضاف البيان “ما زالت القطعات (القوات) مستمرة بالتقدم”. وتحدثت قيادة العمليات المشتركة في بيان عن “إحراز تقدم كبير” ضمن عمليات “فرض الأمن” في مدينة كركوك التي تخضع إلى السلطة الكاملة لقوات البشمركة الكردية.
على صعيد متصل أفادت تقارير إخبارية بوقوع اشتباكات مسلحة بين القوات العراقية وقوات البيشمركة في الحي الصناعي بجنوب محافظة كركوك في وقت مبكر من صباح اليوم.
ونقل موقع (السومرية نيوز) عن مصدر أمني عراقي قوله، إن “اشتباكات مسلحة اندلعت بين القوات المسلحة العراقية والبيشمركة في فلكة الحي الصناعي جنوب المحافظة”. وأضاف المصدر أن “هناك أصوات إطلاق نار متفرقة في عدد من مناطق المحافظة”.
كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعطى “أوامره للقوات المسلحة لفرض الأمن في كركوك بالتعاون مع أبناء مدينة كركوك وقوات البيشمركة”، بحسب ما أكد التلفزيون الرسمي العراقي.
وكان العبادي ردد في الأيام الأخيرة بأنه لا يريد “شن حرب” ضد الأكراد. وكانت الحكومة العراقية قد صعّدت يوم أمس لهجتها، متهمة الأكراد بالسعي “لإعلان الحرب” مع وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني التركي في كركوك الذي تعتبره انقرة وواشنطن منظمة “إرهابية”.
وأعلن المجلس الوزاري للأمن برئاسة رئيس الوزراء العبادي في بيان أن وجود “مقاتلين” هو “تصعيد خطير” و”إعلان حرب” وحذر من “عناصر مسلحة خارج المنظومة الأمنية النظامية في كركوك (…) وإقحام قوات غير نظامية بعضها ينتمي إلى حزب العمال الكردستاني التركي”. واعتبر ذلك “تصعيدا خطيرا لا يمكن السكوت عنه وأنه يمثل إعلان حرب على باقي العراقيين والقوات الاتحادية النظامية”. إلا أن مسؤولين أكراد نفوا وجود حزب العمال الكردستاني في كركوك، في حين أشار أحدهم إلى وجود “متعاطفين” مع هذا الفصيل. وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور لوكالة فرانس برس “لا توجد قوات لحزب العمال الكردستاني لكن هناك بعض المتطوعين الذين يتعاطفون معه”.
وفي وقت لاحق من هذا اليوم الاثنين أعلنت القوات العراقية ، أنها قد استعادت السيطرة على مطار كركوك العسكري من أيدي القوات الكردية، بعد ساعات من توجيه رئيس الوزراء العراق حيدر العبادي للقوات الأمنية بفرض الأمن في محافظة كركوك.
وقالت خلية الإعلام الحربي، في بيان لها، إن “قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تفرض الأمن على مطار كركوك (قاعدة الحرية)”.
وكانت القوات العراقية سيطرت على مقر شركة نفط الشمال، شمال غربي كركوك.
وقالت خلية الإعلام الرسمية، في وقت سابق، إن القوات العراقية سيطرت على منشأة غاز الشمال النفطية، وعدة مواقع استراتيجية أخرى ضمن عملياتها في محافظة كركوك شمالي البلاد، أبرزها ناحية ليلان في كركوك وحقول بابا كركر ونفط الشمال ومركز الشرطة، ومحطة توليد كهرباء كركوك”.
كما سيطرت القوات العراقية على القاعدة العسكرية “كي وان” الأكبر قرب مدينة كركوك، في أحدث تطور بالنزاع بين بغداد وأربيل بشأن المدينة الغنية بالنفط.
وبهذا الصدد، أفادت وسائل إعلام عراقية أن عناصر من البيشمركة أخلت مواقعها وسلمتها للقوات العراقية جنوب كركوك وصفها البعض بالـ”الخائنة” في حين أرسلت تعزيزات أخرى من البيشمركة إلى جبهات القتال.
كما أشارت مصادر محلية إلى أن القوة المنسحبة من البيشمركة تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يشهد انشقاقات كبيرة وكثيرة.
وبحسب المصادر، اتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود برزاني قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بالخيانة بعد أن سلم مواقعه للقوات الأمنية العراقية في كركوك.
كما أشارت المصادر إلى أن خلافات كبيرة اندلعت بين الطرفين ما ينذر بحصول تصدع كبير في العلاقة بين الحزبين الكرديين.
وفي السياق اتهم محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم اليوم القوات المسلحة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بـ”الخيانة” منوها بأنهم سيطالبون بفتح تحقيق لمعرفة الجهة التي أصدرت أوامر الانسحاب، حسب موقع “المعلومة” العراقي.
وكانت مواقع إعلامية ذكرت أمس أن نجم الدين كريم محافظ كركوك هرب إلى أربيل بصحبة قوة عسكرية كردية بعد وصول القوات الأمنية محيط المدينة.
ويظهر في الفيديو الذي حصل عليه مراسلنا أن بعض الشباب الأكراد يرمون قوات البيشمركة المنسحبة من كركوك بالحجارة.
من جهته اتهم المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيرة، اليوم بعض الفضائيات بشن حرب نفسية، معتبرها خطوة تخدم الأعداء وتغطية لفشل الاستفتاء، “هناك بعض القنوات الفضائية تحاول شن حرب نفسية من خلال بث أخبار غير صحيحة”.
وأضاف بيرة في مؤتمر صحفي أن “هذه القنوات تحاول إحباط مواطني كردستان وتغطية فشل الاستفتاء”، مشيرا إلى أن “ما يحدث في كركوك جاء من خلال تحالف إقليمي ضد الكرد”.
ورغم الأنباء المتداولة عن انسحاب قوة من البيشمركة التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني من مواقع جنوب كركوك، إلا أنه جرى إرسال تعزيزات ضخمة من قوات البيشمركة بقوام لواءين إلى كركوك لمساندة القوات في جبهات القتال.