نعيماً.. مبادرة مجانية  لقص الشعر في الساحة الهاشمية بعمان

عمان- الخليج أونلاين- كتب حبيب السالم

في مبادرةٍ خلاقةٍ من متطوعين شباب، أصبح بإمكان المحتاجين والفقراء الجلوس على كرسي الحلاقة لقص شعرهم في الهواء الطلق ودون مقابلٍ مادي، في “الساحة الهاشمية” وسط العاصمة عمّان.

ففي كل يوم اثنين، سيجد المارة في الشارع صفاً طويلاً من كراسي الحلاقة وُضعت تمهيداً لاستقبال من يرغب من المارة في قص شعره أو تهذيب لحيته، وذلك في إطار مبادرة مجموعة من الحلاقين أطلق عليها “نعيماً”.

 دعم رسمي وشعبي

الفكرة الوليدة حظيت مؤخراً بدعم مباشرٍ من أمانة عمان الكبرى، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية، والهدف- كما يقول صاحب المبادرة عساف الخال لـ”الخليج أونلاين”- هو “تقديم الخدمة في يوم عطلة الحلاقين (الاثنين) ودعم مزيد من التكامل والتكافل المجتمعي بين أبناء المجتمع الواحد”.

مع مرور الوقت اتسعت الرقعة الجغرافية للمشاركين في المبادرة، من خلال استقطاب من هم خارج العاصمة عمان من الحلاقين المتطوعين، إذ أصبح عددهم 30 حلاقاً، في مشهدٍ فريد من نوعه.

حيث يقف المتطوعون المسلحون بمقصات ومجففات شعر وماكينات الحلاقة الكهربائية، في انتظار الناس الذين يقف بعضهم في طوابير طويلة للجلوس على كرسي الحلاق تحت أشعة الشمس.

 الحلاقة للجميع

يقول الخال: “الفكرة راودتني منذ مدة طويلة، وهي تأتي برغبة ذاتية مني لتقديم خدمة الحلاقة للناس؛ خاصةً في اليوم الذي تغلق فيه صالونات التجميل والحلاقة أبوابها أمام الزبائن، ومن ثم أصبح متعارفاً أن يوم الاثنين يوم الحلاقة المجاني، وأنا أسميه يوم العطاء؛ من خلال تصفيف شعر الناس جميعاً ومجاناً لأبناء الوطن، ولا سيما أولئك الذين لا يملكون المال في كل مرة لحلاقة شعرهم”.

وأضاف: “لا يعني كوننا نقدم خدمة الحلاقة مجاناً للناس أن نغفل الأمور الصحية، بل على العكس، فنحن نستخدم بعض المواد مرة واحدة فقط حفاظاً على الصحة العامة”، متابعاً: “لأجل ذلك أنا أسعى للديمومة والتطوير، بل والتنقل بهذه الفكرة في أكثر من محافظة ومكان، ونحن كان لنا دور من خلال هذه المبادرة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين”.

وأشار الخال إلى أن “مبادرته تحصل على دعم ومساندة من قبل مؤسسات رسمية وجمعيات خيرية عدة، والأهم أنها لاقت استحسان الناس وهذا هو المهم برأيي، لا سيما الفقراء والمحتاجين منهم”.

في مخيم الزعتري

وتماشياً مع فكرة المبادرة بالانطلاق في جميع أرجاء المملكة، وصل المتطوعون في المبادرة فعلياً إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين، لتقديم الخدمة للأطفال اللاجئين والكبار المحتاجين.

وتضمنت هذه المبادرة جمع أطفال وكبار السن في وسط المخيم، ليقوم مجموعة من المتطوعين الحلاقين بتصفيف وحلاقة شعرهم وتجميلهم، وبالتعاون مع فرقة “سورية الغد” تم تقديم العروض المسرحية والغناء في قاعات مخصصة من أجل إدخال الفرحة والبهجة والسرور لقلوبهم في ذات اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى