الأغنية الوطنية المصرية ساهمت في نصر حرب أكتوبر ولم تعبر عنها فقط

 

صرح أشرف عبد الرحمن، الناقد الفني المصري، إن دور الأغنية الوطنية في حرب السادس من أكتوبر 1973 لم يكن التعبير عن النصر فقط، إنما كانت عنصرا أساسيا للنصر، والدليل أنه بعد نكسة 1967، ظهر على السطح العديد من الأغاني التي كان تهدف تخفيف وطأة الهزيمة على الشعب.

وأضاف عبد الرحمن في لموقع ”البديل”، أن أغنية مثل “عدى النهار”، عندما نتأمل كلماتها واللحن والأداء، نجد الكثير من الحزن والشجن؛ لأنها تعبر عن جراح الهزيمة، لكن في نهاية الأغنية هناك صيحة بأننا سنعود مرة أخرى.

وتابع أن الفنان محمد عبد الوهاب أيضا، شارك بأغنية “طول ما أملي معايا وفي ايديا سلاحي” من توزيع الرحبانية، وقدمها على مقام الصبا الحزين جدا، ومن الصعب أن تعمل أغنية عليه، لكن عبد الوهاب بعبقرية وإبداع، اختار مقام الصبا للتعبير عن الهزيمة، وجاء توزيع الرحبانية ليعطيها قوة في الأداء، وكأن هناك أسدا جريحا لابد أن ينتصر.

وأكمل الناقد الفني، أنه عندما انطلقت الحرب كان هناك الكثير من الأغاني التي واكبت النصر مثل “شايلين في ايدنا سلاح”، من كلمات نبيل قنديل زوجة الموسيقار علي إسماعيل، والأغنية لم تكن في الحقيقة معدة لحرب أكتوبر، بل لفيلم “العصفور” ليوسف شاهين الذي بدأ إنتاجه عام 1972، لكن عندما اندلعت الحرب، وجد يوسف شاهين أنها مناسبة جدا للأحداث فطرحت بالأسواق.

واستطرد عبد الرحمن أن هناك أيضا أغاني للمجاميع مثل “الله أكبر”، ألحان بليغ حمدي، وهي الصيحة الغنائية التي كانت تلهب الحماس أثناء الحرب، إضافة إلى أغنية “وأنا على الربابة بغني”، كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي، التي استغرفت يوما كاملا في التأليف والتلحين والغناء، ومما يروى عنها أن بليغ ذهب لتسجيلها في الإذاعة فمنع من الدخول بسبب حالة الحرب، فأصر هو والموسيقيون على تسجيل الأغنية دون مقابل، وبالفعل أصبحت من أروع الأغاني التي عبرت عن النصر.

وأكمل: عبد الحليم حافظ أيضا شارك في المارثون؛ فأثناء الحرب، قدم أغنية “لفي البلاد يا صبية بلد بلد”، ألحان محمد الموجي، وسجلها مرتين، فأثناء الحرب كانت كلمات الأغنية تقول “المهر غالي وهيجبوه لو نجم عالي في السما راح يقطفوه”، وبعد الانتصار أصبحت الكلمات التي عدلها عبد الحليم لتصبح “المهر غالي وأهم جابوه لو نجم عالي في السما راح يقطفوه”، الأمر الذي ينم عن مدى الدقة التي بلغها هؤلاء النجوم في عملهم.

وأكد أن عبد الحليم حافظ قدم رائعة أخرى للنصر وهي “عاش اللي قال”، التي اختص بها العرب أجمعين بالنصر، ولم يذكر فيها الرئيس السادات بشكل مباشر، لتكون من أيقونات حرب 1973، مضيفا أن كل هذه الأغاني أرخت لحرب أكتوبر، وأصبحت جزء من تاريخ مصر، والدليل أننا نستطيع أن نقرأ أحداث مصر من خلال جميع الأغاني التي أنتجت في القرن العشرين من ثورة يوليو، لبناء السد، للنكسة، للعبور وغيرها الكثير من الأحداث.

وأوضح الناقد الفني أن الأغنية الوطنية بعد حرب 1973 حصل فيها نوع من الهبوط، إلا من بعضها مثل “سينا رجعت لينا”، كلمات جمال سلامة غناء الفنانة شادية، لكن بعد ذلك تكاد تكون الأغنية الوطنية اندثرت تماما ولم يعد هناك قضية تجمع الشعب المصري والوطن العربي، لأن الأغاني الوطنية مرتبطة دائما بحدث، مختتما: الأغاني التي قدمت خلال حرب أكتوبر كانت أكثر الأغاني صدقا في تاريخ مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى