زيارة الملك سلمان لروسيا.. هل تمهد للحل السياسي في سوريا ؟
من المقرر أن يتوجه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى روسيا في زيارة تتسم بأهمية بالغة.
ويُتوقع أن يصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى موسكو بعد غد الخميس، ويبقى في روسيا حتى يوم السبت القادم، وهو يوم ميلاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يطفئ شمعته الـ65 في ذلك اليوم.
ويعلق مراقبون أهمية كبيرة على زيارة ملك المملكة السعودية إلى روسيا، معتبرين أنها تحمل إيذانا بنهاية الحرب في سوريا.
وقد بذلت روسيا جهدا كبيرا لمساعدة سوريا في حربها ضد الإرهاب ولإعادة السلام لهذا البلد وبلدان الجوار حتى أن بعض المراقبين باتوا ينظرون إلى رئيس روسيا على أنه ضامن السلام في الشرق الأوسط.
وكانت روسيا والمملكة العربية السعودية في خندقين مختلفين في سوريا، وفقا لتعبير الكاتب الصحفي بيوتر أكوبوف، ولكنهما سعيتا إلى إنهاء هذه الحالة. ومن أجل ذلك انتظرت موسكو مجيء ملك المملكة السعودية.
ومن جانبه أكد خبير استراتيجي سعودي على أهمية زيارة الملك سلمان، إلى موسكو، مشيرا إلى أن ” السعودية لا تحبذ أن يبقى حل قضايا المنطقة في يد دولة واحدة”.
ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك عن أنور عشقي، اللواء السعودي المتقاعد، المقرب من دوائر القرار في المملكة تشديده على ضرورة “وجود دور روسي للمساعدة في حل أزمات المنطقة”.
وأشار عشقي في هذا الصدد إلى أن “ما تريده المملكة العربية السعودية، ألا تكون دولة واحدة (عظمى) تعمل لوحدها لتحقيق السلام وحل الأزمات”، التي تعصف بالمنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام.
وبشأن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، رأى الخبير السعودي أن “الزيارة مقررة منذ شهور، وأهم ما فيها أنها تدفع لتطوير العلاقات الثنائية وبحث قضايا المنطقة الأخرى، وخاصة الملف السوري…فالعلاقة تتأصل بين الدولتين، وروسيا أصبح لها وجود قوي في الشرق الأوسط، وهذا ما تريده السعودية، بحيث لا تكون دولة واحدة تعمل لتحقيق السلام وحل الأزمات”.
ولفت عشقي إلى وجود نقاط التقاء بين الجانيين فيما يخص حل الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن السعودية صرحت بأنها تريد وحدة الأراضي السورية، وتحقيق السلام على أساس مقررات مؤتمر “جنيف 1″، وأن لا يكون هناك نفوذ أجنبي في سوريا، مع “حق روسيا الاحتفاظ بقواعد عسكرية في سوريا بعد انفراج الأزمة”
ونوه اللواء السعودي المتقاعد بالتعاون بين الدولتين في مجال مكافحة التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب، وبخاصة تنظيم “داعش”، وأشار إلى “التعاون الوثيق بين الدولتين في هذا الإطار”.
وتوقع عشقي، أن يبحث الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين، والسعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، “ملفات دفاعية وأخرى تتعلق بالطاقة النووية السلمية، وذلك خلال اللقاء بينها، الخميس المقبل، وكذلك ضمن الزيارة، التي تستمر حتى الأحد القادم”.