ابناء غزة يتجمعون عند معبر بيت حانون لاستقبال حكومة الحمدالله
غزة/رام الله - قدس برس
أفاد مراسل “قدس برس”، بأن مئات المواطنون تجمعوا صباح اليوم الإثنين، على مدخل معبر بيت حانون “إيرز”؛ شمال قطاع غزة، وعلى مداخل مخيمات المنطقة الوسطى لاستقبال حكومة التوافق الوطني التي من المقرر أن تصل ظهرًا لغزة.
ومن المقرر أن يصل رئيس حكومة التوافق الوطني، رامي الحمد الله، إلى غزة ظهر اليوم، على رأس وفد حكومي وبرفقة كافة الهيئات والسلطات والأجهزة الأمنية وسيتم عقد اجتمع مجلس وزراء هناك.
وقال فايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة “فتح”، إن “تاريخي” في قطاع غزة، معربًا عن أمله أن يكون “يوم إنهاء الانقسام الداخلي”.
وشدد في تصريح مكتوب له اليوم، على أن “هذا اليوم هو لإعادة الاعتبار للمناضل الفلسطيني والقضية، وآن الأوان أن ننتصر على هذا الانقسام”.
وأضاف أبو عيطة: “الانفصالية التي خطط لها الاحتلال، اليوم تنهار بوحدة الشعب الفلسطيني، والآن نحتاج إلى جهد الجميع لتحقيق حلمنا بالوحدة، ولنتفرغ للقضايا الكبرى”.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي، غسان الشامي، أن وصول الحكومة لغزة وإنهاء الانقسام “سيُنهي 10 سنوات أليمة مضت على الانقسام البغيض، والتي أدمت الشعب وسطرت الكثير من العقبات والتحديات والعواصف الهوجاء في طريق القضية الفلسطيني”.
وأوضح الشامي في تصريح لـ “قدس برس” اليوم، أن سنوات الانقسام “أدخلت القضية الفلسطينية في متاهات بعيدة أثرت على الكثير من الأمور والقضايا، وعلى مجريات وأحداث معركتنا الأساسية مع الكيان الصهيوني”.
وصرّح بأن “القضية الفلسطينية تمر في أحلك الظروف وفي مرحلة دقيقة مليئة بالعواصف والهواجس المتلاطمة، والعالم بأسره يترقب إنهاء الانقسام وتنفيذ خطوات توحيد المؤسسات الفلسطينية”.
وأكد الشامي أن “المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام من الضرورات الفلسطينية الكبرى في هذه الأيام وهذه المرحلة الدقيقة في تاريخ القضية، وذلك للتوحد في مواجهة المخططات الصهيونية”.
من جانبه، نوّه حسام بدران، مسؤول ملف العلاقات الوطنية في حركة حماس، إلى أن كل ملفات المصالحة (المعابر، الموظفين، الحكومة، الانتخابات، منظمة التحرير، الأمن) ستكون مطروحة للحوار في اللقاء الذي سيتم بين حركتي فتح وحماس في العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع المقبل.
وتابع في تصريح صحفي له اليوم: “لا يوجد تأجيل لأي ملف من الملفات السابقة وفق الترتيبات التي جرت مع المسؤولين المصريين مؤخرًا، والأمور ستبحث وتتابع وفق اتفاقيات المصالحة السابقة”.
وأردف: “المصالحة التي نتحدث عنها، وكما يراها شعبنا كله، هي شراكة حقيقية للجميع وفي كل القضايا التي تخص المشروع الوطني الفلسطيني والقرار في المسائل الكلية، وكذلك في إدارة الشأن الداخلي للبيت الفلسطيني ومتابعاته بكل تفاصيله”
وفي رام الله دعت قوى اليسار الفلسطينية إلى عقد لقاء فوري وشامل لكافة القوى الوطنية والإسلامية، بهدف تسريع خطوات تطبيق تفاهمات المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”.
وأبدت القوى اليسارية التي تضم الجبهتين “الشعبية” و”الديموقراطية” وحزب “الشعب” و”فدا” و”حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية”، ترحيبها بالتطورات الأخيرة التي فتحت الباب لاستئناف جهود المصالحة، داعية إلى تعجيل العمل على تخفيف معاناة أهالي قطاع غزة؛ بما في ذلك تراجع السلطة عن إجراءاتها العقابية التي طالت رواتب الموظفين الحكوميين ومخصصات الكهرباء.
وعبرت القوى في بيان أعقب اجتماعها في رام الله الليلة الماضية، عن أملها في أن تسفر التفاهمات بين “فتح” و”حماس” عن فتح متواصل ومنظم لمعبر رفح البري، بالتنسيق مع الجهات المصرية.
وأكدت القوى الخمس على أهمية تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية وإنهاء الإنقسام لضمان إستعادة الشعب الفلسطيني لحقه الديموقراطي في إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني بأسرع وقت على أساس مبدأ التمثيل النسبي.
وبحسبها فإن “تطبيق اتفاق المصالحة الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية سيلعب دورا حاسما في تعديل ميزان القوى لصالح شعبنا الفلسطيني في مواجهة المؤمرات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال تبني إستراتجية وطنية موحدة للكفاح التحرري الوطني”.