“هُنا القدس”.. معرض في جامعة بيت لحم يحاكي الحياة الشعبية الفلسطينية
امام الابواب يطالعك جنود حرس الحدود الاسرائيلي لغرض استفزازك من خلال تفتيشك بدقة؛ وخلف الابواب يطالعك عالم اخر قوامه: فلاحات القدس، ورائحة الكعك، وسكاكر المدينة التي لا يُمكن الاستغناء عنها.
هذا المشهد ليس في مدينة القدس وإنّما في جامعة بيت لحم، وتحديدا في المعرض الذي أقامه مجلس اتحاد طلبتها وعمادة شؤون الطلبة ومؤسسة الرؤيا الفلسطينية بعنوان “هُنا القدس”، ليشعر الرائي والزائر للمعرض أنه يعيش في المدينة بكل تفاصيلها.
هذا المعرض المميز عبارة عن سوق شعبي، على مدخله بوابة القدس “باب العامود”، ثم إلى اليمين بعض الصور لمدينة القدس وأزقّتها وشوارعها القديمة، وتنتظرك بعد تلك المشاهد رائحة الكعك المقدسيّ، الذي جاؤوا به خصّيصًا من المدينة، ثم بسطة الفلافل الذي يُحضّر أمامك.
“بسطة لبيع السيراميك”، هي أيضاً حرفة من الحرف الموجودة بالقدس، وتكثر محالّها في البلدة القديمة، وهي عامل جذب للسياح الأجانب، وبجانبها بسطة لبيع المطرّزات الفلسطينية، إضافة إلى بسطات أخرى تعرض المنتوجات اليدوية الفلسطينية.
يستوقفك أيضاً مشهد فلاحتين تلبسان الثوب الفلسطيني المطرّز وتضعان أمامها ما لذّ وطاب من خضراوات الأرض الفلسطينية، على غرار فلاحات القدس اللواتي يخرجن فجر كل يوم بعد قطف ثمار أرضهن لبيعه في إحدى زوايا مدينة القدس.
وقالت السيدة خولة الخطيب من مؤسسة نساء فلسطينيات , إنهم يشاركون اليوم في “هنا القدس” كونهم يصنعون تحفًا فنية للمدينة المحتلة وشوارعها، وهي سعيدة بهذا المعرض الذي نقل القدس إلى بيت لحم.
وأضافت قائلة : أنها تعرض اليوم مجسّمات لمدينة القدس ومقدّساتها الدينية إضافة إلى الهدايا التذكارية وخارطة فلسطين وميداليات متنوّعة، كما تحدّثت عن مجسّم “الجامع القبْلي”، وهو مشغول “يدويّاً” من خلال خشب الزيتون، ومادة السيراميك بحرفيّة عالية.
أمّا الشاب لطفي زعترة من “محمص زعترة” الذي يقع في سوق خان الزيت بالبلدة القديمة، فيقول إن الهدف من المعرض هو أن نُطلع زائريه على المدينة وما فيها من حياة اجتماعية، وأن ننقل بعض ما فيها إلى بيت لحم.
الفنان المقدسي أحمد أبو سلعوم قدم عرضاً مسرحيّاً وغنائياً تحدّث فيه عن مدينة القدس وأبوابها، وحكايا أجدادنا ما قبل الاحتلال الإسرائيلي، وكيف كانوا يعيشون في أمان، نفتقده اليوم بسبب تواجد الجنود الإسرائيليين في كل مكان.
كما تم عرض أفلام قصيرة تتحدث عن مدينة القدس والأوضاع المعيشية فيها، ثم تم النقاش حول القوانين الإسرائيلية التي تُطبّق على الفلسطيني دون الإسرائيلي بشكل “عنصري”، من خلال سحب الهوية وسحب الإقامة وهدم المنازل وسياسة التهجير والتطهير العِرقي.
وفي ختام العرض، شاركت فرقة “رواق القدس” للدبكة الشعبية في وصلة تراثية على مسرح جامعة بيت لحم الداخلي، على أنغام من التراث الشعبي وسط فرح وتصفيق جميع المدعوّين من طلاب ومدرّسين في جامعة بيت لحم وزوّار من الخارج.
ومما يجدر ذكره أن هذا النشاط يأتي ضمن مشروع “حراك”، بتنفيذ من مؤسسة الرؤيا الفلسطينية وجامعة بيت لحم، وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.