مواقف متضاربة للمسلحين السوريين حول افتتاح معبر نصيب الحدودي
بينما يشهد الجنوب السوري هدوءا نسبيا في إطار اتفاق خفض التصعيد منذ 9 تموز الماضي، تتواصل اجتماعات دورية لفصائل المعارضة في الأردن، في حين يكثر الحديث عن إعادة فتح معبر نصيب من الجهة السورية.
ويأتي ذلك بعد توجيه نقيب شركات تخليص ونقل البضائع في معبر جابر (الجانب الأردني)؛ تعميما طلب فيه أصحاب هذه الشركات بتفقد مكاتبهم يوم الأربعاء الماضي، تمهيدا لصيانتها.
وتثير التصريحات والمباحثات حول إعادة فتح المعبر؛ مخاوف أهالي المدن والبلدات المهجرة جنوب سوريا، بعد وجود ممثلين عن الفصائل العسكرية ومجلس محافظة درعا الحرة ومحكمة دار العدل؛ في الأردن، لبحث إمكانية تشغيل المعبر، ما دفع المهجرين للتحرك وتجديد اعتصامهم، وإعلان رفض أي اتفاق لا يحدد مصيرهم.
وقال علي الحاج علي, المنسق العام للاعتصام: ” لقد شهدت المرحلة الأولى من الاعتصام مطلع شهر أيلول الحالي؛ حضور معظم الفعاليات الثورية والشعبية في حوران، وأكدت وقوفها إلى جانبنا”، مشيرا إلى أنه نتج عن ذلك الاعتصام “توقيع عريضة مفادها أن أي اتفاق لا يضمن عودة المهجرين والتمسك بملف إخراج المعتقلين، مصيره الفشل”.
وتابع قائلا: “أما المرحلة الثانية من الاعتصام؛ فجاءت لتوجيه رسالة للمفاوضين في الأردن للثبات على تلك البنود، ولتعزيز موقفم بأن الحاضنة الشعبية والفعاليات المدنية، لن تسمح بفتح المعبر دون تحقيق تلك المطالب”.
يذكر أن بلدة خربة غزالة قد سجلت منتصف 2013 منعطفا خطيرا بتهجير جميع أبنائها البالغ عددهم 25 ألف نسمة، ثم جرى منعهم من العودة إليها من قبل قوات النظام السوري، ليتبعها عدد من المدن والبلدات، كالشيخ مسكين وعتمان ونامر، إضافة لبعض قرى منطقتي اللجاة ومثلث الموت، فباتت تلك المناطق أشبه بثكنات عسكرية لقوات النظام والمليشيات الداعمة لها.
بدوره، قال الشيخ عصمت العبسي، رئيس محكمة دار العدل وأحد أعضاء وفد التفاوض، إن “الوفد رفض الموافقة على أي طرح قبل كسب التأييد الشعبي لأي اتفاق محتمل، أما عبارات التخوين والإقلال من شأن المفاوضين؛ سيضعف موقف الوفد، ولا سيما أمام الترهيب والترغيب الخارجي”.
من جانبه، دعا مجلس محافظة درعا الحرة أعضاء مكتبه التنفيذي للاجتماع أمس الاول الخميس، لمناقشة زيارة المحافظ للأردن وإطلاعهم على نتائج الزيارة.
وقد أغلق معبر نصيب بقرار من الجانب الأردني عقب انسحاب قوات الجيش السوري منه وسيطرة فصائل الجنوب عليه، في نيسان من عام 2015، إلا أن مساعي إعادة تشغيله لم تتوقف خلال الأشهر القليلة الماضية.