الاستفتاء على انفصال كردستان اليوم يشكل قفزة في الهواء قد تسفر عن نتائج وخيمة على المشروع القومي الكردي باكمله
أربيل - قدس برس
فتحت مراكز الاقتراع الخاصة بالاستفتاء على انفصال كردستان العراق عن الوطن الأم، أبوابها في الإقليم والمدن المتنازع عليها، في ظل رفض شديد دولي وإقليمي ومن الحكومة المركزية ببغداد.
وأفادت مصادر إعلامية أن ساعات الصباح الأولى شهدت إقبالا متباينًا بين منطقة وأخرى.
وشهدت أربيل انتشارا لقوات الأمن المحلية قرب مراكز الاستفتاء.
ويحق لأكثر من 5 ملايين ناخب، التصويت في الاستفتاء الذي ينظم في أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة، فضلاً عن محافظة كركوك النفطية ومناطق أخرى متنازع عليها بين الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد.
وحسب “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات” في الإقليم، فإن الاستفتاء سيجري أيضًا في كلٍ من سنجار ومخمور وتلكيف والحمدانية والشيخان وزمار وربيعة والنمرود وبرطلة، في محافظة نينوى.
بدوره وجّه رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، نيجيروان بارزاني المواطنين للمشاركة في “اللحظة التاريخية الفاصلة في حياة الأكراد”.
أما رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، فأكّد في حديث أمس الأحد، أن “التهديدات العراقية والإقليمية والدولية لن تمنع من المضي قدما في تنظيم الاستفتاء”.
وقال بارزاني في مؤتمر صحفي بأربيل “لن نعود مطلقاً إلى شراكة فاشلة مع بغداد، العراق أصبح دولة دينية طائفية وليس دولة ديمقراطية”.
واستدرك بارزاني قائلا “الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال فوراً، وإنما هو بداية لمحادثات جادة مع بغداد لحل المشاكل العالقة ومن بينها الحدود والنفط”.
من جهتها؛ ترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه يخالف الدستور العراقي (تم إقراره عام 2005)، وتشدد بغداد على أن الاستفتاء لا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قوميًا.
وأمرت الحكومة العراقية الإقليم بتسليم المنافذ الحدودية والمطارات باعتبارها تخضع لسلطة الحكومة الاتحادية.
رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، شدد على “موقف الحكومة الواضح لمنع الإجراءات الأحادية وغير الدستورية التي تهدد وحدة العراق والتعايش السلمي بين أبناء البلد ورفض الاستفتاء وعدم التعاطي مع نتائجه”.
وقال العبادي إن هناك “مجموعة من الخطوات التي تم اتخاذها لحفظ وحدة البلد وسلامة مواطنيه”.
من طرفه؛ قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس الأحد، إن قرار الاستفتاء الذي يعتزم الإقليم الكردي شمالي العراق إجراءه “اتخذ بشكل أحادي الجانب”.
ودعا معصوم في كلمة بثها التلفزيون الرسمي القيادات السياسية في أربيل وبغداد “لتجنب التصعيد بأي ثمن، والتركيز الفوري على العودة للحوار والاتفاق كأولوية قصوى”.
إقليميًا؛ أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأحد، رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أن الاستفتاء الذي يعتزم الإقليم الكردي شمالي العراق إجراءه “خطر على وحدة العراق واستقرار وأمن المنطقة”.
وأكد روحاني، في اتصال هاتفي مع العبادي؛ أمس الأحد أن “دعم طهران الكامل لجميع الإجراءات التي تتخذها بغداد لحفظ وحدة العراق”.
بدورها؛ أكدت أنقرة أنها لا تعترف بنتائج استفتاء الانفصال.
وقالت الخارجية التركية في بيان، اليوم الإثنين “لا نتعرف بهذه المحاولة (استفتاء الانفصال) الفاقدة لكافة أنواع الشرعية والأساس القانوني سواءبالنسبة للقانون الدولي أو الدستور العراقي”.
وأكدت الخارجية على أن الاستفتاء الجاري اليوم في الاقليم، بحكم الملغي من حيث نتائجه.
وجددت الخارجية تأكيد تركيا على أنها ستتخذ كافة التدابير في ضوء الصلاحيات التي يمنحها القانون الدولي والبرلمان التركي، حال تعرض أمنها القومي للخطر جراء استغلال الإرهابيين وعناصر متطرفة للوضع الذي سينجم عقب الاستفتاء في الاقليم، أو أي تهديد لأمنها القومي، في عموم العراق.