ادارة ترامب تتبنى اقامة دولة فلسطينية بلا حدود نهائية
باتت ما يعرف بـ “صفقة القرن” التي يعد لها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لحل القضية الفلسطينية وتجديد المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، قاب قوسين أو أدنى من الخروج لحيز التنفيذ، بعد أن نالت موافقة مصرية وسعودية وشبه موافقة فلسطينية جزئية، رغم ان هذه الخطة لا تلبي الثوابت الفلسطينية ولا تحقق الشرعية الدولية.
وقد كشفت صحيفة “العربي الجديد” القطرية عن ملامح الخطة، نقلًا عن مصادر دبلوماسية أميركية، فقالت إن الخطة تنص على إقامة دولة فلسطينية، ليست على حدود حزيران 67، بل حدود أخرى مؤقتة تمتد تدريجيًا حتى تصل إلى حدود 67، أي أن الدولة الفلسطينية ستشمل قطاع غزة ومناطق سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وستتوسع بعدها استنادًا إلى اتفاقات تعقد لاحقًا.
وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق يشمل تأجيل البند الخاص بعودة اللاجئين مع انطلاق الدولة حال تم التوصل للاتفاق.
في المقابل، كشفت مصادر فلسطينية رسمية محسوبة على السلطة، عن أنه من المزمع عقد لقاء موسع في القاهرة سيشارك فيه وفد إسرائيلي رسمي إضافةً إلى وفد أردني لجمع التصورات والتمهيد لانطلاق أولى جولات تطبيق تلك الخطة، وذلك بعد الانتهاء بشكل كامل من المصالحة الفلسطينية الداخلية والاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية.
وأوضحت المصادر أن السعودية أبدت تجاوبها مع تلك الخطة، وأكدت لكل من أميركا وإسرائيل بشكل مباشر، عدم تمسكها بالمبادرة العربية للسلام التي كان قد طرحها العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، عام 2002، كإطار لحل الصراع العربي الإسرائيلي.
في المقابل، أوضحت مصادر دبلوماسية مصرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بات هو العقبة الأساسية أمام تمرير أي خطة “للسلام” في المنطقة، لافتةً إلى أن هذه كانت الملاحظة التي دونها مبعوث البيت الأبيض الخاص للسلام في الشرق الأوسط، صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنير، بعدما قام بجولة في المنطقة في حزيران الماضي، شملت مصر وإسرائيل ورام الله.
وقد التقى كوشنير في 21 حزيران بنتنياهو، (الذي يبدو انه مرشح للغياب عن المسرح السياسي قريباً), وبرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لإعادة إحياء مفاوضات السلام، بحسب ما تم الإعلان عنه وقتها، قبل أن يلتقي بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
وفي سياق هذه التحركات، وبشكل مفاجئ، استقبلت القاهرة وفدًا رفيع المستوى من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، لإتمام المصالحة الداخلية بين حركتي “حماس” و”فتح”. وتبع ذلك استقبال القاهرة وفداً آخر من حركة فتح بقيادة عزام الأحمد.
هذا وقد نقلت صحيفة “هآرتس”، اليوم الاثنين، عن وزراء إسرائيليين شاركوا في جلسة الكابينت (المجلس الوزاري المصغر)، أمس الأحد، قول نتنياهو، إن الرئيس ترامب، يعمل على خطة سلام للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.. مؤكدا أن الرئيس الأمريكي بدا مصرا على دفع هذه الخطة.
وكتب باراك رافيد، المراسل السياسي للصحيفة، أن الوزراء الذين شاركوا في جلسة الكابينت، وفضلوا عدم الإفصاح عن هويتهم، قالوا إن نتنياهو خلال استعراضه انجازات زيارته إلى القارة الأمريكية، شدّد على أهمية اللقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي، وأضاف أن “القضية الفلسطينية مهمة جدا بالنسبة للرئيس الأمريكي”.
وفي نفس الشأن، يصل إلى إسرائيل اليوم، مبعوث الرئيس الأمريكي لملف السلام، جيسون غرينبلات، حيث سيلتقي الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، لمتابعة المحادثات الخاصة بعملية السلام.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن غرينبلات سيواصل المحادثات الجيدة التي بدأها الرئيس الأمريكي مع الزعيم الإسرائيلي والزعيم الفلسطيني في نيويورك, موضحا أن هذه المحادثات سرية وتجري ببطء، ولا داعي إلى وضع إطار زمني اصطناعي لهذه المحادثات.