الملك سلمان يفوق في الانفاق على ملذاته كلا من ترامب وميكرون
بالرغم من أن أغلب دول العالم تعاني ما تعانيه من ركود اقتصادي مخيف يسيطر على مفاصل الاقتصاد العالمي ويعيق تقدمه منتجا أزمة اقتصادية خانقة، كان لها السبب الرئيس بقيام هذه الدول ببعض الإجراءات التقشفية وزيادة قيمة الضرائب في محاولة منها لخفض العجز في الموازنات العامة وإنفاذ ما يمكن إنقاذه.
وبالرغم من كل ما ذكرناه سابقا نجد قسم كبير من رؤساء الدول والملوك الذين تعيش بلادهم أزمات اقتصادية خانقة، يصرفون أمولا طائلة على ملذاتهم الشخصية ويقضون عطلاتهم الصيفية بتكاليف تفوق الـ 100 مليون دولار، وكل هذا الانفاق من أموال الشعب وعلى حساب حياتهم اليومية.
نبدأ تقريرنا من زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مدينة طنجة المغربية، حيث أنفق خلال هذه العطلة أكثر من 100 مليون دولار، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، هذا الرقم الذي تم إنفاقه يعادل 1.5% من العائدات السياحية للمغرب سنويا.
ووفقا للصحيفة فقد رافق الملك نحو ألف شخص، منهم أقارب ووزراء ومستشارون وموظفو أمن، أوكلت لهم مهمة القيام على راحة العاهل السعودي، أثناء إقامته في قصره الصيفي القريب من شاطئ أشقار، بمنطقة “كاب سبارطيل”، والذي تبلغ مساحته حوالي 74 فدانا.
وتم حجز ما يقارب 800 غرفة في أفخم فنادق طنجة لاستقبال وإقامة هذه الحشود، بالإضافة إلى استئجار 200 سيارة، بالإضافة إلى السيارات التي جلبها الملك سلمان معه من السعودية، بالإضافة لشركات إعداد الطعام الخاصة.
تفاصيل تكلفة العطلة
تحرت صحيفة الهافينجتون بوست عن تكاليف رحلة الملك سلمان إلى المغرب وكشفت عن أسعار الفنادق التي يقيم فيها الوفد المرافق للملك، فوجدت أن متوسط الأسعار 300 دولار للغرفة في الليلة الواحدة، ما يعني أن تكلفة إيجار الغرف حوالي 240 ألف دولار في الليلة الواحدة.
وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الوفد المرافق للملك استأجر كذلك 170 سيارة خاصة، إيجار الواحدة حوالي 423 دولارا في اليوم الواحد، وهو ما يعني أن تكلفة إيجار السيارات 72 ألف دولار في اليوم الواحد. وباعتبار أن متوسط تكلفة اليوم الواحد للوفد المرافق للملك تصل إلى 312 ألف دولار، فإنه على مدار شهر كامل، سيدفع الوفد السعودي 9 ملايين دولار و360 ألفًا، ثمنًا للنوم وإيجار السيارات فقط.
والغريب في الأمر أن هذه التكلفة الخرافية تأتي في وقت تعاني فيه المملكة من عجز في الموازنة العامة بدأ في عام 2014، بعجز مالي قدره 66 مليار ريال سعودي، ليأتي عام 2015 بعجز مالي قياسي قدره 367مليار ريال، واستمر هذا العجز في 2016، وإن كان انخفض عن العجز في السنة السابقة، ليصل إلى 326 مليار ريال، فيما بلغ العجز في الربع الأول من عام 2017 حوالي 26 مليار ريال.
ترامب ينفق أكثر من أوباما
كثيرا ما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينتقد سلفه السابق أوباما خلال فترة توليه رئاسة الولايات المتحدة، واتهم ترامب سلفه أوباما عدة مرات بأنه يكلف دافعي الضرائب ملايين الدولارات من أجل قضاء إجازته، إلا أن ترامب نفسه كلف دافعي الضرائب في الأيام الثمانين الأولى لحكمه أكثر من 20 مليون دولار أثناء سفره المتكرر في العطلات الأسبوعية إلى فلوريدا، لقضاء إجازاته في ناديه الخاص “مار إيه لاجو”.
هذا الأمر يعني أنه وعلى هذا المنوال، سينفق على إجازاته خلال عام واحد، ما أنفقه سلفه أوباما خلال فترتيه الرئاسيتين (أقل من 97 مليون دولار). ويأتي هذا الإنفاق الصارخ على العطلات في الوقت الذي يطالب فيه ترامب الحكومة الفيدرالية بتضييق حزام الإنفاق العام.
ماكرون أنفق 26 ألف
كشفت صحيفة التلغراف البريطانية نقلا عن صحيفة لو بوينت الفرنسية خبرا مفاده أن الرئيس الفرنسي الجديد “إيمانويل ماكرون” أنفق في الشهور الثلاثة الأولى من توليه الحكم، حوالي 26 ألف يورو، على خدمات التجميل والمكياج، بمقدار 12 ألف دولار في الشهر، و410 دولارات في اليوم، وأن هذا المبلغ ليس من جيبه الشخصي بل من أموال دافعي الضرائب.
حيث ظهرت فاتورتان مدفوعتان لمسؤولة التجميل الخاصة بماكرون إحداهما بـ10 آلاف يورو، والأخرى بـ16 ألف يورو، وقد علق قصر الإليزيه على الخبر أنه صحيح، وقد تم طلب المسؤول عن هذا التعاقد على وجه السرعة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه سيتم تخفيض ميزانية الإنفاق على التجميل، بصورة كبيرة.