السقطات الثلاث التي قضت على البهلوان عمرو موسى

كثير من البسطاء خدعوا بشخصية البهلوان السياسي عمرو موسى, وزير خارجية مبارك الأسبق, وأمين ما يسمى بالجامعة العربية سابقا، ولعل إعجاب البعض به قد جاء من خلال عمله كوزير خارجية لنظام مبارك وتلك التصريحات العنترية التي كان يطلقها بين الحين والآخر ضد الكيان الصهيوني في ظل نظام مبارك الخانع لكل طلبات أو حتى أوامر بني صهيون .

وليس ادل على ذلك  من تصريحات بعض قادة الصهاينة وعلى رأسهم بنيامين بن اليعازر الذي دفن الآلاف الجنود المصريين وهم أحياء في الحروب السابقة حيث وصف نظام مبارك بالكنز الذهبي لأمن الكيان الصهيوني .

إذن نستخلص من ذلك أن عنتريات عمرو موسى وزير خارجية مبارك وأمين متحف ما يعرف بالجامعة العربية فيما بعد وتصريحاته الكاذبة ليست سوى عملية توزيع أدوار, رغم مبالغة بعض البسطاء في تصنيفه بأنه الناصري الوحيد في نظام العمالة والخيانة لكامب ديفيد ، وهو من دعم ذلك بأحاديث ودية عن عبقرية جمال عبد الناصر وما قدمه لمصر والأمة العربية ، ولكن لأن الكذب حباله قصيرة ولا بد يوما أن يكشف صاحبه، فقد جاءت ثلاثة مواقف أو ثلاث سقطات أرسلت هذا  البهلوان وتاريخه المزور إلى مزبلة التاريخ .

السقطة الأولى في لقاء دافوس عندما جلس صامتا عديم الحيلة كالتلميذ أمام مجرم قانا شمعون بيرس وهو يبرر جرائم كيانه بحق الشعب العربي  الفلسطيني، وأراد اردوغان الرد عليه  ومنع من رئيس الجلسة ولكنه سجل موقفا للانسحاب من جلسة الحوار, الأمر الذي أكسبه شعبية هائلة في الشارع العربي والإسلامي  ولدى أحرار العالم لا يستحقها  على حساب  التافه البهلوان عمرو موسى الذي صمت صمت الأموات, ناسيا أرواح الآلاف الجنود المصريين  الذين استشهدوا من أجل فلسطين التي هي صميم الأمن القومي لكل العرب.

السقطة الثانية  تمرير مشروع تدمير ليبيا, الدولة العربية الشقيقة  التي لها الفضل والأيادي البيضاء بدعم كل قضايا الأمة  وعلى رأسها فلسطين ، كما أن ليبيا هي من دفع ثمن كل رصاصة مصرية أطلقت على العدو في حرب أكتوبر المغدورة  من السادات وزمرته ، كما قال الأستاذ هيكل وكل قادة الجيش المصري الذين شهدوا الدعم الليبي لمصر بشراء كل الأسلحة تقريبا ، وكان جزاء ليبيا تمرير مشروع تدمير ليبيا وإسقاط قيادتها القومية وعلى رأسها العقيد الشهيد معمر القذافي ورفاقه وانجاله, واستشهاد أكثر من نصف مليون إنسان عربي  ليبي, وهذا رقم ضخم قياسا لعدد سكان ليبيا ومساحتها الأمر الذي أخل بالأمن القومي المصري من الحدود الليبية ، وكم عملية إرهابية وكم مواطن مصري بريء قتل نتيجة الفوضى الخلاقة في ليبيا لأجل أن يرضى هذا العربيد البهلوان عمرو موسى, ويرضي أسياده الإعراب الخونة من دافعي ثمن السيجار والويسكي الفاخر الذي يشربه، وبعد كل ما حدث لم يخجل من نفسه ويقدم استقالته على الأقل عندما تجاوز الناتو كل ما وعد به بأن هدفه حماية المدنيين وليس تدمير الدولة الليبية، ولكن عمرو موسى كان منافقا وعميلا صهيونيا فاق أستاذه السادات في العمالة والخيانة .

السقطة الثالثة هي فضيحته المدوية بشأن افترائه, في مذكراته على الزعيم جمال عبد الناصر رمز نضال العرب, حيث وصفه بأنه لا يأكل إلا الأجبان القادمة إليه خصيصا من سويسرا, الأمر الذي كذبه كل من عاصر حقبة الزعيم جمال عبد الناصر وعلى رأس هؤلاء الأستاذ سامي شرف أطال الله في عمره، كما حمل الزعيم المسؤولية التي لم يتهرب منها عن حرب حزيران/ يوليو عام 1967م ، وكما يبدو من عصبية البهلوان وأكاذيبه أنه متأثر على ابنته التي طلقها حفيد الزعيم جمال عبد الناصر,  كما أكد ذلك الكثير من المصادر  .

ايها البهلوان عمرو موسى, تأكد أنك لن تكون أهم من سيدك الأول يهوذا الاسخريوطي  (السادات) وكتابه المهزلة ( البحث عن الذات) الذي كتبه المتصهين  أنيس منصور باسم المقبور السادات, وردت وترد عليه كتب السادات السابقة ( يا ولدي هذا عمك جمال، وقصة الوحدة العربية ، وسيكولوجية الثورة المصرية )) حيث كتب مقدمته الزعيم جمال عبد الناصر نفسه  .

لذلك أكاذيب البهلوان عمرو موسى لن تكون أكثر من “هتاف من تحت اللحاف”, ولكن عتبنا الكبير على الناصريين الذين حضروا تلك المهزلة  التي أسموها إشهار الكتاب وعلى رأس هؤلاء الناصريين  الأستاذ عبد الله السناوي، والحكم عليهم سيكون للتاريخ والشعب .

أما البهلوان عمرو موسى فلن يكون مصيره الا مزبلة التاريخ الأبدية .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى