قطر ترتجف في مهب الرياح الخلافية والانقسامات العائلية داخل اسرة آل ثاني الحاكمة بتحريض من دول المقاطعة
اكتسبت الأزمة المستفحلة منذ شهور بين قطر وعدد من جاراتها بعدا جديدا تمثل في استقطاب داخلي، عقب دعوة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني إلى عقد اجتماع لـ”عقلاء” الأسرة الحاكمة بقطر وأعيان البلاد.
فبعد ساعات من هذه الدعوة التي وجهها الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، لاجتماع عقلاء وحكماء الأسرة الحاكمة بقطر بهدف تصحيح الأوضاع في البلاد، كما يفهم من سياق نص البيان، أعلن الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر عن مساندته لهذه المبادرة، ثم تلا ذلك انضمام الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني إلى معسكر الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني, حيث عبر الشيخ سلطان بن سحيم عن دعمه لدعوة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني لاجتماع وطني لتصحيح الأوضاع في قطر.
وقال الشيخ ابن سحيم في رسالة مباشرة للشعب القطري: “الحكومة سمحت للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم في كل اتجاه حتى وصلنا إلى حافة الهاوية”، مبينا أن ما يحزن في الأزمة هي “التنظيمات الإرهابية” وانتشارها بين المواطنين في البلدان العربية.
كما اشار الشيخ ابن سحيم إلى أنه “من المعيب أن تكون قطر مطية للأعداء، وأن يستخدموها سلاحا لضرب أهلها”.. ثم شدد قائلاً: “أدعم كل دعوة للإجتماع مع جميع أفراد الأسرة الحاكمة والوجهاء والأعيان للتفاعل معها حتى نكون عينا واحدة ترعى قطر من غدر الخائنين ونحصنها من كيد الحاقدين”… “كلي ثقة في حكمة الملك سلمان وقادة الدول في أن يعيدوا الأمور إلى نصابها”.
وهكذا فقد أدت تلك الدعوات والمساجلات إلى حركة استقطاب سريعة داخل أسرة آل ثاني، تمثل أبرزها في انحياز أحد أنجال الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني إلى حكام البلاد، وإعلانه في شريط فيديو تجديده “البيعة” لأمير البلاد تميم بن حمد وولائه له.
وفي تطور لافت، نشر الشيخ سلطان بن حمد آل ثاني، شريط فيديو اتهم فيه صديقه الشيخ سلطان بن سحيم، بأنه اتخذ موقفا معاديا لأمير البلاد تميم بن حمد بسبب الديون التي تراكمت عليه وبلغت مئات الملايين، وأنه طلب من سلطات بلاده تسديدها، إضافة إلى تمويل مشروع له في الرياض بقيمة 33 مليار ريال سعودي.
وقال الشيخ سلطان في هذا التسجيل المصور، إنه هو الآخر قد تلقى عرضا لمغادرة بلاده إلى الأردن، ومنها إلى السعودية مقابل 300 مليون ريال.
كما هدد سلطان بن حمد صديقه “وسميه” سلطان بن سحيم، بنشر تسجيلات تدينه “بالخيانة للوطن من أجل المال” إذا لم يعتذر عن فعلته.
بالمقابل، نشر عدد من أمراء آل ثاني أشرطة فيديو في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، جددوا فيها بيعتهم وأعلنوا ولاءهم لأمير البلاد تميم بن حمد.